الكوميديا تتفوق على الرعب والغموض في إيرادات موسم العيد بمصر

نقاد لـ«الشرق الأوسط»: التجربة لم تكتمل بعد

لقطة من فيلم «البدلة» لتامر حسني
لقطة من فيلم «البدلة» لتامر حسني
TT

الكوميديا تتفوق على الرعب والغموض في إيرادات موسم العيد بمصر

لقطة من فيلم «البدلة» لتامر حسني
لقطة من فيلم «البدلة» لتامر حسني

بينما يوشك موسم «عيد الأضحى السينمائي» على الانتهاء في مصر، كشفت إيرادات الأفلام عن تصدر الكوميديا للقائمة، على حساب أفلام الرعب والغموض والدراما الاجتماعية.
وتنافست في موسم عيد الأضحى السينمائي 7 أفلام، حصل فيها فيلم «البدلة» الذي قام ببطولته المطرب تامر حسني على المركز الأول، بإجمالي إيرادات تجاوزت 24 مليون جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 17.80)، يليه في المركز الثاني فيلم «تراب الماس» الذي قام ببطولته آسر ياسين ومنة شلبي وإياد نصار، حيث حصل على إيرادات تجاوزت 17 مليون جنيه، وفي المركز الثالث حصل فيلم «الديزل» بطولة الفنان محمد رمضان على إيرادات قدرها 16 مليون جنيه. أما فيلم «الكويسين» الذي قام ببطولته الفنان أحمد فهمي، فقد حصل على المركز الرابع بإجمالي إيرادات 11 مليون جنيه. وفي المركز الخامس جاء فيلم «بني آدم» بطولة الفنان يوسف الشريف والذي حصل على إجمالي إيرادات 6 ملايين جنيه، أما فيلم «سوق الجمعة» للفنان عمرو عبد الجليل، فجاء في المركز السادس محققاً إيرادات قدرها مليون و700 ألف جنيه مصري، وجاء فيلم «بيكيا» للفنان محمد رجب في المركز الأخير بإجمالي إيرادات مليون ونصف المليون جنيه.
جدير بالذكر أن تاريخ السينما المصرية لا يخلو من أفلام الرعب والغموض، فهناك مجموعة من الأفلام القديمة التي تم إدراجها تحت مسمى أفلام الرعب، مثل فيلم «متحف الشمع» للفنان إسماعيل يس، والذي تم تقديمه عام 1956. وكذلك فيلم «ريا وسكينة» الذي قامت ببطولته الفنانة نجمة إبراهيم بالاشتراك مع الفنانة زوزو حمدي الحكيم، والذي تم تقديمه عام 1953. أيضا فيلم «الإنس والجن» للفنان عادل إمام ويسرا والذي تم عرضه عام 1985، وكذلك فيلم «التعويذة» للفنانة يسرا، ومؤخراً قام الفنان كريم عبد العزيز بتقديم فيلم «الفيل الأزرق» عام 2014. والذي تم إدراجه أيضاً ضمن أفلام الرعب المصرية.
وعلى الرغم من عرض تلك الأفلام المصرية في دور العرض في سنوات مختلفة فإنها تعد قليله مقارنةً بأفلام السينما الأميركية وأفلام هوليوود التي اشتهرت بتقديم أفلام رعب بتقنيات متطورة وبإنتاج سينمائي ضخم.
من جهته، قال الناقد السينمائي محمود عبد الشكور لـ«الشرق الأوسط»: «في مصر كان لنا العديد من المحاولات لإنتاج أفلام الرعب منذ الخمسينات، حتى إنه تم المزج بين الكوميديا والرعب في فيلم (متحف الشمع)، وكان هناك فيلم (القصر الملعون) للفنانة مريم عز الدين، إلا أن تلك النوعية من الأفلام لم تحقق النجاح المنتظر من أفلام الرعب، لأسباب عديدة منها أن صناع هذه الأفلام قاموا بتقليد السينما الأجنبية، مما جعل المشاهد غير مقتنع بما يقدم في هذه الأعمال لأنها لا تنتمي إلى الواقع المصري، فهم قاموا فقط بتجربة تسمى (تمصير أو تعريب أفلام الرعب الأجنبية)».
وأوضح: «التراث المصري مليء بالحكايات والأساطير المرعبة والخوارق والعفاريت، ولكن هؤلاء لم يبذلون جهداً في البحث عن هذه الأشياء التي تنتمي إلى مصر، وقاموا بالتركيز فقط في تقليد نفس القصص الأجنبية في أفلام الرعب المصرية، فأفلام الرعب الأجنبية تنجح نتيجة محاكاة المجتمع الموجودة بداخله، وهذا أحد أسباب فشل أفلام الرعب المصرية».
وتابع عبد الشكور: «الإنتاج الفقير من الأسباب الأخرى التي أدت إلى فشل مصر في تجربة أفلام الرعب، لأن الأهم من السيناريو طريقة تنفيذه، وهناك العديد من العناصر الأخرى مثل المكياج، والمؤثرات البصرية، والمؤثرات الصوتية، فتلك العناصر تحتاج إلى متخصصين على أعلى مستوى، فهناك طفرة كبيرة حدثت في هذه العناصر لم تصل إلى مصر بعد».
وفي السياق نفسه، تحدثت الناقدة ماجدة خير الله لـ«الشرق الأوسط»، عن تجربة أفلام الرعب المصرية: «المشاهد بشكل عام يُقبل على مشاهدة أفلام الرعب الأجنبية بشكل جيد من جميع الأعمار، وهذه النوعية من الأعمال لها قبول في العالم كله، فما المانع أن يتم تناولها في مصر بشكل جيد».
وأضافت: «انتشار تلك النوعية من الأفلام في موسم سينمائي واحد يعني أن هناك جهات إنتاجية نظرت إلى هذا الأمر بعين الاعتبار، خصوصاً أن لدينا نقصاً في هذا الجانب وتلك النوعية من الأعمال، فدائماً تركيزنا منصبّ إما على أفلام الأكشن وإما على الكوميديا، ومن الواضح أن إقبال الجمهور على مشاهدة أفلام الرعب الأجنبية جعل جهات إنتاجية تهتم بتلك النوعية من الأعمال من أجل جذب قطاع عريض من المشاهدين».


مقالات ذات صلة

«هوليوود» تقتل نجومها بمسلسلات ورسوم

سينما بطولة جماعية وهجوم مشترك: «ذَ أڤنجرز» (مارڤل ستوديوز)

«هوليوود» تقتل نجومها بمسلسلات ورسوم

أطلقت «هوليوود» منذ مطلع القرن الحالي مئات الأفلام بأجزاء متسلسلة فأصبح اهتمامُ الجمهور بالفيلم وليس بالممثل

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز (كاليفورنيا))
يوميات الشرق لقطة تجمع بين طاقم الفيلم وبعض ضيوف العرض   (الشركة المنتجة)

«آخر الخط» نهاية «ميلودرامية» لأبطال «الخطايا السبع»

داخل حافلة تقل سبعة أشخاص تقطع طريقاً وسط ظلام الليل الذي تهطل فيه الأمطار بغزارة، تدور أحداث فيلم «آخر الخط».

انتصار دردير (القاهرة )
سينما «العواصف» (فيستيڤال سكوب)

«العواصف» و«احتفال»

الفيلم الثاني الذي يتعاطى حكاية موتى- أحياء، في فيلم تدور أحداثه في بلدٍ عربي من بعد «أغورا» للتونسي علاء الدين سليم («شاشة الناقد» في 23-8-2024).

محمد رُضا
يوميات الشرق هيو غرانت (رويترز)

نوبات الهلع تطارد هيو غرانت خلال تصوير الأفلام

كشف الممثل البريطاني الشهير، هيو غرانت، عن أنه مرَّ كثيراً بنوبات هلع خلال تصوير الأفلام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق إنجي الجمال في مشهد داخل القرية (الشركة المنتجة)

«عبده وسنية» يراهن على نوستالجيا «الأبيض والأسود» والسينما الصامتة

يترقّب المخرج المصري الأميركي عمر بكري عرض فيلمه الأول «عبده وسنية»، متمنياً أن يحوز إعجاب الجمهور في العرض العام.

انتصار دردير (القاهرة )

زياد غسان صليبا لـ«الشرق الأوسط»: والدي فنان عالمي

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
TT

زياد غسان صليبا لـ«الشرق الأوسط»: والدي فنان عالمي

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)

يعدّ زياد الابن الأصغر للفنان غسان صليبا. وهو مثل شقيقه وسام جذبه عالم الفن بكل أبعاده، فمشى على خطى والده المغني وأخيه الممثل وسام صليبا. يجمع زياد بين مواهب كثيرة، يغني ويعزف ويلحّن ويمثّل ويؤلف كلمات الأغاني. أمضى عدة سنوات دراسية في لوس أنجليس مع شقيقه فتأثر بفنون الغرب وقواعد التمثيل والغناء.

سبق لزياد وأن أصدر 5 أغنيات بالأجنبية. ولكنه اليوم قرر أن يقلب الصفحة وينطلق نحو الأغنية العربية. استهلّ مشواره الجديد هذا، مع أغنية «كان يا ما كان» من تأليفه وتلحينه، يقدّمها زياد بأسلوب بسيط قريب إلى الأغاني الغربية. ورغم كلامها ولحنها المطبوعين بالعربية، فإنها تأخذ منحى العمل الغربي.

أغنية {كان يا ما كان} من تأليفه وتلحينه يقدّمها بأسلوب قريب إلى الأغاني الغربية (زياد صليبا)

ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «تمسكت بأسلوبي الغربي كي أقدمها على طريقتي. وأتوقع أن أبقى محافظاً على هذا الإيقاع في أعمالي المقبلة. فهذا المزيج بين العربية والغربية إن في الموسيقى أو في طريقة الغناء، يزود العمل بنكهة فنية خاصة».

يتناول زياد في أغنيته «كان يا ما كان» كل ما يتعلق بالحنين إلى الوطن. فصوّر لبنان جنّة كانت تعيش بسلام وأمان، ويطلّ على طبيعة لبنان وبحره وجبله. كما يتذكّر الأماكن والمطارح التي تعني له الكثير. ومن خلال مكانة لبنان في أحلام الناس وأهله يترجم اشتياقه له.

يوضح زياد في سياق حديثه: «إنها بمثابة جردة حنين لوطن السلام، ومدى تأثرنا جميعاً برسالته هذه عبر الزمن. بلدي يعني لي الكثير، وارتأيت تكريمه في أغنية تترجم حبّي لصورة حفظتها عنه».

يطور نفسه بالغناء على الصعيدين الأجنبي والمحلي (زياد صليبا)

وكون زياد يتحدّر من عائلة فنية، تراوده دائماً فكرة الغناء بالعربية. «تأثرنا كثيراً أخي وسام وأنا، بفن والدي غسّان. صحيح أننا درسنا في الخارج، ولكننا تربينا على مسرح الرحابنة. والدي كان أحد أبطاله بشكل متكرر. وكذلك تربينا على الأغاني الوطنية المعروف بها، التي لا تزال تتردد من جيل إلى آخر. فهو برأيي يختلف عن غيره من الفنانين بأسلوب تفكيره وغنائه. ويتّسم بالتطور الدائم، إذ لا يتعب من البحث عن الأفضل. وبنظري هو فنان عالمي أفتخر بمسيرته وأعتزّ بها».

هناك جزء لا يتجزأ مني يسكنه الفن الغربي

زياد غسان صليبا

لطالما لاقى زياد التشجيع من قبل أفراد عائلته لغناء العربية. «الفكرة كانت تخطر على بالي دائماً. فأنا أنتمي لعائلة فنية لبنانية بامتياز. قررت أن أقوم بهذه التجربة فحزمت أمري وانطلقت».

لا فرق كبيراً بين تجربتيه في الغناء الغربي والعربي. يتابع: «بالنسبة للتلحين والتوزيع، لا يوجد فرق شاسع. (كان يا ما كان) يحضر فيها النفس الغربي، وهو ما اعتدت عليه في أعمالي السابقة. ولكن من ناحية الصوت اختلفت النبرة ولكنه لم يشكّل لي تحدّياً كبيراً». يتمتع زياد بخامة صوتية لافتة لم يستخدمها في الأغنية. ونسأله عن سبب عدم استعمال قدرات أكبر في صوته. يردّ: «عندما انتهيت من تسجيل الأغنية لاحظت هذا الأمر وأدركت أنه كان بوسعي القيام بذلك. أتوقع في أغاني العربية المقبلة أن أستخدم صوتي بدرجات أعلى. ولكنني أعتبر هذه التجربة بمثابة جس نبض سأكتشف من خلالها أموراً كثيرة».

يحضر لأغنية عربية جديدة حماسية أكثر بإيقاع مغاير عن أغنيته الأولى (زياد صليبا)

كان والده يطالبه دائماً بتقديم أغنية بالعربية. «إنه يكرر ذلك على مسمعي منذ نحو 10 سنوات. كنت متردداً، وأقاوم الفكرة لأنني مرتاح في الغناء بالأجنبية. وعندما أنجزتها فرحت بردّ فعل والدي كما أفراد عائلتي. كانت بمثابة مفاجأة لهم أثنوا على إنجازها. ولم يتوقعوا أن أقوم بهذه الخطوة رغم تشجيعهم لي».

لا يرغب زياد في التخلّي تماماً عن الأسلوب الغنائي الغربي. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «هناك جزء لا يتجزأ مني يسكنه الفن الغربي وبما في ذلك الإنجليزية التي أتقنها لغة. أشعر أنني من خلالها أستطيع التعبير بصورة أفضل. ولكننا في النهاية لا نعرف الحياة إلى أين تؤدي بنا. وسأحاول العمل في المجالين، فأطور نفسي بالغناء على الصعيدين الأجنبي والمحلي».

يقول إن والده غسان صليبا عندما سمع الأغنية أعجب بها بسرعة. ويعلّق زياد: «أصررت على معرفة رأيه بالأغنية، فهو أمر يهمني كثيراً. ولأنه صاحب صوت عريض ويملك قدرات كبيرة في الأداء، كان يفضّل أن يتعرّف إلى مكامن صوتي بشكل أفضل. ولكنني أوضحت له أن نوع الأغنية يدور في فلك الحنان والشوق. وكان لا بد أن أغنيها بهذه الطريقة».

بلدي يعني لي الكثير وارتأيت تكريمه في أغنية تترجم حبّي لصورة حفظتها عنه

زياد غسان صليبا

يتمرّن زياد يومياً على الغناء، فيعزف البيانو أو الغيتار ليدرّب صوته ويصقله بالخبرة. «لقد اجتهدت كثيراً في هذا المجال، وحاولت اكتشاف قدرات صوتي بنفسي من خلال هذه التمارين. اليوم بتّ أدرك تماماً كيف أحسّنه وأطوره».

يشكّل الأخوان «زياد ووسام» ثنائياً ملتحماً فنياً وعملياً. يقول في هذا الموضوع: «لم نفترق يوماً. معاً درسنا في الخارج ورسمنا مشاريعنا وخططنا لها. وأستشيره باستمرار لأقف على رأيه، فهو أساسي بالنسبة لي».

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد صليبا بموهبة التمثيل. سبق وشارك في أكثر من عمل درامي مثل «حبيبي اللدود» و«حادث قلب». «أحب التمثيل ومشواري فيه لا يزال في بداياته. الفن بشكل عام مهنة مضنية تتطلّب الكثير من التجارب كي نحرز النجاح فيها». وعما تعلّمه من والده بصفته فناناً، يردّ: «تعلمت منه الكثير. كنت أصغي إلى أغانيه باهتمام، وأتمعّن بقدراته الصوتية والتقنية التي يستخدمها. زوّدني والدي بصفاته الحسنة الكثيرة وبينها دفء مشاعره وطيبة قلبه وابتعاده عن القيل والقال. وأكثر ما تأثرت به هو شغفه بالفن. لم يحاول يوماً منعي وأخي من دخول هذا المجال. فهو على يقين بأن الشخص الشغوف بالفن لا يمكن لأحد أن يثنيه عنه».

يحضّر زياد لأغنية عربية جديدة تختلف عن «كان ياما كان». «ستكون حماسية أكثر بإيقاع مغاير عن أغنيتي الأولى. كما ألحن أغنية أجنبية لموهبة غنائية شابة تدعى أزميرالدا يونس، وأخرى لي».