«صندوق النقد» يحذر من انكماش اقتصاد بريطانيا مع «بريكست» بلا اتفاق

بنوك ومؤسسات دولية بدأت الخروج بالفعل

لاغارد مع وزير الخزانة البريطاني في لندن أمس (أ.ف.ب)
لاغارد مع وزير الخزانة البريطاني في لندن أمس (أ.ف.ب)
TT

«صندوق النقد» يحذر من انكماش اقتصاد بريطانيا مع «بريكست» بلا اتفاق

لاغارد مع وزير الخزانة البريطاني في لندن أمس (أ.ف.ب)
لاغارد مع وزير الخزانة البريطاني في لندن أمس (أ.ف.ب)

قال صندوق النقد الدولي أمس الاثنين، إن اقتصاد بريطانيا سينكمش إذا غادرت لندن الاتحاد الأوروبي دون اتفاق خروج بل وسيعاني من بعض الضرر أيا كانت الشروط التي سيتفق عليها وذلك في تحد للوعود التي يطلقها بعض مؤيدي الانفصال.
وتوقع الصندوق أن ينمو الاقتصاد البريطاني نحو 1.5 في المائة سنويا في 2018 و2019. متخلفا عن ألمانيا وفرنسا، لكن تقديرات الصندوق قائمة على فرضية التوصل إلى اتفاق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي قبل نهاية العام الحالي وبدء مرحلة انتقالية.
وقالت كريستين لاغارد مديرة صندوق النقد الدولي: «أنا متفائلة يائسة، وآمل وأدعو كثيرا أن يكون هناك اتفاق بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة». لكنها أضافت أن عدم إبرام اتفاق سيؤدي إلى انكماش اقتصادي.
وقالت لاغارد بالتزامن مع عرض صندوق النقد تقريره السنوي عن الاقتصاد البريطاني «دعوني أوضح، مقارنة مع سلاسة السوق الموحدة حاليا، سيكون لجميع التصورات المرجحة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تكاليف على الاقتصاد وبشكل أقل للاتحاد الأوروبي أيضا... كلما زادت الحواجز التجارية في العلاقة الجديدة، زادت التكلفة، ينبغي أن يكون هذا واضحا تماما، لكنه لا يبدو كذلك في بعض الأحيان».
ومن المقرر أن تنفصل بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي في 29 مارس (آذار) المقبل، لكن لندن وبروكسل لم تبرما بعد اتفاقا لفترة انتقالية.
وتكافح رئيسية الوزراء البريطانية تيريزا ماي لتضييق هوة الخلافات العميقة داخل حزب المحافظين الذي ترأسه بخصوص مدى قرب العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في المستقبل. وهي تأمل أن تحقق تقدما صوب إبرام اتفاق عندما تجتمع مع قادة الاتحاد الأوروبي الآخرين هذا الأسبوع.
وتأمل بريطانيا والمفوضية الأوروبية في التوصل إلى اتفاق بحلول أكتوبر (تشرين الأول)، وعلى أبعد حد مطلع نوفمبر (تشرين الثاني).
وصرحت المديرة العامة للصندوق كريستين لاغارد في مؤتمر صحافي في لندن: «نشجع بريطانيا والاتحاد الأوروبي في وقت واحد على العمل بجد... لتجنب طلاق قاس»، سيؤدي على حد قولها، إلى انخفاض النمو وسيشكل عبئا على المالية العامة ويسبب تراجعا في قيمة العملة.
وتابعت أن «ضيق الوقت المتبقي للتوصل إلى اتفاق يطرح إشكالية كبيرة»، بينما تشعر أوساط الأعمال بالقلق من التقدم الضئيل في المفاوضات وتأثير غياب اتفاق على نشاطاتهم. إلا أنها عبرت عن «تفاؤلها» بشأن إبرام اتفاق.
من جهته، قال وزير المال فيليب هاموند الذي تحدث بشكل مقتضب بعد لاغارد، إن بريكست بلا اتفاق «يبدو غبر مرجح لكنه ممكن». وأضاف: «علينا أن نولي الاهتمام للتحذير الواضح الصادر عن صندوق النقد الدولي».
في غضون ذلك، بدأت الشركات والمؤسسات الدولية في البحث عن بديل لعاصمة المال والأعمال لندن، وكشف سرجيو إرموتي الرئيس التنفيذي لمجموعة «يو بي إس غروب» المصرفية السويسرية اختيار فرنكفورت مركزا لأعمال المجموعة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال إن المجموعة استعدت للسيناريو الأسوأ حال خروج بريطانيا من التكتل دون اتفاق، مشيرا إلى أنه بينما سيكون المركز المالي الألماني هو المقر، فإن البنك سيعتمد استراتيجية المواقع المتعددة في المنطقة، موضحا أنه سيكون له مكاتب في مدريد وباريس وميلانو.
ولفت إلى أن «النظام المالي يعمل حاليا بالفعل على افتراض أنه لن يكون هناك اتفاق... وأيا ما كان من الآن فصاعدا، فإنه لن يجعل التشغيل أقل تكلفة».
وكان البنك قال إنه سيواجه تكاليف تتجاوز مائة مليون فرنك (103 ملايين دولار) بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد، تتضمن تكاليف نقل الموظفين من لندن، والتزامات قانونية.
كما أكد بنك «دويتشه بنك» الألماني أمس أنه لا يعتزم إقامة كيان تابع له، ربما يكون مكلفا في المملكة المتحدة، لمواصلة تقديم الخدمات للعملاء بعد خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي، نافيا بذلك ما أورده تقرير لصحيفة «فاينانشيال تايمز».
ونقلت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء الاقتصادية عن متحدث باسم البنك القول، في رد بعث به عبر البريد الإلكتروني، على أسئلة تم توجيهها له، إن البنك يعتزم مواصلة العمل في المملكة المتحدة من خلال فرع، وفقا لتوجيهات الذراع التنفيذية لـ«بنك إنجلترا».
وكانت «فاينانشيال تايمز» أشارت إلى احتمال أن يقوم البنك بتحويل أعماله في المملكة المتحدة إلى كيان تابع له بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في أعقاب ضغوط من الجهات الرقابية.
وكان «دويتشه بنك» أعلن العام الماضي نيته جعل فرنكفورت، وليس لندن، مركز الحجز الأساسي لعملاء الخدمات المصرفية الاستثمارية. وقال المتحدث إن هذا يعني «نقل أصول».



تقرير التضخم الأميركي يضغط على معنويات السوق اليابانية

أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
TT

تقرير التضخم الأميركي يضغط على معنويات السوق اليابانية

أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)

محا مؤشر «نيكي» الياباني خسائره ليغلق مرتفعاً قليلاً يوم الأربعاء، مع عودة المستثمرين إلى شراء الأسهم الرخيصة، في حين أثر تقرير التضخم الرئيس في الولايات المتحدة على المعنويات؛ إذ من المرجح أن يؤثر في مسار أسعار الفائدة في مجلس «الاحتياطي الفيدرالي».

وأغلق مؤشر «نيكي» مرتفعاً بنسبة 0.01 في المائة، ليصل إلى 39372.23 نقطة، بعد أن هبط بنسبة 0.65 في المائة في وقت سابق من الجلسة. كما ارتفع مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.29 إلى 2749.31 نقطة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقال محلل السوق في مختبر «توكاي طوكيو» للاستخبارات، شوتارو ياسودا: «لم تكن هناك إشارات كبيرة تحرّك السوق اليوم، لكن المستثمرين عادوا لشراء الأسهم عندما انخفضت إلى مستويات معقولة». وأضاف: «لكن المكاسب كانت محدودة بسبب الحذر المرتبط بنتيجة تقرير أسعار المستهلك في الولايات المتحدة».

وقد افتتحت الأسهم اليابانية منخفضة، متأثرة بتراجع مؤشرات «وول ستريت» الرئيسة يوم الثلاثاء، قبل صدور بيانات التضخم لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، وهي واحدة من آخر التقارير الرئيسة قبل اجتماع مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» المقرر يومي 17 و18 ديسمبر (كانون الأول).

كما ينتظر المستثمرون قرار «بنك اليابان» بشأن السياسة النقدية، والمقرر صدوره في التاسع عشر من ديسمبر. وأشار محافظ «بنك اليابان»، كازو أويدا، إلى استعداد البنك لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى في المستقبل القريب إذا أصبح أكثر اقتناعاً بأن التضخم سيظل عند مستوى 2 في المائة، مدعوماً بالاستهلاك القوي ونمو الأجور. وحقّق سهم شركة «فاست ريتيلنغ»، مالكة العلامة التجارية «يونيكلو»، ارتفاعاً بنسبة 0.37 في المائة؛ ليصبح أكبر داعم لمؤشر «نيكي».

في المقابل، هبطت أسهم الشركات الكبرى في قطاع الرقائق؛ حيث خسرت شركتا «أدفانتست» و«طوكيو إلكترون» بنسبة 0.51 في المائة و0.49 في المائة على التوالي. وتعرّض سهم شركة «ديسكو»، مورد أجهزة تصنيع الرقائق، لهبوط حاد بنسبة 3.65 في المائة؛ ليصبح أكبر الخاسرين بالنسبة المئوية على مؤشر «نيكي».

في المقابل، قفز سهم شركة «كاواساكي» للصناعات الثقيلة بنسبة 10.28 في المائة، ليصبح أكبر رابح بالنسبة المئوية على المؤشر، في حين ارتفع سهم شركة «آي إتش آي» بنسبة 6.25 في المائة. وسجل سهم شركة «توب كون» ارتفاعاً مذهلاً بنسبة 23 في المائة، ليصل إلى الحد الأقصى اليومي، بعد إعلان الشركة أنها تدرس التحول إلى القطاع الخاص بين تدابير أخرى لرفع قيمتها، في أعقاب تقارير تفيد بأن شركات الاستثمار الخاص تقدمت بعروض لشراء الشركة.

وفي سوق السندات، ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات يوم الأربعاء، متتبعاً نظيراتها من سندات الخزانة الأميركية. وقد ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات بمقدار 0.5 نقطة أساس، ليصل إلى 1.065 في المائة، في حين ارتفع العائد على سندات السنوات الخمس بمقدار 0.5 نقطة أساس أيضاً، ليصل إلى 0.73 في المائة.

وفي الوقت نفسه، يستعد المستثمرون للتحول السلس للعقود الآجلة من تلك المستحقة في ديسمبر إلى تلك المستحقة في مارس (آذار)، التي ترتبط بسندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات رقم «366» التي كان «بنك اليابان» يمتلكها بكثافة.

وقال كبير الاستراتيجيين في شركة «سوميتومو ميتسوي تراست» لإدارة الأصول، كاتسوتوشي إينادومي: «يشير التحول السلس للعقود الآجلة إلى إزالة المخاوف بشأن نقص السندات اللازمة لتسوية العقود».

وقد تجاوز حجم التداول وعدد الاهتمامات المفتوحة لعقود مارس تلك الخاصة بعقود ديسمبر قبل تاريخ التجديد الرسمي المقرر يوم الجمعة. وكانت الأسواق قلقة بشأن النقص المحتمل في السندات اللازمة لتسوية العقود الآجلة المقبلة.

ويحتاج المستثمرون إلى سندات الحكومة اليابانية رقم «366» لإغلاق العقود الآجلة المستحقة في مارس. ولكن هذه السندات كانت مملوكة بنسبة تزيد على 90 في المائة من قبل «بنك اليابان» نتيجة لشرائه العدواني للسندات، في إطار دفاعه عن سياسة أسعار الفائدة المنخفضة للغاية. وقد انخفضت ملكية «بنك اليابان» للسندات إلى 89 في المائة الأسبوع الماضي بعد أن سمح البنك المركزي للاعبين في السوق بالاحتفاظ بنحو 200 مليار ين (1.32 مليار دولار) من السندات التي أقرضها لهم من خلال مرفق إقراض الأوراق المالية.

كما باعت وزارة المالية 350 مليار ين من سندات رقم «366» في مزادات تعزيز السيولة في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر. وأشار الاستراتيجيون إلى أن السوق أمّنت ما يقرب من تريليون ين من السندات اللازمة لتسوية عقود مارس نتيجة لهذه العمليات.