في العالم العربي... الأجناس الأدبية رمال متحركة

الواقع يخالف مقولة إن «الشعر يستوطن مشرقه والفكر والسرد مغربه»

نزار قباني ..... محمد مهدي الجواهري
نزار قباني ..... محمد مهدي الجواهري
TT

في العالم العربي... الأجناس الأدبية رمال متحركة

نزار قباني ..... محمد مهدي الجواهري
نزار قباني ..... محمد مهدي الجواهري

هل للشعر وطنٌ خاصٌ به؟ وهل للرواية مدنٌ تنبت فيها أكثر من غيرها؟ وهل للفلسفة والفكر منابعُ أو جداول لجغرافية محددة ينبعان منهما؟ وكيف يمكن أنْ يصطبغ بلدٌ بجنسٍ دون آخر؟
ثمة مقولة، مصدرها غير معروف بالضبط، تذهب إلى أن «الشعر في العالم العربي يستوطن مشرقه، بينما الفكر والسرد عموما يستوطن مغربه»، وربما أكَد هذه المقولة الدكتور محمد عابد الجابري حين ذكر أن المشارقة يملكون عقلاً بيانياً والمغاربة عقلاً برهانياً. غير أن الواقع يخالف هذه المقولة. فالأجناس الأدبية رمال متحركة، إذ لم تبق تلك الأجناس صامدة إزاء التحولات، ولم تبق الأوطان منتجة لنوعٍ واحد من الإبداع.
ولكن بالطبع هناك تفاوت في اللغة الشعرية، وفي تشكيل الصورة، وفي النظر إلى الأشياء، وهذا التفاوت سببه – في الأعم الأغلب - البيئة، فما بين بيئة الشام، مثلاً، وبيئة العراق والخليج، بونٌ شاسعٌ في الظلال والهواء، والشمس والمطر، والأرض السهلة والجبلية، وكل ذلك انعكس على شكل القصيدة وأدائها، وبهجتها ولغتها.
وإذا أجرينا مقارنة بين شعر عراقي وشعر شامي، على سبيل المثال، نجد أن الأول جارحٌ وحادٌ، ويكاد الدمُ يسيل من حروفه، حتى لو تغزَل وعشق، بينما الشعر الثاني يفيض خوخاً وزيتوناً، وتكاد تشمُ عطر الأرض وحبات المطر من قصائد شعرائهم.
...المزيد



رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
TT

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017
إيلي شويري مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.
عُرف شويري بحبِّه للوطن، عمل مع الرحابنة، فترة من الزمن، حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني، وتعاون معه أهم الفنانين الكبار؛ بدءاً بفيروز، وسميرة توفيق، والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي.
غنَّى المطرب المخضرم جوزيف عازار لشويري، أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»، التي لقيت شهرة كبيرة، وعنها أخبر «الشرق الأوسط» بأنها وُلدت في عام 1974، وأكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة الموسيقار ومشواره الفني معه، بكلمات قليلة.
وتابع أن لبنان «خسر برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر، بالنسبة لي».
ومع الفنان غسان صليبا، أبدع شويري، مجدداً، على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية، التي لا تزال تُردَّد حتى الساعة.
ويروي صليبا، لـ«الشرق الأوسط»: «كان يُعِدّ هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل، فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير».
كُرّم شويري رسمياً في عام 2017، حين قلَّده رئيس الجمهورية، يومها، ميشال عون، وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة، أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي «كرمى» لهذا الوطن.