في العالم العربي... الأجناس الأدبية رمال متحركة

الواقع يخالف مقولة إن «الشعر يستوطن مشرقه والفكر والسرد مغربه»

نزار قباني ..... محمد مهدي الجواهري
نزار قباني ..... محمد مهدي الجواهري
TT

في العالم العربي... الأجناس الأدبية رمال متحركة

نزار قباني ..... محمد مهدي الجواهري
نزار قباني ..... محمد مهدي الجواهري

هل للشعر وطنٌ خاصٌ به؟ وهل للرواية مدنٌ تنبت فيها أكثر من غيرها؟ وهل للفلسفة والفكر منابعُ أو جداول لجغرافية محددة ينبعان منهما؟ وكيف يمكن أنْ يصطبغ بلدٌ بجنسٍ دون آخر؟
ثمة مقولة، مصدرها غير معروف بالضبط، تذهب إلى أن «الشعر في العالم العربي يستوطن مشرقه، بينما الفكر والسرد عموما يستوطن مغربه»، وربما أكَد هذه المقولة الدكتور محمد عابد الجابري حين ذكر أن المشارقة يملكون عقلاً بيانياً والمغاربة عقلاً برهانياً. غير أن الواقع يخالف هذه المقولة. فالأجناس الأدبية رمال متحركة، إذ لم تبق تلك الأجناس صامدة إزاء التحولات، ولم تبق الأوطان منتجة لنوعٍ واحد من الإبداع.
ولكن بالطبع هناك تفاوت في اللغة الشعرية، وفي تشكيل الصورة، وفي النظر إلى الأشياء، وهذا التفاوت سببه – في الأعم الأغلب - البيئة، فما بين بيئة الشام، مثلاً، وبيئة العراق والخليج، بونٌ شاسعٌ في الظلال والهواء، والشمس والمطر، والأرض السهلة والجبلية، وكل ذلك انعكس على شكل القصيدة وأدائها، وبهجتها ولغتها.
وإذا أجرينا مقارنة بين شعر عراقي وشعر شامي، على سبيل المثال، نجد أن الأول جارحٌ وحادٌ، ويكاد الدمُ يسيل من حروفه، حتى لو تغزَل وعشق، بينما الشعر الثاني يفيض خوخاً وزيتوناً، وتكاد تشمُ عطر الأرض وحبات المطر من قصائد شعرائهم.
...المزيد



بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
TT

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)

تكشفت، أمس، بوادر أزمة دبلوماسية جديدة بين باريس وروما على خلفية قضية الهجرة. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلغاء زيارة كانت مقررة إلى باريس، بعدما وصف تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بأنها «غير مقبولة» لاعتباره أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها.
وقارن جيرالد دارمانان، في تصريحات لإذاعة «آر إم سي»، بين ميلوني وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن، قائلاً إن «ميلوني تشبه لوبن. يتمّ انتخابها على أساس قولها إنّها ستحقّق إنجازات، لكن ما نراه أنّ (الهجرة) لا تتوقف، بل تزداد».
من جانب آخر، حمّل دارمانان الطرف الإيطالي مسؤولية الصعوبات التي تواجهها بلاده التي تشهد ازدياد أعداد المهاجرين، ومنهم القاصرون الذين يجتازون الحدود، ويعبرون إلى جنوب فرنسا.
وكان رد فعل روما على تلك التصريحات سريعاً، مع إلغاء وزير الخارجية الإيطالي الاجتماع الذي كان مقرراً مساء أمس في باريس مع نظيرته كاترين كولونا. وكتب تاجاني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقرراً مع الوزيرة كولونا»، مشيراً إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإيطاليا غير مقبولة».
وفي محاولة لوقف التصعيد، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية توضيحاً قالت فيه إنها «تأمل» أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي.