«إم بي سي»: إطلاق وحدة للإنتاج السينمائي والدرامي يهدف لوصول محتوى المنطقة إلى العالمية

أكدت أنها تأتي للاستفادة من الخبرات الناجحة للمجموعة

سام بارنيت الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة إم بي سي» وبيتر سميث في منصب المدير التنفيذي لـ«إم بي سي ستوديوز»
سام بارنيت الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة إم بي سي» وبيتر سميث في منصب المدير التنفيذي لـ«إم بي سي ستوديوز»
TT

«إم بي سي»: إطلاق وحدة للإنتاج السينمائي والدرامي يهدف لوصول محتوى المنطقة إلى العالمية

سام بارنيت الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة إم بي سي» وبيتر سميث في منصب المدير التنفيذي لـ«إم بي سي ستوديوز»
سام بارنيت الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة إم بي سي» وبيتر سميث في منصب المدير التنفيذي لـ«إم بي سي ستوديوز»

قالت مصادر في مجموعة «إم بي سي» الإعلامية إن خطوة المجموعة في إطلاق «إم بي سي ستوديوز» «لإنتاج الأفلام السينمائية والأعمال الدرامية النوعية، جاءت للاستفادة من الخبرات التراكمية والتجربة الناجحة لوحدات «أو 3» للإنتاج «الشرق الأوسط»، والصَدَف «السعودية»، و«أو 3» ميديا «تركيا»، المنضوية تحت لوائها.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الخطوة تأتي أيضاً لتعزيز النجاحات السابقة لـ«إم بي سي» في ميادين الدراما التي أنتجتها، مروراً إلى ترجمة ما يتعلق بالمحتوى الإعلامي في رؤية 2030 إلى حقيقة إنتاجية ضخمة تتخطى بأبعادها منطقة الشرق الأوسط، من خلال إنتاج أعمال ضخمة كمسلسل «عمر» و«سرايا عابدين» ومسلسل «الملك فاروق» وغيرها.
وتابعت المصادر: «يأتي ذلك ضمن الحرص على ترجمة المحتوى الإعلامي الرائد في رؤية 2030 إلى واقع معرفي وإعلامي، والوصول إلى تسويق محتوى إعلامي من المنطقة في كل أنحاء العالم من خلال الوسائل التقليدية أو الوسائل الرقمية الجديدة». وأكدت إلى أن هذه الخطوة ستعطي بعداً جديداً في القدرة على إنتاج محتوى في المنطقة، يمكن تسويقه عالمياً من خلال الوسائل التقليدية أو الوسائل الرقمية الجديدة المتطورة والمتحركة.
وكانت «مجموعة أم بي سي» الإعلامية وضمن استراتيجيتها في التوسُّع على مدى الخمس سنوات المقبلة، وفقاً لرؤية رئيس مجلس إدارتها الشيخ وليد آل إبراهيم، أعلنت عن إطلاق «إم بي سي ستوديوز»، وذلك بهدف التوجُّه لتعزيز مكانة المجموعة في قطاع إنتاج الأفلام السينمائية والمحتوى الدرامي، والبناء على الخبرة.
وتهدف «إم بي سي ستوديوز» إلى تعزيز الاستثمار في صناعة محتوى سينمائي وتلفزيوني واسع الطيف ومتعدّد المشارب والألوان، لناحية تبنيه فكرة تخصيص المحتوى بما يتلاءم مع الجمهور - الهدف. إذ، يتوجه جزء كبير من الإنتاجات المرتقبة إلى الجمهور السعودي، مروراً بالعربي والإقليمي، ووصولاً إلى الأسواق العالمية وجمهورها الواسع في القارات الخمس.
وقالت المجموعة إن السمة المشتركة لتلك الإنتاجات تكمُن في المواصفات العالمية، فنياً وتقنياً وتسويقياً، فضلاً عن الفرادة في المحتوى، والريادة في النص، والإنتاج، والإخراج، والتمثيل، والمؤثرات السمعية - البصرية، والميزانيات المرصودة، وغيرها من العناصر الأساسية في صناعة السينما والدراما.
كما أعلنت «مجموعة إم بي سي» عن تعيين بيتر سميث في منصب المدير التنفيذي لـ«إم بي سي ستوديوز»، بدءاً من الأول من شهر سبتمبر (أيلول) الحالي، والذي يُعتبَر أحد أبرز الأسماء في قطاع المحتوى عالمياً.
وقال سام بارنيت الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة إم بي سي»: «المحتوى الرائد هو المحرّك الكامن وراء النجاحات المتتالية التي تُحقِّقها قنوات (إم بي سي) التلفزيونية ومنصّاتها الرقمية، الثابتة والمتحركة، ومن ضمنها طبعاً خدمة الفيديو حسب الطلب (شاهد.نت)».
وتابع بارنيت: «بناءً على خبرتنا التراكمية وتجربتنا الناجحة في الإنتاج الدرامي، نقوم اليوم بتوسيع طيف طموحاتنا أكثر وأكثر، ونضع نُصب أعيُننا الأسواق العالمية في قطاع المحتوى السينمائي والتلفزيوني. أُرحّب بانضمام بيتر سميث إلى المجموعة، وكلي ثقة بقدرته، مع الزملاء، على تحقيق أهداف (إم بي سي ستوديوز)، والتي تُشكّل جزءاً أساسياً من استراتيجيتنا خلال السنوات الخمس المقبلة».
بدوره، قال بيتر سميث: «أشعر بالسعادة لانضمامي إلى (مجموعة إم بي سي)، وتكليفي بإدارة (إم بي سي ستوديوز) مع انطلاقتها الأولى. أتطلّع بشوق إلى العمل مع سام بارنيت وكل الزملاء، خصوصاً في ظل الطلب المتنامي على المحتوى غير الناطق بالإنجليزية، وقدرته على الوصول إلى الأسواق العالمية والرَواج فيها».
يُذكر أن بيتر سميث كان قد تبوّأ منذ عام 1979 الكثير من المناصب، منها: رئيس «إنترناشيونال هوم إنترتيمنت» في استوديوهات يونفيرسال استوديوز، ورئيس إن بي سي يونيفرسال إنترناشيونال، والرئيس التنفيذي لـ«سيني فليكس وولدوايد»، ومدير عام الإدارة في مجموعة «أنتينا غروب» ومدير عام الإدارة وشريك التشغيل في لومينس بارتنير.



محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)
المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)
TT

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)
المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

في جلسة حوارية مع المخرج المصري محمد سامي، استضافها مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» في دورته الرابعة، تحدَّث عن مسيرته الإبداعية التي أسهمت في تجديد الدراما التلفزيونية العربية، مستعرضاً دوره، مخرجاً ومؤلّفاً، في صياغة أعمال تلفزيونية لاقت نجاحاً واسعاً. أحدث أعماله، مسلسل «نعمة الأفوكاتو»، حصد إشادة جماهيرية كبيرة، ما عزَّز مكانته واحداً من أبرز المخرجين المؤثّرين في الساحة الفنّية.

في بداية الجلسة، بإدارة المذيعة جوزفين ديب، وحضور عدد من النجوم، مثل يسرا، ومي عمر، وماجد المصري، وأحمد داش، وشيماء سعيد، وبشرى؛ استعرض سامي تجربته مع بدايات تطوُّر شكل الدراما التلفزيونية، موضحاً أنّ المسلسلات في تلك الفترة كانت تُنتج بطريقة كلاسيكية باستخدام كاميرات قديمة، وهو ما رآه محدوداً مقارنةً بالتقنيات السينمائية المتاحة.

التجديد في الدراما

وبيَّن أنّ أول تحوُّل حدث بين عامي 2005 و2008، عندما برزت مسلسلات أثَّرت فيه بشدّة، من بينها «بريزن بريك» و«برايكينغ باد». ومع إطلاق كاميرات «رِدْ وان» الرقمية عام 2007، اقترح على المنتجين تصوير المسلسلات بتقنيات سينمائية حديثة. لكنَّ الفكرة قوبلت بالرفض في البداية، إذ ساد اعتقاد بأنّ الشكل السينمائي قد يتيح شعوراً بالغرابة لدى الجمهور ويُسبِّب نفوره.

رغم التحفّظات، استطاع سامي إقناع بطل العمل، الفنان تامر حسني، بالفكرة. وبسبب الفارق الكبير في تكلفة الإنتاج بين الكاميرات التقليدية وكاميرات «رِدْ»، تدخَّل حسني ودعم الفكرة مادياً، ما سرَّع تنفيذ المشروع.

وأشار المخرج المصري إلى أنه في تلك الفترة لم تكن لديه خطة لتطوير شكل الدراما، وإنما كان شاباً طموحاً يرغب في النجاح وتقديم مشهد مختلف. التجربة الأولى كانت مدفوعة بالشغف والحبّ للتجديد، ونجحت في تَرْك أثر كبير، ما شجَّعه على المضي قدماً.

في تجربته المقبلة، تعلَّم من أخطاء الماضي وعمل بوعي أكبر على تطوير جميع عناصر الإنتاج؛ من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي. هذه الرؤية المُبتكرة ساعدت في تغيير نظرة الصناعة إلى التقنيات الحديثة وأهميتها في تطوير الدراما.

وأكمل سامي حديثه بالتطرُّق إلى العلاقة بين المخرج والممثل: «يتشاركان في مسؤولية خلق المشهد. أدائي بوصفي مخرجاً ركيزته قدرتي على فهم طاقة الممثل وتوجيهها، والعكس صحيح. بعض الممثلين يضيفون أبعاداً جديدة إلى النصّ المكتوب، ما يجعل المشهد أكثر حيوية وإقناعاً».

متى يصبح المخرج مؤلِّفاً؟

عن دورَيْه في الإخراج وكتابة السيناريو، تحدَّث: «عندما أتحلّى برؤية واضحة للمشروع منذ البداية، أشعر أنّ الكتابة تتيح لي صياغة العمل بما يتوافق تماماً مع ما أتخيّله. لكن هذا لا يعني إلغاء دور الكاتب؛ إنه تعاون دائم. عندما أكتب وأُخرج، أشعر بأنني أتحكّم بشكل كامل في التفاصيل، ما يمنح العمل تكاملاً خاصاً».

ثم تمهَّل أمام الإشارة إلى كيفية تحقيق التوازن بين التجديد وإرضاء الجمهور: «الجمهور هو الحَكم الأول والأخير. يجب أن يشعر بأنّ العمل له، وأنّ قصصه وشخصياته تعبِّر عن مشاعره وتجاربه. في الوقت عينه، لا بدَّ من جرعة ابتكار لتحفيز عقله وقلبه».

وبيَّن سامي أنّ صناع السينما حالياً يواجهون تحدّياً كبيراً بسبب تطوُّر جودة الإنتاج التلفزيوني، ولإقناع الجمهور بالذهاب إلى السينما، ينبغي تقديم تجربة مختلفة تماماً، وفق قوله، سواء على مستوى الإبهار البصري أو القصة الفريدة.

في ختام الحوار، عبَّر عن إعجابه بالنهضة الثقافية والفنّية التي تشهدها السعودية: «المملكة أصبحت مركزاً إقليمياً وعالمياً للإبداع الفنّي والثقافي. مهرجان (البحر الأحمر السينمائي)، على سبيل المثال، يعكس رؤية طموحة ومشرقة للمستقبل، وأشعر بالفخر بما تحقّقه من إنجازات مُلهمة».

محمد سامي ليس مخرجاً فحسب، وإنما مُبتكر يعيد تعريف قواعد الدراما التلفزيونية، مُسلَّحاً برؤية متجدِّدة وجرأة فنّية. أعماله، من بينها «نعمة الأفوكاتو»، تُثبت أنّ التجديد والإبداع قادران على تغيير معايير النجاح وتحقيق صدى لا يُنسى.