شكاوى العراقيين تطيح سفيرهم في طهران

TT

شكاوى العراقيين تطيح سفيرهم في طهران

أعلنت وزارة الخارجية العراقية، عن تسمية سفير جديد في طهران بدلا عن السفير السابق راجح الموسوي.
وقال المتحدث باسم الخارجية أحمد محجوب في بيان أول من أمس إن «القرار ما زال بانتظار حصول موافقة الجانب الإيراني وحسب السياقات الدبلوماسية».
وكانت وزارة الخارجية أصدرت، الأربعاء الماضي، بيانا أعربت فيه عن أسفها على «التصرف غير المسؤول الصادر عن سفير العراق في طهران تجاه المواطنين العراقيين»، ما دفع وزير الخارجية إبراهيم الجعفري إلى التوجيه بإعادة السفير راجح الموسوي إلى بغداد فورا، والتحقيق في الأمر واتخاذ جميع الإجراءات القانونية المترتبة على هذا السلوك.
وأظهر فيديو تداولته وسائل التواصل المختلفة الأسبوع الماضي السفير الموسوي وهو ينهر مواطنين عراقيين طالبوه بتسهيل المشكلات التي تصادفهم في إيران، إلا أنه احتج على مطالباتهم وخرج غاضبا من الجلسة التي أقيمت في مسجد بمنطقة دولة آباد جنوب طهران، حيث توجد جالية عراقية كبيرة هناك. وتلقى الموسوي انتقادات واسعة بعد تصرفه الغاضب مع بعض أعضاء الجالية العراقية في طهران. وأبلغ مصدر سياسي «الشرق الأوسط» أن السفير الموسوي ينتمي سياسيا إلى المجلس الإسلامي الأعلى، وقد تزامنت عملية إعادته إلى بغداد بعد مشاجرته الأخيرة مع الجالية العراقية في إيران مع نهاية خدمته الدبلوماسية وقرب إحالته على التقاعد لبلوغه السن القانونية. ويضيف المصدر أن «الاتجاه الدبلوماسي العراقي سار منذ 2003، على أن يكون السفير العراقي في طهران مقربا أو منتميا إلى المجلس الإسلامي الأعلى، والسفير الجديد سعد جواد قنديل من الوجوه البارزة في المجلس الأعلى منذ سنوات، لكن اعتلال صحته في السنوات الأخيرة جعلته بعيدا عن الأضواء على الرغم من عمله في السلك الدبلوماسي منذ سنوات». ويؤكد المصدر أن «الحادث الأخير يتعلق بمطالبات تتعلق بالوثائق الرسمية ومستحقات أسر الشهداء والسجناء السياسيين السابقين وتسهيل معاملات الحصول على الراتب والمستحقات التي يتيحها لهم القانون، ويبدو أن السفير لم يتمكن من تقديم المساعدة اللازمة لهم في هذا الاتجاه، وغالبا ما يشتكي العراقيون المقيمون في إيران من عدم فاعلية السفارة العراقية في طهران».
بدوره، يرى رئيس المركز الإعلامي للتنمية الإعلامية عدنان السراج أن «التصرف الذي قام به السفير العراقي في إيران غير مقبول».
وبشأن ما يشاع عن اعتداءات تعرض لها مواطنون عراقيون في إيران يرى السراج أن «أغلبها مبالغ فيه، نعم هناك بعض التصرفات الشخصية وربما بعض الحساسيات القومية، لكن ذلك لا يعني عدم تعاطف شريحة واسعة من المتدينين الإيرانيين مع العراقيين». ووجدت في إيران قبل عام 2003، جالية عراقية تقدر بنحو 200 ألف مواطن، وأغلبها يقيم في مدينة قم الإيرانية ومحافظة مشهد ومدينة دولة آباد جنوب طهران. لكن العدد تراجع كثيرا بعد إطاحة حكم الرئيس الراحل صدام حسين بعد ذلك التاريخ، ولا توجد إحصاءات رسمية معلنة عن عدد العراقيين الفعلي في إيران، لكن أعدادا كبيرة من السياح والزائرين للعتبات الدينية تسافر لإيران كل عام، وتعرض بعض العراقيين في الأشهر الأخيرة، وخاصة بعد إعلان حكومة حيدر العبادي التزامها بالعقوبات الأميركية على إيران إلى مضايقات واعتداءات وسرقات من مواطنين إيرانيين.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».