مصر: انتحار راهب عاقبه دير أبو مقار المثير للجدل

الكنيسة أعلنت وفاته... والنيابة تحقق

TT

مصر: انتحار راهب عاقبه دير أبو مقار المثير للجدل

عادت إلى واجهة الأحداث في مصر مجدداً أزمة دير أبو مقار المثير للجدل، بعد أن أقدم راهب من المنتمين للدير على الانتحار، أمس، وأعلنت الكنيسة رسمياً وفاته. وكان هذا الراهب من بين المعاقَبين بالاستبعاد من الدير على خلفية التحقيقات في مقتل الأنبا إبيفانيوس نهاية يوليو (تموز) الماضي.
وقال بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية في مصر، لـ«الشرق الأوسط»، إن الراهب الراحل زينون المقاري (45 عاماً) «نُقل إلى أحد المستشفيات بمحافظة أسيوط (جنوب مصر) عقب تعرضه لأزمة صحية مفاجئة»، مضيفاً أن النيابة «تُجري تحقيقاتها لمعرفة سبب الوفاة». كما أوضح حليم أن «اللجنة المجمعية للرهبنة وشؤون الأديرة كانت قد أصدرت الشهر الماضي قراراً بنقل الراهب زينون المقاري لدير المحرق بمنطقة القوصية بأسيوط».
ونسبت وسائل إعلام محلية إلى ما وصفتها بأنها مصادر كنسية وأمنية، أنه «تم العثور على أثر لمادة سامة تستخدم مبيداً للآفات الزراعية، في الغرفة التي كان يقيم فيها الراهب الراحل».
وتسبب حادث مقتل الأنبا إبيفانيوس (64 عاماً) في صدمة غير مسبوقة بمصر عامة والأوساط الكنسية بشكل خاص، خصوصاً بعد توجيه الاتهام لراهبين آخرين من العاملين بالدير بقتل رئيسه.
وأقدمت الكنيسة على إجراءات صارمة على خلفية الحادث، بدأت بفرض ضوابط جديدة تتعلق بالرهبنة، تضمنت تجميد قبول رهبان جدد، وحظر مغادرة الرهبان الأديرة دون إذن رسمي، ومنع استخدام رجال الدين وسائل التواصل الاجتماعي. كما أغلق بابا الأقباط في مصر، تواضروس الثاني، ورجال دين آخرون حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وخلال منتصف سبتمبر (أيلول) الحالي، جردت الكنيسة راهباً من صفته الدينية الرفيعة، وأوقفت آخر لمدة عام عن ممارسته مهامه، وكلاهما من المنتمين لدير «أبو مقار»، كما قررت نقل 6 من رهبان «أبو مقار» إلى أديرة أخرى.
كما شهدت أجواء التحقيقات في واقعة قتل إبيفانيوس، محاولة الراهب فلتاؤس المقاري، أحد المتهمين بالجريمة، الانتحار. غير أنه يخضع حالياً للعلاج تحت تحفظ من أجهزة الأمن المصرية، بموجب قرار قضائي بحجزه على ذمة المحاكمة.
وعقدت محكمة جنايات دمنهور، أول من أمس، أولى جلسات محاكمة المتهمين بقتل الأنبا إبيفانيوس، التي أنكر خلالها المتهم الأول ما تنسبه له النيابة، فيما لم يحضر المتهم الثاني بسبب حالته الصحية، وقررت المحكمة تأجيل الجلسة آنذاك، على أن تستأنف المحاكمة اليوم (الخميس) لإحضار المتهم المتغيب، والسماح للمحامين بالاطلاع على التحقيقات.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.