هندية في سن الـ89 تصنع الحقائب اليدوية وتكتسب الشهرة في عالم الأزياء

تستخدم أغطية الوسادات والملابس القديمة مثل الساري التقليدي والقمصان الرجالية

تستخدم لاتيكا القمصان الرجالي والساري النسائي غير المستعمل كمواد خام لصناعة الحقائب
تستخدم لاتيكا القمصان الرجالي والساري النسائي غير المستعمل كمواد خام لصناعة الحقائب
TT

هندية في سن الـ89 تصنع الحقائب اليدوية وتكتسب الشهرة في عالم الأزياء

تستخدم لاتيكا القمصان الرجالي والساري النسائي غير المستعمل كمواد خام لصناعة الحقائب
تستخدم لاتيكا القمصان الرجالي والساري النسائي غير المستعمل كمواد خام لصناعة الحقائب

العمر بالنسبة لها مجرد رقم. ففي سن التاسعة والثمانين، تقوم لاتيكا شاكرافورتي بصناعة الحقائب يدوياً باستخدام خامات بعد إعادة تدويرها. من ألمانيا إلى نيوزيلندا ثم عمان، باتت حقائبها أشبه بالتحف الفنية التي صممتها بنفسها وصنعتها بيديها مرغوبة من قبل هواة الأزياء والموضة، لدرجة أنها لم تعد قادرة على الوفاء بكم الطلبات التي تتلقاها كل يوم.
تمثل كل قطعة تصنعها تحفة فنية فريدة في تصميمها والتاريخ الذي تسرده. ففيما تصنع مثلاً حقائب يد ذات مرايا جميلة الشكل تستطيع استخدامها في حياتك اليومية، هناك أيضاً حقائب رائعة أنيقة من الحرير تتناسب مع السهرات وحفلات الزفاف.
إن صناعة حقائب اليد ليست بالجديدة على صاحبة الثمانين عاماً وأكثر؛ حيث إنها تستمتع بالحياكة وبتصميم الأشياء الجديدة بإعادة تدوير مقتنيات قديمة، قبل فترة طويلة من الاتجاه إلى إعادة تدوير المخلفات، واعتبار ذلك العمل نشاطاً صديقاً للبيئة وشيوع مصطلحاته الطنانة.
ونظراً لما تبذله من جهد في صناعة كل حقيبة دون مساعدة من أحد، فإن حقائبها تتمتع بسمات فريدة، لكونها تصنع من ملابس هندية قديمة، مثل الساري الهندي التقليدي والقمصان الرجالي وأغطية الوسادات. وقد فسرت ميلها إلى هذا الاتجاه بأن الحرب هي من علمتها فن إعادة التدوير.
وفي هذا السياق، قالت لاتيكا: «إن هواية جمع الأشياء القديمة التي يمكن إعادة استخدامها مرة أخرى، تعود إلى أن القرن العشرين قد شهد أوقاتاً عصيبة بسبب الحروب التي عاصرناها جميعاً. والهند كانت أيضاً تناضل للحصول على الاستقلال الذي أعقبه حروب في أعوام 1948 و1962، و1965، و1971، وكانت الحياة حينها صعبة للغاية».
استطردت الجدة لخمسة أحفاد بقولها: «لا أحب إهدار أي شيء، ولا أحب أن أبقى عاطلة عن العمل»، وقالت إنها تستخدم القمصان الرجالي والساري النسائي غير المستعمل كمواد خام لصناعة الحقائب، مضيفة أن الأمر «يعتمد على ما هو متوفر».
ولدت لاتيكا في بداية القرن الماضي، وكانت الحياكة هوايتها الأولى لاستغلال الوقت. وقد استغلت هوايتها أفضل استغلال، بأن حاكت ملابس لأطفالها الثلاثة عندما كانوا صغاراً. ومع مرور الوقت وتجاوزهم مرحلة الطفولة، اتجهت لاتيكا إلى صناعة الدمى من القماش القديم المفترض التخلص منه.
وفي مقابلة معها، كان السؤال الأهم هو: «كيف طرأت لك فكرة صناعة الحقائب؟» وأجابت لاتيكا: «منذ نحو أربع أو خمس سنوات، طلبت مني زوجة ابني أن أصنع لها حقيبة يد تناسب فستانها. حينها أدركت فجأة موهبتي الفطرية في صناعة الحقائب، وهكذا بدأت حرفة صناعة الحقائب». وهكذا امتهنت لاتيكا صناعة الحقائب التي لاقت قبولاً كبيراً من أصدقائها وعائلتها، وأخذت تهدي بعضها إلى المقربين منها في أعياد الميلاد وفي المناسبات الخاصة.
تعد ماكينة الحياكة الخاصة بها أفضل صديق لنحو 64 عاماً؛ لكن الأغرب أن الجدة الجميلة الأنيقة لم تستطع إحصاء عدد الحقائب التي صنعتها حتى الآن.
لكل حقيبة أنتجتها قصة وتاريخ يقفان خلفها. فكل حقيبة تحمل اسم سيدة، مثل: «كيران» و«فميلا» و«أليزا» و«وسودها» و«مونجو» و«ريكا». يأتي القماش المستخدم إما من خزانة ملابسها الخاصة، أو من خزائن غيرها من النساء. وحقيبة «كيران»، على سبيل المثال، صنعت من قماش كانت ترتديه سيدة تحمل الاسم نفسه في حفلات الموسيقى. وقد صنعت حقيبتين من هذا القماش، واحدة لصاحبة الاسم والثانية عرضت للبيع.
يعود الفضل في انتشارها تجارياً إلى حفيدها الذي جاء من ألمانيا في زيارة، ودهش لموهبة جدته، وأطلق موقعاً إلكترونياً للدعاية لها. ويستطيع أي شخص أن يشترى حقيبة من إنتاج لاتيكا بسعر يتراوح فيما بين 15 و20 دولاراً.
تعيش لاتيكا في شقة هادئة في حي محاط بأسوار بمنطقة «كارغار» في نيفي مومباي بولاية ماهرسترا، غرب الهند. تجلس لاتيكا مرتدية سارياً بسيطاً مصنوعاً من القطن، ويداها مشغولتان في حياكة حقيبة يد ذهبية اللون. كل يوم تسأل لاتيكا ابنها راج شاكرافورتي عن عدد الحقائب التي بيعت، فإن كانت الإجابة خمس أو ست، ترد: «أوه، يجب أن أعود إلى العمل فوراً».
تنغمس لاتيكا كلياً في العمل عندما تشرع في حياكة الحقائب، وتتضايق لو أن أحداً شتت انتباهها وتركيزها. وما يحفزها كثيراً على العمل هو التقدير الذي تلقاه من المحيطين بها، وتصف عملها في هذه الحرفة بأنه منتظم كالساعة. أضافت لاتيكا: «أسعد كثيراً عندما أكمل حقيبة يد وأعجب بها. أنا بطيئة للغاية؛ لكنني أعمل بوتيرة ثابتة».
ولاتيكا التي كانت مدرسة في السابق بارعة في الكتابة. فقد نشرت كتابا عام 2010 ضم مجموعة من القصص القصيرة بولاية بانغلا، تدور في مجملها حول النساء والمجتمع والعلاقات الاجتماعية والزواج.
بالنسبة للاتيكا، فإن الغرض من مشروع الحقائب هو استثمار الوقت في عمل مفيد، وليس كسب المال؛ لأن المال في حد ذاته لم يعد ذا قيمة كبيرة لها في تلك المرحلة من العمر. استطردت لاتيكا: «الناس تعتقد بأن كبار السن لا يفعلون شيئاً، وبأنهم لا يرغبون سوى في النوم. ليس لدي وقت لأفكر في الموت».
بالنظر إلى عمرها وإلى أنها تؤدي هذا العمل بدافع الحب، فإن لاتيكا لا تتطلع إلى الحصول على طلبات عمل كبيرة، وتكتفي فقط بعدد محدود من العملاء المعجبين بإنتاجها، والذين يزورونها باستمرار ويتواصلون معها عبر صفحتها في تطبيق «إنستغرام».
ورداً على سؤال عن عملائها، قالت لاتيكا: «لقد تلقيت طلبات من الخارج، وأحياناً يأتي الناس للشراء من المنزل؛ لكنني أنوي ترك هذه المهنة للجيل القادم ليواصلها من بعدي».
تكرس لاتيكا ساعتين أو ثلاث من وقتها يومياً لهذا العمل، وإن كان الأمر يعتمد على صحتها. وعن سؤالها عما إذا كان باقي أفراد الأسرة يساعدونها في إدارة العمل، قالت لاتيكا: «زوجة ابني، ساميتا، تساعدني أحياناً، وابني يدير العمل تجارياً، فيما يشجعني باقي أفراد الأسرة على الاستمرار. تستطيع القول: إنه مشروع عائلي».
وعند سؤالها في مقابلة شخصية مع مجلة «سووب» عن الدوافع التي شجعتها على بدء ومواصلة العمل بتلك العزيمة، أجابت لاتيكا: «أعيش حياة منظمة للغاية. فلتلك الحياة الفضل في الحفاظ على صحتي وإحساسي بالأمان. فأنا أحب النوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً».
ولكل من يصيبه الإحباط عندما لا تسير الأمور في مسارها الصحيح، فإن للجدة الرائعة نصيحة مهمة، هي أن «التقدم في العمر لا يمنعك أن تفعل شيئاً جميلاً».
واختتمت الجدة الثمانينية كلامها بالقول، إن «العمل في مجال ما ليس بالأمر الصعب، شريطة اتباع بعض النصائح البسيطة، وهي أن تفعل ما تحب، وسوف تسعد كثيراً عندما تعمل في مشروعك الخاص. فقط استثمر في مهاراتك، وأنفق المال في شراء الخامات والأدوات الصحيحة، وتحلَّ دائماً بالإصرار؛ لأن مثل هذه المجالات تتطلب وقتاً لكي تنتعش. في النهاية، أتقن أي عمل يقع تحت يدك، وسوف يمنحك ذلك إحساساً بالسكينة وراحة البال».



انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
TT

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)

انطلقت، الخميس، فعاليات «معرض جدة للكتاب 2024»، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة حتى 21 ديسمبر (كانون الأول) الجاري في مركز «سوبر دوم جدة»، بمشاركة نحو 1000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة، موزعة على نحو 450 جناحاً، مع جهات حكومية وهيئات ومؤسسات ثقافية سعودية وعربية.

ويشتمل المعرض على برنامج ثقافي ثري، يضم أكثر من 100 فعالية متنوعة، تتخللها محاضرات وندوات وورش عمل، يقيمها نحو 170 متخصصاً، إضافة إلى منطقة تفاعلية مخصصة للأطفال، تقدم برامج ثقافية موجهة للنشء بمجالات الكتابة والتأليف والمسرح، وصناعة الرسوم المتحركة، وأنشطة تفاعلية مختلفة.

برنامج ثقافي ثري يضم أكثر من 100 فعالية متنوعة (هيئة الأدب)

ويتضمن المعرض ركناً للمؤلف السعودي، معرِّفاً الحضور على آخر إصداراته، ومهيأ للزوار منطقة خاصة بالكتب المخفضة، التي تأتي ضمن جهوده في الحث على القراءة، وإتاحتها للجميع عبر اختيارات متعددة، معززة بمناطق حرة للقراءة.

من جانبه، أوضح الدكتور عبد اللطيف الواصل، مدير إدارة النشر بالهيئة، أن المعرض يعكس اهتمامهم بدعم وتطوير ونشر الثقافة والأدب في السعودية، مؤكداً دوره الريادي، حيث يسلط الضوء على جهود الأدب والأدباء المحليين والعرب والعالميين، عبر فعاليات وأنشطة مجتمعية بمعايير عالمية، وإيجاد فرص تفاعلية لزواره في قوالب فنية وأدبية متنوعة، وصولاً إلى تعزيز مكانة جدة بوصفها مركزاً ثقافيّاً تاريخيّاً.

المعرض يعكس الاهتمام بدعم وتطوير ونشر الثقافة في السعودية (هيئة الأدب)

ويحتفي المعرض بـ«عام الإبل 2024»، لما تُمثِّله من قيمة ثقافية في حياة أبناء الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ، حيث خصص جناحاً للتعريف بقيمتها، وإثراء معرفة الزائر عبر جداريات عدة بأسمائها، ومواطن ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقصائد شعرية تغنَّى بها العرب فيها على مر العصور.

ويستقبل «معرض جدة للكتاب» زواره يوميّاً من الساعة 11 صباحاً حتى 12 مساءً، ما عدا الجمعة من الساعة 2 ظهراً إلى 12 مساءً.

المعرض يُعزز جهوده في حث الزوار على القراءة عبر اختيارات متعددة (هيئة الأدب)

ويُعد ثالث معارض الهيئة للكتاب خلال 2024، بعد معرض «الرياض» الذي اختتم فعالياته أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ومعرض «المدينة المنورة» المنتهي في أغسطس (آب).