تقرير أميركي: حرب الإرهاب كلفت أكثر من 5 تريليونات دولار

خبراء ينتقدون أرقام «البنتاغون»

TT

تقرير أميركي: حرب الإرهاب كلفت أكثر من 5 تريليونات دولار

بعد أن وقع الرئيس دونالد ترمب على الميزانية العسكرية للعام الجديد، انتقد خبراء ومعاهد إرهاب أميركية الأرقام التي في الميزانية عن تكاليف حرب الإرهاب. وأصدر مركز «كوستز اوف وور» (تكاليف الحرب) في جامعة براون (ولاية رود إيلاند) تحديثا لتقرير كان أصدره في العام الماضي، انتقد فيه، أيضا، أرقام البنتاغون.
حسب تقرير العام الماضي، كلفت الحرب ضد الإرهاب، بما في ذلك غزو واحتلال أفغانستان، وغزو واحتلال العراق، والحرب ضد القاعدة، وضد «داعش»، ومنظمات إرهابية أخرى، بالإضافة إلى ميزانية الحروب في كل من وزارات الدفاع، والأمن، والمحاربين السابقين، منذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2011. أربعة تريليونات ونصف تريليون.
وعلى ضوء أرقام ميزانية البنتاغون الأخيرة، قال تقرير إضافي أصدرته جامعة براون أول من أمس، إن الرقم، بنهاية هذا العام، سيرتفع إلى 5 تريليونات ونصف التريليون. وأضاف التقرير: «لا تشمل هذه الأرقام المصروفات غير الفيدرالية، سواء على مستوى الولايات، أو المقاطعات، أو المدن». وحسب تقرير أصدره مركز «ناشونال إنتريست» (المصلحة الوطنية) في واشنطن، «يتراجع» البنتاغون في الأرقام التي قدمها، ومنها أن الحرب في أفغانستان وحدها كلفت تريليونا ونصف تريليون دولار، وذلك منذ غزو أفغانستان عام 2001. وقال التقرير: «يخلط البنتاغون بين أرقام الأعوام الأولى، وبين الأعوام القليلة الماضية، ولا يضع في الاعتبار تغييرات العملة، وحسابات الميزانية في البنتاغون نفسه». وأضاف التقرير: «تعتبر إساءة للعقل قول البنتاغون إن هذا هو الرقم الحقيقي».
قبل سنوات قليلة، قال تقرير كتبه جوزيف ستيغليتز، من جامعة كولمبيا، وليندا بلايمز، من جامعة هارفارد، إن تكلفة الحربين في العراق وأفغانستان وحدهما بلغت 3 تريليونات دولار. وعلق تقرير مركز «ناشونال إنترست»: «والآن، يستخدم البنتاغون قنوات إعلامية تعطف عليه ليقول إن تكاليف الحرب ضد الإرهاب، التي استمرت 17 عاما، كلفت فقط تريليونا ونصف تريليون دولار». وكان تقرير جامعة براون اعتمد على أرقام الميزانيات التي أجازها الكونغرس، وليس على ما ورد في ميزانيات البنتاغون. وحسب التقرير، من 2001 إلى 2017. خصص الكونغرس مبلغ 4.35 تريليون دولار لتغطية نفقات الحروب ضد الإرهاب، وما يتصل بها من عمليات وإجراءات. وبالنسبة للعام المالي 2018. يرتفع هذا الرقم إلى 5.6 تريليون دولار.
في التقرير الرئيسي، وفي التقرير الإضافي الأخير، قال واضعوه إنه «لا يأخذ في الحسبان النفقات المستقبلية لتغطية الرعاية الطبية، والإعاقة بالنسبة للمحاربين القدامى في الحرب العالمية على الإرهاب، والتي سوف تكلف توقعاتنا لها تريليون دولار تقريبا».
في الجانب الآخر، حسب ميزانية البنتاغون، توجد 3 مجالات للإنفاق:
الأول: «التكاليف التشغيلية المرتبطة بالحرب»، مثل التدريب، والعمليات، والقواعد، وصيانة المعدات.
الثاني: «دعم القوات المنتشرة»، بما في ذلك ميزانيات الطعام، والملابس، والعلاج الطبي للقوات التي تحارب في الخارج.
الثالث: «النقل ومعدات النقل»، وتشمل تكاليف كل جهاز نقل، من الطائرات العملاقة إلى السيارات الصغيرة.
وحسب تقرير مركز «ناشونال إنترست»، تختلف أرقام البنتاغون عن أرقام جامعة براون، لأن البنتاغون لا يضع اعتبارات للإنفاق على وزارة الأمن الداخلي. لكن، تأسست وزارة الأمن الداخلي في عهد الرئيس جورج بوش في نوفمبر (تشرين الثاني) 2002 كجزء من «قانون الأمن الداخلي للوقاية من الإرهاب، وللرد عليه». لهذا، يضم تقرير جامعة براون الميزانيات المتعاقبة للوزارة، منذ تأسيسها، وجملتها قرابة 800 مليار دولار.
هذا بالإضافة إلى أن تقرير جامعة براون يشمل تكاليف التمويل المطلوبة للقيام بالعمليات العسكرية، وذلك لأن البنتاغون «يقترض مبالغ هائلة من الأموال للصرف على الحرب»، ويشمل ذلك أسعار الفائدة على هذه القروض، وليس فقط إعادتها.


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».