المؤشرات الجنسية... هل يمكن أن تتنبأ بأمراض القلب؟

مشكلات خطرة كامنة ينبغي الالتفات إليها

المؤشرات الجنسية... هل يمكن أن تتنبأ بأمراض القلب؟
TT

المؤشرات الجنسية... هل يمكن أن تتنبأ بأمراض القلب؟

المؤشرات الجنسية... هل يمكن أن تتنبأ بأمراض القلب؟

من شأن عدد من المسائل المتعلقة بالجنس أن يتنبأ بوجود مخاطر مرتفعة للإصابة بمشكلات في القلب والأوعية الدموية لدى النساء والرجال.

عامل الجنس

ومن المحتمل أن الناس يعرفون المؤشرات الصحية الرئيسية التي تشكل خطرا على القلب، مثل ارتفاع نسبة الكولسترول، وارتفاع ضغط الدم. ولكن كثيراً منهم لا يدركون العوامل المتعلقة بالجنس، والتي قد تعد بمثابة إشارات الإنذار المبكر للإصابة بأمراض القلب.
وبالنسبة إلى النساء، فإن هذه الإشارات تشمل المشكلات التي تحدث أثناء فترة الحمل، فضلا عن أمراض أخرى أكثر شيوعا وانتشارا لدى النساء. أما بالنسبة إلى الرجال، فهي تعود إلى المشكلات الشائعة بصورة نسبية والتي نادرا ما تنال حقها من المناقشة والبحث؛ ألا وهي ضعف الانتصاب.
وعلى الرغم من الاختلافات الواضحة بين هذين الوضعين للرجال والنساء، فإنهما يتشاركان في نقطة واحدة عندما يتعلق الأمر بمخاطر القلب. تقول الدكتورة ميشيل أودونوغو، اختصاصية أمراض القلب والأوعية الدموية لدى مستشفى بريغهام للنساء التابعة لجامعة هارفارد: «قد تعكس مجموعة من عوامل الخطر الكامنة التي يمكن أن تظل كامنة وبعيدة عن احتمالات كشفها وتشخيصها».

مخاطر القلب لدى النساء

إن كثيراً من الحالات التي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب ليست فريدة من نوعها بالنسبة للنساء في حد ذاتها، ولكنها لدى الإناث أكثر شيوعا من الذكور.
* على سبيل المثال، اضطرابات المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، أو مرض الذئبة، أو مرض تصلب الجلد، أكثر شيوعا لدى النساء، ويبدو أنها تشير إلى مخاطر أعلى من المستوى الطبيعي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وبالإضافة إلى ما تقدم، فإن سرطان الثدي يكاد يكون من الأمراض المقصورة على النساء فحسب.
* ومن شأن العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي المستخدم في التعامل معه (أو غير ذلك من أنواع السرطان الأخرى، بما في ذلك تلك التي تصيب الرجال) أن يُلحق الضرر بالقلب والأوعية الدموية؛ ويمكن للخطر القلبي - الوعائي أن يظهر بعد مرور 7 سنوات فقط من تشخيص سرطان الثدي.
* مشكلات الحمل: يشير ارتفاع ضغط الدم الحملي إلى ارتفاع في مستوى ضغط الدم خلال النصف الثاني من الحمل. ويمكن أن يسفر عن حالة أكثر خطورة تسمى «مقدمات الارتعاج» ¬pre - eclampsia، والتي تتميز بارتفاع مستوى البروتين في البول؛ وهو علامة على التلف المبكر الذي يصيب الكلى. وتحدث «مقدمات الارتعاج» لدى واحدة من كل 30 حالة من النساء اللاتي يصبن بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، وتعد حالات «مقدمات الارتعاج» أكثر عرضة للإصابة بالأمراض القلبية - الوعائية في وقت لاحق من العمر مقارنة بالنساء اللاتي لا يعانين من هذه المضاعفات، وذلك وفقا لما ورد في تقرير استشاري نُشر في شهر مايو (أيار) الماضي من قبل «جمعية القلب الأميركية» و«الكلية الأميركية للتوليد وأمراض النساء».
* وكما أشار التقرير الاستشاري، تظهر بعض مشكلات الحمل الأخرى بوصفها مؤشرات مهمة على الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل. مثلا، ارتفاع مستوى السكر في الدم خلال فترة الحمل، والمعروف باسم «السكر الحملي»، الذي يؤثر على واحدة من كل 10 من النساء الحوامل. والنساء اللاتي يعانين من «السكر الحملي» أكثر عرضة بما بين 5 و10 مرات لتشخيص الإصابة بمرض السكري خلال السنوات العشر التالية. ويرتبط مرض السكري ارتباطا وثيقا بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
* وبالإضافة إلى ذلك، فإن الولادة المبكرة بثلاثة أسابيع (الولادة المبكرة) أو إنجاب طفل صغير في حجمه مقارنة بعمره اثناء الحمل يرتبط أيضا بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ضعف الانتصاب

يُعرف ضعف الانتصاب لدى الرجال بأنه الخلل أو عدم القدرة على تحقيق الانتصاب أو الحفاظ عليه من أجل إتمام الاتصال الجنسي المقبول. وهو يؤثر على نحو 20 في المائة من الرجال في عمر 20 عاما فأكثر. والمشكلة هي أكثر شيوعا لدى الرجال الذين يعانون من السمنة، ومرض السكري، وغير ذلك من المشكلات الصحية المتعلقة بأمراض القلب. ولكن هناك دراسة حديثة تشير إلى أن ضعف الانتصاب في حد ذاته يعد عاملا مستقلا من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب.
وعكفت الدراسة، المنشورة في يونيو (حزيران) الماضي، على متابعة أكثر من 1900 رجل تتراوح أعمارهم بين 60 و78 عاما على مدى 4 سنوات. والرجال الذين ثبتت إصابتهم بضعف الانتصاب كان لديهم ضعف احتمال الرجال الذين لا يعانون من المشكلة نفسها من حيث التعرض لمشكلات خطيرة في القلب والأوعية الدموية (مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية)، حتى بعد أن ضبط الباحثون الدراسة وفق مختلف العوامل المحتملة في ذلك مثل ارتفاع نسبة الكولسترول والتدخين.
وتقول الدكتورة ميشيل أودونوغو: «يعتقد كثير من الرجال أن ضعف الانتصاب من النتائج الحتمية للتقدم في السن». ولكن في كثير من الحالات، تعد المشكلة إشارة مبكرة على الإصابة بتصلب الشرايين، وهو مشكلة نظامية، مما يعني إمكانية تأثيرها على الأوعية الدموية في كل أنحاء الجسد.

خطوات صحية

قد لا يعبأ مقدم الرعاية الصحية للنساء في الأساس بالسؤال عن «مقدمات الارتعاج» أو غير ذلك من المضاعفات ذات الصلة بالحمل، حيث لا يدرك كل الأطباء الصلة المحتملة لذلك بأمراض القلب. في حين أن بعض مقدمي الرعاية الصحية الأولية يسألون الرجال عن ضعف الانتصاب، وهناك بعض الرجال يترددون كثيرا في مناقشة هذه المشكلة.
إن كنت تعاني من أي من هذه الظروف الصحية، فلا داعي للقلق. ولكن عليك التأكد من أن طبيبك يعلم بشأنها، حتى لو كانت قد وقعت قبل عدة سنوات (كما هي الحال بالنسبة للنساء اللاتي يعانين من مضاعفات الحمل). راقب عن كثب مستويات ضغط الدم، والسكر في الدم، والكولسترول، وكن أكثر انتباها بشأن الحفاظ عليها ضمن المستويات الطبيعية. وهذا يعني اتباع نظام غذائي صحي، والمحافظة على الوزن السليم، وممارسة التمرينات الرياضية بانتظام، وتناول العقاقير على النحو الموصوف لك.
* «رسالة هارفارد للقلب» - خدمات «تريبيون ميديا»



6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)
ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)
TT

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)
ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟ وهل هناك أي شيء يمكننا القيام به لإدارة هذا؟

في معرض تسليط الضوء على بعض عواقب الطقس البارد، قالت كارولين أبراهامز، مديرة مؤسسة «إيدج يو كي» لـ«وكالة الأنباء البريطانية»: «يرفع البرد ضغط الدم، مما يزيد بدوره من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، كما أن استنشاق الهواء البارد يمكن أن يزيد أيضاً من خطر الإصابة بأمراض خطرة وتأثيراتها مثل الإنفلونزا والالتهاب الرئوي».

ويمكن أن يسبب الطقس البارد تغيرات في الأوعية الدموية وهرمونات التوتر؛ مما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

ويلاحظ كثير من المرضى ارتفاع ضغط الدم لديهم في فصل الشتاء، حين تتسبب درجات الحرارة الباردة في انقباض الأوعية الدموية؛ مما يزيد من مقاومة تدفق الدم ويرفع ضغط الدم، وفق ما يوضح الدكتور مارتن ثورنتون، الطبيب العام والمسؤول الطبي الرئيسي في شركة الفحص الصحي «بلوكريست ويلنيس».

وأضاف ثورنتون: «يمكن أن يؤدي التعرض للبرد أيضاً إلى إطلاق هرمونات التوتر مثل الأدرينالين؛ مما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب».

كما يمكن أن يلعب انخفاض ضوء النهار في هذا الوقت من العام، والتغييرات اللاحقة في نمط الحياة، دوراً في هذا أيضاً، ويتابع ثورنتون: «يمكن أن تؤثر ساعات النهار الأقصر، والتغيرات الموسمية أيضاً، على الحالة المزاجية ومستويات التوتر؛ مما قد يؤثر بشكل غير مباشر على ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما يكون الأشخاص أقل نشاطاً بدنياً في الطقس البارد».

ويوضح ثورنتون، وفق صحيفة «إندبندنت» البريطانية: «يجد كثيرون أنفسهم يستهلكون مزيداً من الأطعمة المريحة ذات السعرات الحرارية العالية، أو يمارسون التمارين الرياضية بشكل أقل، مما قد يساهم في ارتفاع مستويات ضغط الدم».

وعلى العكس من ذلك، يجد كثير من الأشخاص أن ضغط دمهم أقل خلال فصل الصيف.

ويشرح ثورنتون: «يمكن أن تتسبب درجات الحرارة الأكثر دفئاً في تمدد وتوسع الأوعية الدموية، مما يقلل من مقاومة تدفق الدم، فيؤدي ذلك بدوره إلى انخفاض ضغط الدم. يميل كثيرون أيضاً إلى أن يكونوا أكثر نشاطاً بدنياً في الطقس الأعلى دفئاً؛ مما قد يساهم أيضاً في خفض ضغط الدم».

بعض علامات ارتفاع ضغط الدم

في هذا الصدد، يقول الدكتور أشوين شارما: «غالباً لا تظهر أعراض ارتفاع ضغط الدم بشكل ملحوظ، ولهذا السبب يشار إليه غالباً باسم (الحالة الصامتة). ومع ذلك، في بعض الحالات النادرة، يمكن أن يتجلى عبر أعراض مثل الصداع، أو عدم الوضوح في الرؤية، أو ألم في الصدر، لذا يجب عليك استشارة اختصاصي الرعاية الصحية إذا كنت تعاني من صداع متكرر، أو عدم وضوح في الرؤية، أو ألم متقطع في الصدر، أو أي أعراض أخرى تشك في أنها قد تكون مرتبطة بارتفاع ضغط الدم».

كيف يمكننا إدارة مستويات ضغط الدم لدينا خلال فصل الشتاء؟

1- ابقَ نشيطاً في الداخل

يرى ثورنتون أن «الإجهاد المفرط في الطقس البارد يمكن أن يفرض ضغطاً إضافياً على القلب؛ لذا جرب التمارين الرياضية في المنزل، مثل اليوغا أو تمارين بيلاتس».

2- ارتدِ ملابس مدفئة

كما يرى ثورنتون أن «التعرض المفاجئ للبرد الشديد يمكن أن يضيق الأوعية الدموية»، ولذا ينصح بـ«تقليل الضغط الذي تفرضه درجات الحرارة الباردة على قلبك عبر ارتداء طبقات ملابس مناسبة».

3- راقب ضغط دمك بانتظام

يشدد ثورنتون: «إذا كنت تعاني بالفعل من ارتفاع ضغط الدم أو كنت معرضاً للخطر، فعليك مراقبة ضغط دمك بانتظام».

4- اتبع نظاماً غذائياً متوازناً

يقول شارما إن «الحفاظ على نظام غذائي صحي، وتجنب الأطعمة الغنية بالملح والدهون، يمكن أن يساعدا في منع ارتفاع ضغط الدم».

5- إدارة التوتر

«استخدم تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل أو تمارين التنفس، وانتبه إلى محفزات التوتر الشائعة»، كما يقترح ثورنتون.

6- حافظ على الدفء داخل المنزل

يقول شارما: «من المهم أن تحافظ على دفئك ودفء منزلك لتقليل فقدان الحرارة ومساعدة الدم على الدوران بشكل أفضل حول الجسم».