إسرائيل تحصّن دفاعاتها عن مفاعلها إثر معلومات حول تجهيزات إيرانية لقصفه

المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونة
المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونة
TT

إسرائيل تحصّن دفاعاتها عن مفاعلها إثر معلومات حول تجهيزات إيرانية لقصفه

المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونة
المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونة

أكدت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس الخميس، أن القرار بتحصين الدفاعات العسكرية حول المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونة، لم يكن إجراء احتياطيا عاديا، بل هو نتيجة وصول معلومات تفيد بأن طهران تشعر بمساس بهيبتها في المنطقة، من شدة الضربات التي تلقتها بشكل مباشر في قواعدها في سوريا، وبأنها بدأت تجهيز عدة ضربات انتقامية موجعة، في مقدمتها توجيه ضربة ما إلى المفاعل النووي.
وقالت هذه المصادر إن «مثل هذا السيناريو هو الخطر الأكبر المرتبط بالمفاعلات النووية، ولذلك فقد أجرت اللجنة، مؤخرا، تمرينا كبيرا، بالتعاون مع كل أجهزة الأمن ذات الشأن، لمحاكاة ضربات صاروخية على أحد المفاعلات، بما في ذلك إخلاء العمال وإجراءات لمنع تسرب المواد المشعة».
ومع أن وزير المخابرات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اعتبر ذلك «إجراء تقليديا»، لكون التهديدات ضد إسرائيل قائمة كل الوقت. وقال: «لذلك نحن نبادر إلى حماية كل مواقعنا الاستراتيجية». إلا أن المصادر المذكورة أشارت إلى «تطورات مشبوهة لدى العدو الإيراني، تجعلنا أكثر حرصا واستعدادا لتحويل كل هجمة على إسرائيل إلى هجمة مضادة، تزلزل مواقع العدو وتجعله نادما على تجربة قوتنا».
وكان رئيس لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية، زئيف سنير، الذي تكلم خلال المؤتمر العام الـ62 للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي عقد يوم الثلاثاء الماضي، في العاصمة النمساوية فيينا، قد أعلن أن «إسرائيل استحدثت تحصين منشآتها النووية لحمايتها والدفاع عنها، وذلك لمواجهة التهديدات الإيرانية». وقال سنير في كلمته في المؤتمر: «لا يمكننا تجاهل تهديدات إيران وأذرعها في المنطقة، فهذه التهديدات تلزمنا القيام بإجراءات تحصين دفاعية للمنشآت النووية، علما بأن التحصينات والإجراءات التي نعتمدها بشكل ثابت، هي وفقا لتعليمات السلامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك من أجل تحمل ومواجهة أي هجوم».
وانتهز سنير الفرصة للدعوة إلى اتخاذ إجراءات قوية ضد إيران وسوريا، بذريعة أن طهران ودمشق تشكلان تهديدات كبيرة على منطقة الشرق الأوسط والعالم. وقال إن سوريا بنت مفاعلا نوويا سريا في دير الزور، بمساعدة إيران وكوريا الشمالية، والأنشطة النووية الإيرانية تستدعي تدخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإجراء تحقيقات جديدة فيها.
وردا على سنير، طلب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، في رسائل إلى الأمين العام للمنظمة الدولية ومجلس الأمن الدولي، التنديد بالتهديدات الإسرائيلية ضد طهران وإخضاع البرنامج النووي الإسرائيلي لإشرافها. وقال التلفزيون الرسمي الإيراني، إن السفير غلام علي خوشرو، طلب من الأمم المتحدة إرغام إسرائيل على الانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي وإخضاع برنامجها النووي لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
وتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى هذا الموضوع بشكل غير مباشر، إذ أعلن أمس الخميس، أنه يرى أن من «الواجب تجنب الحرب، لكن في حال فرضت الحرب علينا، فإن الجيش الإسرائيلي سيرد بكل قوة». وأضاف نتنياهو، في كلمته خلال إحياء مراسيم قتلى الجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973. قائلا: «الدروس والعبر من حرب أكتوبر ما زالت محفورة في أذهاننا، ونسعى جاهدين للحفاظ على المصالح الأمنية لإسرائيل. فصحيح أنه يتعين علينا بذل جميع الجهود لمنع الحرب، لكن في حال فرضت علينا، فإننا سنرد وسنتصرف بكل قوة ضد أولئك الذين يسعون للنيل من أرواحنا، خاصة وقبل كل شيء إيران التي تصرح وتدعو علانية لتدمير إسرائيل، فالواجب يحتم علينا الدفاع عن أنفسنا حيال هذه المخاطر».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.