حسم رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، الجدل حول آخر التوقيتات الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية، معلناً أن يوم الثاني من شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل هو اليوم الأخير. وفيما رشح المزيد من الشخصيات السياسية، وحتى العادية منها، أنفسهم لهذا المنصب، بحيث بلغ عددهم 31 شخصاً، فإن رئاسة البرلمان منحت الحق لـ11 شخصاً، بينهم 8 من الأكراد يتقدمهم برهم صالح مرشح «الاتحاد الوطني الكردستاني» وفؤاد حسين مرشح «الحزب الديمقراطي الكردستاني».
وكان الحلبوسي أعلن خلال ترؤسه جلسة البرلمان أمس، أن الثاني من أكتوبر المقبل هو الموعد النهائي لاختيار رئيس الجمهورية، ويأتي تحديد هذا الموعد في وقت تصاعد فيه الخلاف الكردي - الكردي، لا سيما بين الحزبين الرئيسيين (الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني) إلى حد دخلت فيه على الخط الخلافات الشخصية بين الحزبين وبين المرشحين.
وهيمن الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان، الذي حلت أمس ذكراه السنوية الأولى، على طبيعة الحملة التي يقوم بها مؤيدون ومعارضون لفؤاد حسين وبرهم صالح. وفي هذا السياق اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية بتأييد هذا المرشح ومعارضة ذاك وبالعكس، خصوصاً بعد وصول التفاهمات بين الحزبين الكرديين الرئيسيين إلى طريق مسدودة، لا سيما عقب إعلان زعيم «الحزب الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني إن فؤاد حسين مرشحه شخصياً، وهو الذي يتولى دعمه. وانحصرت بوصلة الاتهامات نحو التركيز على اتهام «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، بالذات زعيمه مسعود بارزاني، لجهة الإصرار على الاستفتاء وعدم الاعتذار عنه، في وقت سرّب مؤيدو «الديمقراطي» فيديو يظهر فيه برهم صالح وهو يدلي بصوته لصالح الاستفتاء في مسعى لتذكير مؤيديه من القوى العراقية بأن الاستفتاء لم يكن حكراً على «الديمقراطي الكردستاني».
في مقابل ذلك نشرت مواقع التواصل الاجتماعي خبراً مفاده بأن زوجة مرشح «الديمقراطي الكردستاني» يهودية. وفيما كان «الديمقراطي» يخفي هويتها الدينية، لكنه اضطر مع اتهام من الوزن الثقيل من شأنه الإطاحة بحظوظه تماماً إلى إصدار توضيح رسمي بأن زوجة حسين هولندية مسيحية وليست يهودية.
إلى ذلك، أكدت ريزان شيخ دلير، عضو البرلمان العراقي السابق عن «الاتحاد الوطني الكردستاني»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «العراق اليوم بحاجة إلى رئيس يحافظ على هيبة الدولة، وينقله إلى مصاف الدول المتقدمة من خلال تمتين شبكة علاقاته الإقليمية والدولية». وأضافت أن «الاتفاق على ترشيح برهم صالح من قبل (الاتحاد الوطني الكردستاني) لهذا المنصب جاء لهذه الاعتبارات، لأن الحديث عن كون المنصب تشريفياً ورمزياً يتنافى مع المهام الكبيرة التي يتوجب على الرئيس القيام بها، وهي ضمان تطبيق الدستور وحراسته وحماية وحدة البلاد». وأضافت أن «العراق وبسبب الخلافات السياسية المستمرة بين أفراد الطبقة السياسية، فضلاً عن الرئاسات الثلاث، تحول في الواقع إلى عرضة للتدخلات الخارجية الإقليمية والدولية، وبالتالي لا بد من رئيس قوي يمارس مهامه وفق الدستور، لأن منصب رئيس الجمهورية العراقية طبقاً للدستور هو أحد أركان السلطة التنفيذية، لكن العبرة تبقى بمن يملك القدرة على المواجهة واستخدام هذه الصلاحيات من عدمها».
من جهته، أكد النائب عن «الحزب الديمقراطي الكردستاني» ماجد شنكالي، في تصريح مماثل لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لم يكن متوقعاً أن يبلغ الخلاف الكردي - الكردي على منصب رئاسة الجمهورية هذا المستوى الذي بات يهدد وحدة البيت الكردي، لكن يبدو أن قيام (الاتحاد الوطني الكردستاني) بترشيح الدكتور برهم صالح بصورة مفاجئة، ودون التفاهم مع من يفترض أن يكون شريكاً استراتيجياً، وهو (الحزب الديمقراطي)، أدى إلى هذه النتيجة». وأضاف شنكالي أن «مما زاد من تمسك (الاتحاد الوطني) بمرشحه (صالح) للرئاسة هو قبول (الديمقراطي الكردستاني) بمنصب النائب الثاني لرئيس البرلمان، وهو ما أدى إلى تعقيد الموقف أكثر بين الطرفين»، مبيناً أن «(الحزب الديمقراطي) يرى من منطلق استحقاقه الانتخابي أنه الأحق بالمنصب».
8:18 دقيقة
اتساع الخلاف الكردي مع بدء العد التنازلي لانتخاب رئيس الجمهورية
https://aawsat.com/home/article/1407026/%D8%A7%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%AF%D9%8A-%D9%85%D8%B9-%D8%A8%D8%AF%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D8%A7%D8%B2%D9%84%D9%8A-%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9
اتساع الخلاف الكردي مع بدء العد التنازلي لانتخاب رئيس الجمهورية
- بغداد: حمزة مصطفى
- بغداد: حمزة مصطفى
اتساع الخلاف الكردي مع بدء العد التنازلي لانتخاب رئيس الجمهورية
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة