غوتيريش: 155 مليون طفل يعانون سوء التغذية المزمن في العالم

إطلاق آلية لمكافحة المجاعة بالتعاون مع «أمازون» و«غوغل» و«مايكروسوفت»

غوتيريش: 155 مليون طفل يعانون سوء التغذية المزمن في العالم
TT

غوتيريش: 155 مليون طفل يعانون سوء التغذية المزمن في العالم

غوتيريش: 155 مليون طفل يعانون سوء التغذية المزمن في العالم

بعد سنوات من تحقيق تقدم في مكافحة الجوع، تراجعت الإنجازات وازداد عدد من يعانون من نقص الغذاء ليصل إلى أكثر من 820 مليون شخص عام 2017.
وفي مؤتمر حول آلية العمل لمكافحة المجاعة بالتعاون مع البنك الدولي وعدد من الشركاء، ستستخدم الآلية أحدث التكنولوجيات المتطورة، بما فيها الذكاء الصناعي، بالتعاون مع شركات «أمازون» و«غوغل» و«مايكروسوفت» التي ساعدت في تطوير هذه الأدوات الجديدة. وعلى هامش الاجتماعات رفيعة المستوى للدورة السنوية الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش: «في عالم الوفرة، لا يجد شخص بين كل تسعة أفراد ما يكفيه من طعام، ويعاني 155 مليون طفل من سوء التغذية المزمن ليواجهوا مخاطر أثر التقزم طيلة حياتهم». وأضاف في المناسبة التي عُقدت في المقر الرئيسي للأمم المتحدة قبيل أسبوع المداولات العامة للجمعية العامة: «نحن هنا اليوم معاً لأننا ملتزمون بإيجاد عالم خالٍ من الجوع. يتعين أن نتمكن من تحقيق هذا الهدف البسيط. من خلال التكنولوجيا المتقدمة والمعرفة في المجال الزراعي، نستطيع كفالة حق الجميع في الغذاء». ولاحظ أن «العام الماضي واجه تهديداً خطيراً بالمجاعة لأكثر من 20 مليون شخص في أنحاء شمال شرقي نيجيريا والصومال وجنوب السودان واليمن. وبفضل العمل العاجل تمكنّا من تجنب أسوأ الاحتمالات في هذه الدول الأربع».
وشرح أسباب تراجع جهود مكافحة الجوع، ومنها انتشار الصراعات وتنامي انعدام المساواة وآثار تغير المناخ، مؤكداً ضرورة أن تكون الاستجابة لأزمة الجوع متعددة الأوجه، بدءاً من المنع والعمل الإنساني إلى التنمية المستدامة. وقال أيضاً إن «آلية العمل لمكافحة المجاعة أداة جديدة مهمة، ستساعد في التنبؤ بالوضع وبالتالي منع انعدام الأمن الغذائي والمجاعة قبل انتشارهما. ستعطي الآلية صورة أكثر دقة عن انعدام الأمن الغذائي بما يدفع العمل المبكر من المانحين والوكالات الإنسانية لإنقاذ الأرواح ومنع وقوع مزيد من المعاناة. تتشارك الأمم المتحدة والبنك الدولي في ملكية الآلية بالتعاون من منظمات إنسانية تنموية وشركات التكنولوجيا والمجال الأكاديمي وقطاع التأمين وغيرهم».
وأشار غوتيريش إلى خطط زيادة برامج تحويل النقود وغيرها من سبل توجيه الموارد إلى النساء اللاتي يعانين بشكل غير متناسب في أوقات انعدام الأمن الغذائي. ولفت إلى أن «النساء قد يكنّ آخر من يأكل، قد يحصلن على مساعدات أقل بسبب التمييز. وعندما تكون النساء في أدوار صنع القرارات على كل المستويات تصبح الحلول أكثر فعالية. استهداف النساء بالدعم يؤثر بشكل أكبر على الأمن الغذائي للأسر والمجتمعات بأسرها». ورأى أنه «من خلال آلية العمل لمكافحة المجاعة، نجدد تعهدنا بعدم التسامح إطلاقاً مع حدوث المجاعة وانعدام الأمن الغذائي الحاد. نجدد تعهدنا بتوفير الطعام للجميع في عالمنا وضمان عدم تخلف أحد عن ركب التقدم».
وكان تقرير صادر عن الأمم المتحدة بعنوان «وضع الأمن الغذائي والتغذية في العالم» قد أفاد بأن عدد الجياع في العالم سجل ارتفاعاً في 2017 للسنة الثالثة على التوالي، مصنفاً «تغير المناخ» كأحد «الأسباب الرئيسية للأزمات الغذائية الخطيرة». وهذا يعني أن واحداً من كل تسعة أشخاص في العالم لم يكن لديه الطعام الكافي في عام 2017. كما أفاد بأن «الجوع في العالم في تصاعد على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، ليعود إلى مستويات عقد مضى»، مضيفاً أنه «في حال لم نضاعف جهودنا قد نفوّت تماماً هدفنا بالقضاء على الجوع بحلول 2030». وخلص إلى أن 151 مليون طفل أقل من خمسة أعوام، أي 22% من إجمالي تعداد الأطفال في العالم يعانون ضعفاً في النمو، في حين يعاني 672 مليون شخص، أي 13% من إجمالي تعداد البالغين من البدانة. ولفت التقرير الذي أعدته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع عاد إلى مستواه «قبل عشر سنوات» ما يؤكد «انقلاب المسار التراجعي» الذي انطلق عام 2015.
وقال الدكتور فراس ياسين من منظمة الأغذية والزراعة، إنه «في مجال القضاء على الجوع، لا تزال الأدلة الجديدة تشير إلى ارتفاع معدلات الجوع في العالم وانعكاس اتجاهاتها، فبعد انخفاض دام لمدة طويلة، يقدر أن عدد الذين يعانون من النقص الغذائي قد ازداد عام 2017 ليصل إلى 821 مليون شخص بعد أن كان 804 ملايين شخص عام 2016. وفي مجال القضاء على سوء التغذية، نستطيع أن نقول إن هناك ركوداً عاماً».
وعن أسباب ارتفاع نسبة الجوع، قال إنه «بالإضافة إلى النزاعات والعنف، تشكل التقلبات والظواهر المناخية المتطرفة جزءاً من العوامل الرئيسة الكامنة وراء الارتفاع الأكبر في معدلات الجوع في العالم، وأحد الأسباب الرئيسة للأزمات الغذائية الشديدة».


مقالات ذات صلة

المشرق العربي فلسطينيون يجمعون الطعام المتبرع به في مركز توزيع أغذية في دير البلح وسط قطاع غزة، 2 يناير 2025 (أ.ب)

برنامج الأغذية العالمي يندد بهجوم إسرائيلي على قافلة له في غزة

قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم (الاثنين)، إن قوات إسرائيلية فتحت النار على قافلة تابعة له في غزة أمس الأحد في واقعة وصفها بأنها «مروعة».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي الحرب في السودان والقيود المفروضة على توصيل المساعدات تسببتا في مجاعة في شمال دارفور (رويترز)

الأمم المتحدة: أكثر من 30 مليون شخص في السودان بحاجة إلى المساعدة

قالت الأمم المتحدة الاثنين إن أكثر من 30 مليون شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال، يحتاجون إلى المساعدة في السودان بعد عشرين شهرا من الحرب المدمرة.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان)
شمال افريقيا لاجئون سودانيون في تشاد يوم 6 أكتوبر 2024 (أ.ب)

الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان

أطلقت الأمم المتحدة خطة لمواجهة الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً في السودان، خلال العام الجديد، تتطلب توفير 4.2 مليار دولار، لتلبية طلبات 21 مليون سوداني.

أحمد يونس (كمبالا)
المشرق العربي فلسطينيون يتفقدون الأضرار بعد قصف إسرائيلي على مستشفى الوفاء وسط الحرب بقطاع غزة (رويترز)

الأمم المتحدة: الهجمات الإسرائيلية على مستشفيات غزة قد تشكل جرائم حرب

كشفت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم (الثلاثاء) أن الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات في قطاع غزة قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (غزة)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.