زينب وريم شقيقتان مغربيتان تعيشان في مدينة نيويورك منذ طفولتهما. عن والدتهما ورثتا عشق الحلي التقليدية المغربية؛ الأمر الذي شجعهما على إطلاق مشروع يحمل عنوان «moroccanbirds» ليكون جسراً يربطهما بجذورهما المغربية.
تقول الأختان لـ«الشرق الأوسط»، إنه كان لوالدتهما الفضل الكبير في تعريفهما بالثقافة المغربية، وبالخصوص الحلي التقليدية التي كانت في البداية مجرد وسيلة للمتعة تستهويهما بجمالها وتفاصيلها وهما طفلتان. كانت تستعيران هذه الحلي للعب بها، لكن سرعان ما تحول اللعب إلى شغف وهواية، تعززت بدراسة تصميم وصنع الجواهر في مانهاتن بنيويورك.
بعد سنوات من الدراسة عادت الشقيقتان إلى المغرب، للتعرف على الصناعة التقليدية عن قُرب؛ حتى تتمكنا من إطلاق خطهما «طيور مغربية» بشكل صحيح. وكان لهما ذلك، حيث نجحتا في عرضها في نيويورك، بحكم أن زينب البالغة من العمر 28 عاماً والمسؤولة عن التصميم تقطن فيها. وتؤكد أنها في بحث مستمر عن طرق جديدة تجمع من خلالها الأساليب التقليدية المستعملة في منطقة سوس، جنوب المغرب، مع التقنيات العصرية لخلق قطع تفوح منها رائحة التراث، وفي الوقت ذاته تتمتع بقيمة فنية وجمالية.
تمكنت مثلاً من إدخال تفاصيل جديدة كانت تستعمل في القفطان والديكور فقط. فمجموعة الصيف الماضي استخدمت فيها عنصري «السفيفة» و«العقاد» اللذين يرتبطان بالقفطان؛ حتى تخلق شعوراً بالهوية المغربية الأصيلة.
ريم، النصف الثاني من الفكرة والمشروع، تبلغ من العمر 23 عاماً، وتعمل بين مدينتي مونريال والدار البيضاء، وهي تشتغل على تنسيق التعاون بين الحرفيين المغاربة وبين ما يمكن أن يجد صدى في الأسواق العالمية. وهذا يعني تصاميم ذات طابع بوهيمي مصنوعة بجودة عالية تستخدم فيها الفضة خامة أساسية. بموازاة هذه المهمة، تعمل ريم على إتمام دراستها في مجال التسويق عبر الإنترنت من أجل زيادة تطوير العلامة التجارية لـ«طيور مغربية».
وتتفق الشقيقتان على أن مصدر قوة العلامة التجارية هي صنع كل قطعة باليد وبحرفية عالية على يد حرفيين متمرسين من منطقة تيزنيت (وسط المغرب)، التي تعد عاصمة صنع الفضة في المغرب. فالعاملون في هذا المجال توارثوا المهنة أباً عن جد. بعضهم لهم خبرة أكثر من 25 عاماً في صناعة الفضة.
وتعترف الشقيقتان بأنه لم يكن من السهل العثور عليهم. فالحرفيون الذي يستخدمون التقنيات الأمازيغية التقليدية القديمة نادرون جداً، كما أن الطلب عليها كبير. كان مهماً بالنسبة لهما أن يتم دمج هذه التقنيات في «طيور مغربية» للحفاظ على هذا التراث وتقاسمه مع الآخر. اختيارهما معدن الفضة يصب في الهدف نفسه، أي تقديم حلي تتمتع بقيمة فنية وجمالية، لكن مهم ألا تفقد قيمتها بسرعة. فالحلي الفضية التي كانت تقتنيها والدتهما لا تزال شاهدة على أن الحرفية العالية لا تعترف بزمن. ما تقومان به أحياناً هو إضافة أقمشة كـ«القيطان» و«العقاد» و«الشوشة» وما شابه من خامات ملونة لإضفاء روح شبابية على بعض التصاميم.
«طيور مغربية» تحلق في سماء نيويورك
«طيور مغربية» تحلق في سماء نيويورك
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة