الشعور الدائم بالبرودة

* أشعر بالبرودة في الجسم بشكل يفوق شعور من حولي في المنزل. ما السبب؟
الرياض: محمد. أ
> هذا ملخص أسئلتك. وهناك عدة أسباب لشعور المرء بالبرودة على الرغم من أن قياس درجة حرارة الجسم لا يدل على أي انخفاض غير طبيعي فيه. وأحد الأسباب تلك هو وجود الإصابة بفقر الدم وملاحظة تدني كمية الهيموغلوبين في الدم عند إجراء تحليل الدم. وفي حالات فقر الدم لا يكون لدى المرء ما يكفي من كريات الدم الحمراء السليمة لتوفير الأكسجين للجسم كله، وخصوصا منطقة الجلد، ما قد يجعل المرء يشعر بالبرودة في اليدين والقدمين. ويُمكن تشخيص سبب فقر الدم ومعالجته وفق ذلك.
كما أن قصور أو كسل الغدة الدرقية سبب آخر للشعور بالبرودة. وعندما لا تعمل الغدة الدرقية الموجودة في مقدمة الرقبة، فإنها لا تنتج ما يكفي الجسم من هرمون الغدة الدرقية، ما يجعل المرء حساساً للبرودة في الغرفة أو الأجواء، وقد يُعاني من آلام في المفاصل والإمساك وجفاف الجلد وزيادة الوزن. وحالة كسل الغدة الدرقية يُمكن معرفة سببها ومعالجتها. وكذلك الحال مع اضطرابات عمل الغدة النخامية الموجودة في قاع الدماغ داخل الجمجمة.
وهناك بعض أنواع الأمراض الروماتزمية التي تتأثر فيها الأوعية الدموية الصغيرة في الجلد، والتي من أعراضها الشعور بالبرودة، وهي أيضاً لها فحوصات وطريقة معالجة.
وفي حالات أمراض الكلى، إما نتيجة لمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو غيرهما من الأسباب، يُعاني مريض ضعف الكلى من الشعور بالبرودة حتى حين وجوده في أجواء ذات درجة حرارة معتدلة.
كما أن مرضى السكري قد يُعانون من الشعور بالبرودة، خاصة حينما يكون لديهم فقر دم مع ضعف الكلى ومشكلات في سلامة الأوعية الدموية واضطرابات في الأعصاب الطرفية في الساقين والقدمين واليدين. وهو ما يتطلب ضبط نسبة السكر في الدم وضبط الاضطرابات المرضية المرافقة لمرض السكري.
ووجود حالة مرض الشرايين الطرفية، أي الشرايين المغذية للأطراف السفلية أو العلوية، يتسبب بإعاقة تدفق الدم والحرارة من داخل الجسم إلى المناطق البعيدة فيه بالأطراف، مما يجعل المُصاب يُعاني من الشعور بالبرودة. وهذه الحالات لها طرق للتشخيص والمعالجة أيضاً.
وفي حالات سوء أو نقص التغذية، وتدني تركيز عدد من المعادن والفيتامينات في الجسم نتيجة لذلك، مثل نقص معدن الحديد أو فيتامين بي 12، أو نقص الدهون، أو نقص البروتينات، تقل قدرة الجسم على التكيف مع تغيرات درجة الحرارة في الأجواء المحيطة، ما يُفاقم الشعور بالبرودة دائماً. وإضافة إلى كل ما تقدم من أسباب محتملة للشعور بالبرودة، هناك سببان شائعان، الأول هو الإصابة ببعض أنواع الالتهابات الميكروبية مثل فيروسات نزلات البرد والإنفلونزا أو بكتيريا التهابات المسالك البولية في الكلى. والثاني هو تناول بعض أنواع الأدوية، مثل أدوية خفض ضغط الدم من فئة محاصرات البيتا على سبيل المثال.
ولذا فإن مراجعة الطبيب وإجرائه الفحص الإكلينيكي والتحاليل ومراجعة الأدوية، قد يُساعد في معرفة سبب الشعور المستمر بالبرودة ومعالجة هذا الأمر وفق نوعية السبب.

غسيل الكلى البيروتوني
* ما هو غسيل الكلى البيروتوني ولمنْ هو ملائم؟
جدة: سالم حميد
> هذا ملخص أسئلتك عن وسيلة غسيل الكلى البيروتوني أو الصفاقي. ولاحظ أن غسيل الكلى البيروتوني أحد وسائل إزالة الفضلات والسموم من الدم عندما لا تستطيع الكليتان فعل ذلك نتيجة لفشلهما. وفي هذه الطريقة يتدفق سائل التنظيف عبر قسطرة أنبوب إلى داخل جزء من البطن، وتقوم بطانة البطن بترشيح الفضلات من الدم إلى هذا السائل الذي تم إدخاله من خارج البطن. وبعد فترة محددة من الزمن، يتم إخراج هذا السائل (الذي تجمعت فيه الفضلات والسموم من الدم عبر عملية الترشيح) إلى خارج البطن ويتم التخلص منه بعد ذلك. ولذا فإن غسيل الكلى البيروتوني يختلف عن غسيل الدم بالجهاز الخارجي، ذلك أن غسيل الكلى بالجهاز الخارجي يتطلب خروج الدم من الجسم ومروره عبر جهاز الغسيل الذي يتم فيه تنقية الدم من الفضلات والسموم ثم إعادة الدم إلى الجسم، وهي عملية تستمر لبضع ساعات في كل جلسة غسيل وتتطلب كذلك صنع ما يُعرف بـ«الفسيتيولا» فيما بين الشريان والوريد في منطقة الساعد.
وفي عملية غسيل الكلى البيروتوني يمكن للمريض إجراء هذا العلاج لنفسه في أي مكان ملائم بالمنزل أو العمل أو في أثناء السفر. ولأن هذه العملية تتطلب مهارات لدى المريض، فإن غسيل الكلى البيروتوني لا يمثل خياراً ممكناً لأي شخص مصاب بالفشل الكلوي، بل يحتاج إلى التحلي بالمهارة اليدوية والقدرة على رعاية النفس في المنزل، أو الاعتماد على شخص مقتدر في تقديم الرعاية العلاجية تلك. ولكن مقارنةً بغسيل الدم بالجهاز، يمكن أن يتضمن غسيل الكلى البيروتوني فوائد عدة، مثل توفير مرونة في نمط الحياة اليومية وهو أمر مهم خاصة إذا كان المريض يعمل أو يسافر أو يعيش في مكان بعيد عن مركز غسيل الدم.
كما أن إرشادات ونصائح التغذية أكثر مرونة، لأن غسيل الكلى البيروتوني يتم بشكل مستمر أكثر من غسيل الدم بالجهاز، الأمر الذي ينتج عنه تراكم كميات أقل من البوتاسيوم والصوديوم والسوائل في الجسم.
والميزة الثالثة، هي أن الغسيل البيروتوني يحقق استقراراً أكبر للدورة الدموية وللسوائل في الجسم وأيضاً لتوازن العناصر الكيميائية في الدم. وهناك ميزة رابعة تشير إليها مصادر طب الكلى وهي أن الغسيل البيروتوني يُسهم في الحفاظ على وظائف الكلى المتبقية لفترة أطول قليلاً من الأفراد الذين يستخدمون غسيل الدم بالجهاز. والطبيب عادة يُناقش نوعية وسيلة غسيل الكلى مع المريض وما هو الأفضل له، وثمة عدة عوامل تجدر مراعاتها آنذاك، مثل مستوى قياس وظائف الكلى والصحة العامة للمريض وما الذي يُفضله والحالة المنزلية لديه.
وقد يكون الغسيل البيروتوني أفضل حينما لا يقوى جسم المريض على تحمل التغييرات السريعة لتوازن السوائل وضغط الدم في الجسم والمقترن بغسيل الدم بالجهاز، وحينما يود المريض أن يُقلل من احتمالية تسبب غسيل الكلى بعرقلة أنشطته اليومية ومتطلبات عمله أو السفر، وعندما تكون ثمة بقية في قدرات الكلى على العمل. وبالمقابل، قد يكون غسيل الكلى البيروتوني غير ملائم إذا كان لدى المريض ندبات جراحية واسعة في البطن أو أن ثمة ضعفا في عضلات البطن أو فتق جدار البطن، أو أن قدرات المريض محدودة للعناية العلاجية بالنفس، أو أسباب أخرى لا مجال للاستطراد في عرضها.
ومع كل ما تقدم، هناك أيضاً مخاطر للغسيل البيروتوني، مثل سهولة حصول الالتهابات في البطن نتيجة لعدوى ميكروبية، وزيادة الوزن، ونشوء فتق في جدار البطن، وعدم كفاية الغسيل هذا في إزالة الفضلات والسموم. وهناك تفاصيل أخرى يذكرها الطبيب أثناء مناقشة المريض حول هذه الوسيلة العلاجية للتغلب على ضعف الكلى.