مصر: إرجاء قضية مقتل الأسقف بعد {تعذر} حضور متهم

TT

مصر: إرجاء قضية مقتل الأسقف بعد {تعذر} حضور متهم

أرجأت محكمة جنايات دمنهور المصرية، أمس، أولى جلسات محاكمة الراهبين المتهمين بقتل الأنبا إبيفانيوس، أسقف دير «أبو مقار» بوادي النطرون (شمال غربي القاهرة)، إلى جلسة يوم (الخميس) المقبل، بعد تعذر حضور المتهم الثاني، حيث يعالج في أحد مستشفيات القاهرة، فضلا عن تنفيذ طلبات الدفاع. والمتهمان هما كل من وائل سعد تواضروس (راهب مجرد من الصفة الكنسية يعرف باسم أشعياء المقاري)، والراهب فلتاؤوس المقاري، الذي يعالج في مستشفى «القصر العيني» على خلفية محاولته الانتحار. وهز حادث مقتل إبيفانيوس، نهاية يوليو (تموز) الماضي المجتمع المسيحي في مصر، ودفع البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إلى فرض إجراءات صارمة جديدة تتعلق بالرهبنة، شملت تجميد قبول رهبان جدد لمدة عام، وحظر مغادرة الرهبان للأديرة من دون إذن رسمي، ومنع استخدام رجال الدين لوسائل التواصل الاجتماعي. ومنذ ذلك الحين، أغلق البابا تواضروس الثاني ورجال دين آخرون حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. وجرت أولى جلسات المحاكمة، أمس، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وكان المستشار ناصر الدهشان، المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، قرر أواخر أغسطس (آب) الماضي إحالة الراهبين أشعياء وفلتاؤوس المتهمين بقتل الأنبا إبيفانيوس، إلى محكمة الجنايات محبوسين، لمحاكمتهما بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. ووجهت النيابة للراهب المشلوح أشعياء المقاري واسمه العلماني وائل سعد تواضروس، والراهب فلتاؤوس المقاري تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، لأسقف ورئيس دير الأنبا مقار بوادي النطرون.
وكشفت تحقيقات النيابة عن ارتكاب الراهب المشلوح جريمة قتل رئيس دير الأنبا مقار، الذي عثر على جثته داخل الدير أمام «القلاية» الخاصة به، بمساعدة صديقه الراهب، فلتاؤوس المقاري، المتهم الثاني.
وخلال الجلسة قررت المحكمة السماح لمحامي المتهم الأول بالاطلاع على أوراق القضية، والسماح لمحامي المتهمين بتصوير بعض الأوراق الخاصة بالقضية. واستجابت المحكمة لطلب دفاع المتهم الأول وأخلت القاعة من الحضور إلا من محامي المتهم الأول ومحامي المتهم الثاني في القضية، وسمحت للمحاميين بمقابلة المتهم الأول على انفراد استجابة لطلبه.
وأنكر المتهم الأول كل التهم الموجهة إليه. بينما طلب محامي المتهم الثاني، تمكينه من مقابلة موكله في المستشفى.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.