خطوات أوروبية جديدة لمكافحة تمويل الإرهاب

تهدف إلى تصعيب مهمة المتطرفين في تمويل أنشطتهم

TT

خطوات أوروبية جديدة لمكافحة تمويل الإرهاب

اتخذت مؤسسات الاتحاد الأوروبي، خطوة جديدة على طريق مكافحة تمويل الإرهاب، بعد أن وافق أعضاء البرلمان الأوروبي، خلال جلساته في ستراسبورغ، على إجراءات جديدة لمكافحة تمويل الإرهاب من خلال مواجهة غسل الأموال وتشديد الرقابة على التدفقات النقدية».
وجاءت ردود الأفعال إيجابية عقب ذلك وقال البرلمان الأوروبي بأن الإجراءات تتضمن قانونين سيجعلان من الصعب على المتطرفين والمجرمين تمويل أنشطتهم وذلك عن طريق سد الثغرات في قواعد غسل الأموال الحالية، وتسهيل الأمر على السلطات لكشف التدفقات المالية المشبوهة ووقفها».
وفي تعليق على هذا الأمر قال اجناسيو كوراو عضو البرلمان الأوروبي في بيان تلقينا نسخة منه، بأن القواعد الجديدة لتجريم غسل الأموال ضربت المجرمين في مقتل وتمنعهم من تمويل أنشطتهم سواء القانونية أو غير القانونية من خلال عائدات الأعمال غير المشروعة وخاصة أن عملية غسل الأموال هي جريمة خطيرة وما جرت الموافقة عليه أداة مهمة جديدة لمكافحة هذه الجريمة». وقال البرلمان الأوروبي بأنه جرى بالفعل الاتفاق على التدابير الجديدة من قبل مفاوضي البرلمان الأوروبي ومجلس الاتحاد الذي يمثل الدول الأعضاء ولكن لا تزال تتطلب موافقة مجلس الاتحاد رسميا وسيكون أمام الدول الأعضاء 24 شهرا من تاريخ بدء سريان مفعول تجريم غسل الأموال لإدخال القواعد الجديدة حيز التنفيذ أما القواعد الخاصة بالضوابط النقدية فسوف تطبق في غضون 30 شهرا من تاريخ دخول اللائحة حيز التنفيذ». والقواعد الجديدة لمنع غسل الأموال تقدم تعاريف على نطاق واسع لجرائم غسل الأموال، وأيضا عقوبات الحد الأدنى على مستوى الاتحاد الأوروبي مثل الحد الأدنى لمدة أربع سنوات سجنا لجرائم غسل الأموال وأيضا عقوبات إضافية جديدة مثل منع المدانين من الترشح للمناصب العامة واستبعادهم من الحصول على تمويل عام». أما التدفقات المالية فقد جرى توسيع نطاق تعريف النقد ليشمل البطاقات النقدية الإلكترونية والمجهولة الدفع وتمكين السلطات من تسجيل معلومات حول التحركات النقدية دون العتبة الحالية البالغة عشرة آلاف يورو والاحتفاظ بالنقد بشكل مؤقت في حال الاشتباه في نشاط إجرامي وأيضا الإفصاح عن المبالغ النقدية غير المصحوبة أو المرسلة بالبضائع أو البريد». وجرت الموافقة على القوانين الجديدة بأغلبية 625 عضوا مقابل 39 صوتا وامتناع 34 عضوا على التصويت في جلسة عامة ضمن جلسات انعقدت أواخر الأسبوع الماضي في ستراسبورغ». وجاء ذلك بعد أن وافقت قبلها عدة لجان في البرلمان الأوروبي في بروكسل، على قواعد أكثر صرامة لعمليات دخول أو خروج الأموال من وإلى الاتحاد الأوروبي وذلك في إطار مكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال، وجاءت الموافقات في مقر البرلمان ببروكسل من جانب أعضاء في لجان الحريات المدنية والشؤون الداخلية والعدالة والشؤون المالية والاقتصادية».
وقالت مادي ديلفو عضو البرلمان الأوروبي من لجنة الشؤون المالية والاقتصادية بأن كثيرا ما تستخدم مبالغ مالية كبيرة في الأنشطة الإجرامية مما يوفر للمجرمين ميزة كبيرة تتمثل في سهولة نقل هذه الأموال وفي نفس الوقت صعوبة تعقبهم ولكن المقترحات الجديدة تشدد القواعد الموجودة سواء على حركة النقود أو الأصول السائلة مثل الذهب والبطاقات المدفوعة مسبقا أو الشيكات وأضافت «لقد صوتنا لإعطاء السلطات الوطنية الأدوات التي يحتاجونها في مكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال ولقد تأكدنا أن القواعد الجديدة سوف تسهل تبادل المعلومات والتعاون بشكل فعال».
بينما قال فرناندو لوبيز من لجنة الحريات المدنية بأن الجماعات الإرهابية تبحث دائما عن طرق جديدة لتمويل أنشطتها وتجنب ضوابط السلطات ولكن القواعد الجديدة سوف تصعب عليهم الأمور ولقد قمنا بتحديث الصلاحيات التي تتوفر تحت تصرف السلطات مع ضمان دائما حماية الحقوق الأساسية للمواطنين».
وفي منتصف يوليو (تموز) الماضي قالت المفوضية الأوروبية في بروكسل، بأن تعديلات جديدة تتعلق بمكافحة تمويل الإرهاب، والتصدي لغسل الأموال، قد دخلت حيز التنفيذ بعد نشرها في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي. وهي التعديلات التي اقترحتها المفوضية قبل عامين، «ومن شأنها أن تؤدي إلى مزيد من الشفافية ومعالجة مخاطر تمويل الإرهاب»، بحسب مفوضية بروكسل في بيان، تضمن تصريحات لمفوضة شؤون العدل فيرا جيروفا، قالت فيها «هذه خطوة مهمة جديدة لتعزيز إطار الاتحاد الأوروبي لمكافحة تمويل الإرهاب والجرائم المالية، وستؤدي التعديلات الجديدة إلى زيادة كفاءة مكافحة غسل الأموال وإغلاق جميع الثغرات والتي كانت تؤثر على كل دول الاتحاد» وحثت المفوضة جيروفا، كل الدول الأعضاء، إلى الالتزام بتعهداتها، وتحديث قواعدها الوطنية في أقرب وقت ممكن.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.