السعودية تتوشح بالأخضر في يومها الوطني الـ88 والاحتفالات تزين ميادينها

نجوم الأغنية العربية والخليجية يضيئون سماء الرياض وجدة والدمام

من فعاليات اليوم الوطني السعودي (تصوير: عيسى الدبيسي)
من فعاليات اليوم الوطني السعودي (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

السعودية تتوشح بالأخضر في يومها الوطني الـ88 والاحتفالات تزين ميادينها

من فعاليات اليوم الوطني السعودي (تصوير: عيسى الدبيسي)
من فعاليات اليوم الوطني السعودي (تصوير: عيسى الدبيسي)

مع مغيب شمس أول من أمس، خرج السعوديون للاحتفال بذكرى اليوم الوطني الثامن والثمانين لتأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن، فتوشحت مناطقها باللون الأخضر ابتهاجاً بإنجازات المملكة، وتواصلت الاحتفالات حتى الفجر مع تمديد إجازة اليوم الوطني إلى اليوم (الاثنين)، وسط عروض تبيّن أهمية هذا الحدث الوطني وفعاليات ترفيهية لفرق محلية وعالمية.
وشهدت مناطق السعودية كافة، مساء أمس، إطلاق 900 ألف ومضة نارية في وقت واحد، وهو ما يؤهل المملكة إلى دخول موسوعة «غينيس» باعتبار هذه الكمية من الألعاب النارية الأكبر التي تضيء السماء في وقت واحد على مستوى العالم. كما تسعى الفعاليات إلى تحطيم رقم قياسي آخر عن طريق رسم أكبر علم في العالم عبر 300 ‏طائرة «درونز»، ليبلغ ارتفاعه 400 متر وعرضه 350 متراً.
وواصلت دارة الملك عبد العزيز فعاليات الاحتفال باليوم الوطني من خلال تنظيم مسابقات ثقافية وعروض وفقرات لاقت إقبالاً كبيراً من الأسر والأطفال، بهدف ربط الجيل الحالي بتاريخ الوطن وماضيه، إضافة لبرامج تدريبية على أداء العرضة السعودية، وذلك في مركز الملك عبد العزيز التّاريخي في العاصمة.
وبمناسبة العيد الوطني، فقد شهدت الرياض أمس، أضخم العروض العالمية لسيرك «دو سولاي»، الذي شارك فيه فريق عمل مكون من 600 شخص منهم 80 عارضاً من 26 جنسية يرتدون 245 زياً، وهو رقم سيحطم الأرقام القياسية السابقة لسيرك «دو سوليه». وقد صُمّم العرض خصيصاً للمناسبة، على مسرح عملاق أعدّ أيضاً له، إذ بلغ طوله 85 متراً وعرضه 40 متراً، ومدته 60 دقيقة، وجميع العروض قُدّمت بأسلوب يعكس رمزية المناسبة.
تضمنت الفعالية عروض التحليق في الهواء باستخدام الحبال الحريرية، والعروض النارية والبهلوانية على الجدران، إضافة إلى استعراضات قام بها نخبة من فناني «الهيب هوب» ومحترفو الرّقص المعاصر.
وكانت فعاليات «النور نورك يا بلد» قد انطلقت أول من أمس، في الواجهة البحرية الجديدة بمدينة جدة ضمن الاحتفال بذكرى اليوم الوطني.
وتأخذ الفعاليات التي نظّمتها الهيئة العامة للتّرفيه على مسافة كيلومترين، الزوار في رحلة تعريفية تفاعلية بالتّقنية الحديثة لمشاهدة ماضي السعودية منذ تأسيسها في عام 1932، وحتى ما ستكون عليه في عام 2030.
تبدأ الرحلة من ميدان النورس وتنتهي في ميدان التوحيد حيث تُعرض عروض ضوئية. وتعدّ نخلة العالم الافتراضي بعد ميدان النورس، محطة أولى تُدخل الزّوار إلى عالم افتراضي في أهم ثمانية معالم أثرية ودينية وحضارية في السعودية، عبر نظارة الواقع الافتراضي، من أهمها المسجد النبوي في المدينة المنورة والكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة، وساعة مكة المكرمة أكبر ساعة في العالم، ومدائن صالح الأثرية في محافظة العلا (شمال غربي السعودية) الذي يعتبر أول موقع في السعودية ينضمّ إلى قائمة مواقع التّراث العالمية، ومدينة الدرعية الأثرية (شمال غربي الرياض) ثاني مدينة تنضم لقائمة مواقع التراث العالمية.
وأثناء تجوّل الزائر في المحطات يشاهد على مباني الواجهة البحرية إضاءات خضراء ثلاثية الأبعاد، يقدم إحداها عروضاً ضوئية وصوتية بالليزر تعرض تاريخ المملكة، وعلى مبنى آخر صور وعبارات وطنية كتبها الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في مراكز الرعاية والجمعيات الخيرية، عبروا من خلالها عن حبهم ووفائهم للوطن، كما يتزين مبنى آخر برسم غرافيتي تفاعلي يمكّن الزائر من كتابة ورسم ما يريد إهداءه للوطن في هذا اليوم.
وعلى بعد أمتار يجد المحتفلون عرضاً على شاشة أرضية ضخمة لأهم المحطات في التواريخ التي مرت بها السعودية منذ اكتشاف النفط، يليه عرض مرئي غنائي يقدمّ عبر شاشة مائية ضخمة وضعت لها مضخات مائية وسط البحر، ويشاهد الزوار من خلالها صور ملوك السّعودية وقصة ثلاث حقب زمنية بين الماضي والحاضر والمستقبل في 2030.
وتأتي بعد ذلك محطة «بوابة جدة المستقبلية» التي تتيح للزائر من خلال تطبيق «رؤية جدة المستقبلية» رؤية مشاريع جدة عام 2030، حيث يستطيع بعد تحميله هذا التّطبيق على هاتفه مشاهدة أماكن ستقام في مدينة جدة مستقبلاً.
وتقدم فعالية «النور نورك يا بلد»، عرضاً مسرحياً ضوئياً راقصاً يقدمه فريق مكون من ثمانية أشخاص تظهر فيه الرقصات الفلكلورية المعروفة بالسعودية من خلال الضوء فقط، كما يُنظّم عرض مسرحي غنائي مسجل بالليزر ثلاثي الأبعاد يشاهد فيه الزائر أهم معالم السعودية، وتختتم الفعاليات بالنشيد الوطني السعودي.
ونظمت مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز «مسك الخيرية» فعالية «تاريخنا مسك»، وذلك في القرية القديمة وسط جدة التاريخية ضمن احتفالات اليوم الوطني بهدف تشجيع الإبداع وتعزيز القيم الوطنية لدى الشباب والمجتمع بشكل عام، وذلك من خلال تأكيد هذه الفعالية على ربط الأجيال بالتّاريخ كمحفز ملهم للانطلاق نحو مستقبل واعد.
وتضمنت القرية مسرحاً مفتوحاً لتجسيد مهن أهالي جدة القديمة عبر مشاهد أداها عدد من الممثلين من سكان المنطقة الذين جسّدوا أكثر من 20 شخصية قديمة لم يعد لها وجود في العصر الرّاهن.
إلى ذلك، رسم نخبة من الشّباب بأجسادهم، خريطة السعودية في الهواء الطّلق عبر فعالية «أجيال العزم» التي أقيمت في مدينة جدة أمس، بمصاحبة العروض الفلكلورية التي مثلت عدداً من محافظات المملكة وتراثها المتنوع.
وصاحب العروض عزفٌ على آلة الكمان أثناء تأدية الألعاب الإيكروباتية، بينما صدح النشيد الوطني قبل بدء العروض واللوحات الفنية وعند انتهائها.
وشملت الفعالية التي أقيمت على طريق الملك عبد العزيز عرضاً لإنجازات الشباب السعودي بهدف التّعريف بالمبدعين الشباب الذين يقع على عاتقهم بناء المستقبل، ومواكبة التّطور للرقي في المملكة إلى مصاف الدول العظمى.
كما أقيمت عروض بهلوانية ومسرحية، إضافة إلى عرض للأضواء والليزر، وشاهد الحضور عروض الدمى العملاقة والشبكة البشرية المعلقة فوق المسرح بمشاركة مجموعة كبيرة من الفنانين السعوديين.
وعلى مدى ثلاثة أيام تقيم وزارة الدّفاع ممثلة بالقوات الجوية الملكية السعودية، عروضاً جوية في جدة والرياض والمنطقة الشرقية بعدد من تشكيلات الطائرات المقاتلة، ومشاركة كل من فريق «الصقور السعودية»، وفريق «فرسان الإمارات للطيران» احتفالاً بالذكرى الثامنة والثمانين لتأسيس المملكة العربية السعودية.
وتشارك في الاستعراض طائرات من نوع «F15s»، و«F15C»، و«تورنيدو»، و«تايفون» وطائرة «MRTT» المخصصة للتزود بالوقود، وقد جُهّزت للمشاركة في هذه الاحتفالية.
وأضاء نجوم الغناء الخليجي والعربي سماء العاصمة الرياض والمدينة الساحلية جدة والدمام، تزامناً مع الذكرى الوطنية للمملكة الـ88، كجزء من فعاليات فنية وثقافية وترفيهية واسعة عاشتها السعودية بمناسبة اليوم الوطني.
وقد شهدت جميع المناطق في السعودية طوال الأمس، فعاليات الاحتفاء بذكرى اليوم الوطني الـ88، وتوشحت المباني الحكومية والمساكن والمؤسسات باللون الأخضر، وتجلّت مظاهر البهجة وروح التلاحم في محيا المواطنين من الشباب والأطفال وكبار السّن الذين خرجوا بأعداد كبيرة إلى الشوارع وجابوا الطرقات الرئيسية في المناطق ومحافظاتها بمسيرات من السّيارات المزيّنة بأعلام السعودية.
ووسط هذه الأجواء امتزجت الروح الوطنية بالإحساس الفني المفعم بالحيوية ليشعل 14 فناناً وفنانة حماسة الجماهير الغفيرة التي حرصت على حضور الحفلات الخمس التي نُظّمت بمناسبة الذكرى الوطنية بين المدن الثلاث، فعلى خشبة مسرح الصالة المغطاة في مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة، تألق الثلاثي محمد عبده ورابح صقر ورامي عبد الله أمس مقدمين جملة من الأغاني الوطنية السعودية وباقة من أشهر أغانيهم. فيما كان الجمهور على موعد مع حفل آخر في الرياض أحياه الثلاثي ماجد المهندس وراشد الفارس وجابر الكاسر. وفي المدينة الساحلية الدمام، كان التواجد للفنانين راشد الماجد ونبيل شعيل ووليد الشامي بالصالة المغطاة، حيث صافحوا جماهيرهم بجملة من الأغاني الوطنية والطربية.
شهدت الحفلات مشاركة من جميع فئات المجتمع كباراً وصغاراً حاملين الأعلام السعودية، مرفرفين بها مع كل أغنية وطنية. وتابع مجرياتها جمهور عريض عبر شاشات التلفزة، ورُصدت فعالياتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد نُظّمت بدعم من الهيئة العامة للثقافة «اللجنة الفنية»، وبإشراف من تركي آل الشيخ رئيس اللجنة الفنية، وتنظيم من «روتانا للصوتيات والمرئيات».
وكانت الرياض وجدة قد شهدتا حفلين غنائيين أول من أمس، للفنان خالد عبد الرحمن في مركز الملك فهد الثقافي. وبدوره هنأ الفنان عبد الله الرويشد الشعب السعودي باليوم الوطني الـ88 لدى صعوده على خشبة المسرح مستهلاً وصلته الغنائية بعمل وطني قدمه هدية للسعوديين ليعقبها تقديم باقة من أجمل أغانيه. واختتم عبادي الجوهر الحفل مصافحاً جمهوره الحاضر والمتشوق لأغانيه الطربية، مستهلاً وصلته الغنائية بـ«هنا السعودية».
وفي المدينة الساحلية جدة، وقفت نوال الكويتية في الحفل الغنائي النسائي حاملة العلم السعودي، لتقدم أشهر أغنياتها. أمّا الفنانة أنغام فقد قدّمت بدورها باقة متنوعة من أجمل أغانيها باللون المصري والخليجي، وسط مشاركة كبيرة من الحاضرات.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.