تقرير أميركي: «داعش» لم ينهزم نهائياً في العراق

ينتظر خروج القوات الأجنبية من سوريا

عناصر «داعشية»  قبل أن يختفوا كلية من الأراضي السورية والعراقية («الشرق الأوسط»)
عناصر «داعشية» قبل أن يختفوا كلية من الأراضي السورية والعراقية («الشرق الأوسط»)
TT

تقرير أميركي: «داعش» لم ينهزم نهائياً في العراق

عناصر «داعشية»  قبل أن يختفوا كلية من الأراضي السورية والعراقية («الشرق الأوسط»)
عناصر «داعشية» قبل أن يختفوا كلية من الأراضي السورية والعراقية («الشرق الأوسط»)

حذر تقريران أميركيان نشرتهما مجلة «أتلانتيك» من أن نهاية ما تُسمَّى دولة «الخلافة الإسلامية» لا تعنى نهاية «داعش» في كل من سوريا والعراق، وأن «داعش سوريا» ينتظر، بالتحالف مع تنظيم «القاعدة»، خروج القوات الأميركية والروسية والتركية ليقاتل نظام الرئيس بشار الأسد، وأن «داعش العراق»... «لم ينهزم نهائياً قط».
قال تقرير سوريا: «رغم التمني، لم ينتهِ بعدُ الصراع في سوريا. يظل ثلث سوريا خارج سيطرة الحكومة: تحت النفوذ التركي في الشمال الغربي، وتحت الحماية الأميركية في الشرق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون المكاسب العسكرية للحكومة مؤقتة».
وأضاف التقرير: «يوجد قوس هائل من المناطق الضعيفة التي لا تستطيع حكومة سوريا تأمينها؛ تضاريس وعرة من الصحاري والوديان النهرية الممتدة من الحدود الإسرائيلية في الجنوب الشرقي إلى العراق في الشرق، ومن ثم إلى تركيا في الشمال الغربي من سوريا».
وقال التقرير إن «القاعدة» و«داعش» هما، الآن، المجموعتان الرئيسيتان في هذه المناطق الريفية والنائية. و«لن يكن صعباً عليهما الاستفادة من مجموعة من الموارد البشرية والمادية للقتال ضد ديكتاتورية شريرة لا تحظى بشعبية كبيرة، وتسيطر عليها طائفة من الأقليات المدعومة من إيران».
وأضاف التقرير: «من أجل كسب المجندين، قد لا يحتاج المتشددون حتى إلى كسب القلوب والعقول. يحتاجون فقط إلى إقناع الساخطين بأنهم يمثلون المعارضة الوحيدة الباقية ضد الحكومة. كل المعارضين العلمانيين والسلميين خسروا المعركة ضد الحكومة منذ وقت بعيد».
وقال التقرير إن «داعش» و«القاعدة» «بعد وراثتهما للانتفاضة السورية وطاقاتها، يمكن أن يشكلا مواجهات دائمة في المشهد السوري».
وأضاف التقرير: «مرة أخرى، عبر التاريخ، ما لم تحل المظالم، لن تختفي الحركات المعارضة ببساطة. يمكن أن يظلوا كامنين لسنوات، أو حتى عقود، فقط ليعاودوا الظهور في وقت لاحق. في الواقع، يمكن أن يسجل التاريخ أن الصراع السوري، على مدى السنوات القليلة الماضية، كان جزءاً من التمرد الأصولي في السبعينات والثمانينات الذي خاضه المعارضون المتطرفون ضد حكومة حافظ الأسد، والد رئيس الحكومة الحالية».
وأشار التقرير إلى أن هزيمة الأصوليين في ذلك الوقت تحققت «بعد أن شنت الحكومة حملة قاتلة في حماة، مما أسفر عن قتل ما بين 10000 و30000 شخص. وأنه، رغم أن حكومة الأسد بدأت (حملة منظمة وتعليمية لاقتلاع الإسلاموية من المجتمع السوري). تجند كثيراً من الذين عاشوا في المنفى بعد عام 1982، أو أولادهم، أو أحفادهم، للقتال ضد نظام بشار الأسد».
وقال تقرير «مستقبل (داعش) في العراق»: «لم يذهب (داعش) إلى أي مكان»، وأشار التقرير إلى تصريحات مايكل نايتس، الخبير في شؤون العراق في معهد واشنطن للشرق الأدنى: «في كل مكان فقدوا فيه القدرة على الحكم (أمام هجمات قوات الحلفاء)، انتقلوا على الفور إلى تنظيم متمرد (وليس كحكومة)».
وقال التقرير: «فرحت الحكومة العراقية وحلفاؤها، وهم على حق، بالانتصارات ضد الجماعة في العام الماضي. كان ذلك متوقعاً من بلد يظل يعيش سنوات من الحروب، والاضطرابات. لكن، بالنسبة إلى «داعش»، فإنهم يعتبرون فقدان المدن العراقية الرئيسية التي كانوا يسيطرون عليها معلماً واحداً من معالم كثيرة على طريق طويل لصراعهم».
وأضاف التقرير: «إنهم لا ينظرون إليها على أنها نهاية عملياتهم. إنهم ينظرون إليها فقط كحركة لمرحلة جديدة من عملياتهم».
وأضاف التقرير أنه، في المحافظات الثلاث ذات الأغلبية السنية حيث كان «داعش» ذات يوم مهيمناً (ديالى، وصلاح الدين، والأنبار)، عاد «داعش» الآن للقيام بهجمات متمردة قوية.
ونقل التقرير قول الخبير الأميركي نايتس، الذي عاد من العراق أخيراً، بعد أن قابل مسؤولين وخبراء ومواطنين: «يقاتل (داعش) الآن بالصورة نفسها التي قاتل بها عام 2103. لا يفعل (داعش) العراق الآن أكثر مما فعل قبل 5 أعوام. ينظم صفوفه، ويبدأ عمليات محلية، استعداداً لدخول مرحلة العمليات واسعة النطاق».
وقال التقرير: «الذين يدرسون التمرد في العراق عن كثب يلاحظون أحد المؤشرات الجيدة لقدرة (داعش) على العودة هو معرفة عدد المختارين، شيوخ القرية، الذين قتلهم الداعشيون. وعلى مدى الأشهر الستة الماضية، كل أسبوع يقتلون معدل ثلاثة من شيوخ القرى، وأن قرابة 200 قرية شهدت قتل شيوخها منذ العام الماضي».
ونقل التقرير تساؤلات الخبير نايتش عن الرقم 15000 الذين يقال إنهم عدد الداعشيين في العراق. سأل: «كيف تصنف الداعشي؟ هل هو المقاتل الأجنبي؟ هل هو كادر القيادة؟ هل هو الرجل الذي كان في (داعش) وقتل بعض الناس؟ هل هو الذي لم ينضم قطّ إلى (داعش) في الماضي؟ هل هو الذي يحارب، ثم يترك الحرب ثم يعود للحرب؟».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.