وفد من المفوضية الأوروبية يزور الصين في مباحثات اقتصادية

وفد من المفوضية الأوروبية  يزور الصين في مباحثات اقتصادية
TT

وفد من المفوضية الأوروبية يزور الصين في مباحثات اقتصادية

وفد من المفوضية الأوروبية  يزور الصين في مباحثات اقتصادية

قالت المفوضية الأوروبية في بروكسل إن أعضاء في الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي سيبدأون اليوم (الاثنين)، زيارة إلى الصين تستغرق عدة أيام، لمناقشة قضايا تتعلق بالاقتصاد والخدمات المالية والابتكار.
وحسب بيان لمفوضية بروكسل: «يعمل الاتحاد الأوروبي والصين معاً على عدد كبير من الأمور الاقتصادية والمالية والابتكارية، وعلى هذه الخلفية سيتوجه إلى الصين أعضاء المفوضية؛ فالديس دومبروفيسكس نائب رئيس المفوضية المكلف ملفات الاستقرار المالي واتحاد أسواق المال، والمفوضة إليزابيتا بينكوفسكا المكلفة ملف السوق الداخلية والصناعة، والمفوض كارلوس موداس المكلف ملف البحوث والعلوم والابتكار، للتواصل مع السلطات السياسية وممثلي الشركات لتعزيز التعاون بين الجانبين».
وسيلتقي دومبروفيسكس بعدد من القيادات السياسية في الصين ورجال الأعمال، ومن بينهم وزير المالية ليو شيو، ورئيس لجنة تنظيم الأوراق المالية في الصين تشانغ شويانغ.
كما ستجتمع المفوضة بينكوفسكا مع المسؤولين في مقاطعة سيشوان، وستلقي الخطاب الافتتاحي في معرض التعاون التجاري والتكنولوجيا بين الصين والاتحاد الأوروبي في دورته الـ13، وستزور مواقع لشركات متخصصة في مجال التصنيع الذكي ومنتجات العرض والأنظمة الذكية والبناء الهندسي، وستلتقي، ومعها المفوض موداس، مع قيادات وزارتي الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، والعلوم والتكنولوجيا.
وسيشارك المفوض دومبروفيسكس مع زميله موداس في الاجتماع السنوي الـ12 للمنتدى العالمي الاقتصادي للأبطال الجدد، وسيحضر موداس حلقة نقاش تحت عنوان «التوقعات الاستراتيجية بشأن أوروبا».
وخلال النصف الثاني من الشهر الماضي، ظهرت نتائج العمل المشترك بين الصين والاتحاد الأوروبي، الذي تم من خلال مجموعة عمل للاستثمار تشكلت في 2015، وأعلنت بروكسل عن صندوق استثماري بين الجانبين يُخصص للشركات المتوسطة بقيمة تصل إلى ما يقرب من مليار وربع المليار يورو (نحو 1.45 مليار دولار)، وجاء التحرك المشترك بين الجانبين بعد فترات من الخلافات التجارية والانتقادات المتبادلة بسبب ملف الحمائية وإغراق الأسواق.
وقالت المفوضية الأوروبية في بروكسل، إن شركة «كاتي كاب» طرحت مبدئياً 600 مليون يورو (698 مليون دولار) لصندوقها الذي يستهدف ملياراً و200 مليون يورو (1.4 مليار دولار) لتمويل الشركات المتوسطة. وأوضح بيان للمفوضية أن الصندوق مدعوم من صندوق الاستثمار الأوروبي في إطار خطة الاستثمار الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي المعروفة باسم خطة يونكر، نسبة إلى رئيس المفوضية جان كلود يونكر.
كما يتلقى الصندوق دعماً من بنك التنمية الصيني، وبنك فرنسا الوطني، وصندوق طريق الحرير الصيني، والصناديق السيادية والمستثمرين من القطاع الخاص.
و«كاتي ميد كاب» هو أول صندوق يتم إنشاؤه في إطار برنامج صندوق الاستثمار المشترك بين الاتحاد الأوروبي والصين، الذي جاء بهدف تعزيز الترابط بين مبادرة الحزام والطريق وخطة يونكر.
وسوف يدعم هذا الصندوق الشركات متوسطة التكلفة ذات الإمكانات العالية للنمو في كل من أوروبا والصين، وفي مجالات متعددة مثل الرعاية الصحية والصناعات المتقدمة والخدمات التجارية والسلع الاستهلاكية.
وقال جيركي كتاينن، نائب رئيس المفوضية والمسؤول عن ملف الاستثمار والقدرة التنافسية: «لقد عملنا من أجل هذا الهدف منذ أن أنشأنا مجموعة عمل مشتركة في عام 2015 في بكين». وأضاف: «أنا مسرور جداً لأننا نشهد الآن ثمار ذلك العمل وأن صندوق كاتي ميد كاب سيمول الشركات المتوسطة ذات الإمكانات العالية في القطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية، وهذا مثال جيد على كيفية العمل المشترك بين المستثمرين، من القطاعين العام والخاص».
وفي أواخر يونيو (حزيران) الماضي، انعقدت في بكين الجولة السابعة من الحوار الاقتصادي رفيع المستوى بين الاتحاد الأوروبي والصين، وغطت المناقشات مجموعة من القضايا الاستراتيجية في إطار موضوع عام عن «تسخير العولمة»، وشملت المحادثات الحوكمة الاقتصادية، ودعم النظام التجاري متعدد الأطراف، وقضايا التجارة والاستثمار، وكذلك ملف الاقتصاد الرقمي والمناخ والتعاون البيئي.
وينعقد الحوار بين الجانبين رغم الخلافات والاتهامات المتبادلة بين الطرفين بين الحين والآخر بخصوص ملفات اقتصادية كبيرة، منها ما يتعلق بالحمائية وإغراق الأسواق وتقليد البضائع وغيرها.
وفي مارس (آذار) الماضي، قررت المفوضية الأوروبية إطالة أمد الإجراءات التي تطبق بهدف مكافحة الإغراق ضد منتجات الصلب الواردة من الصين، وتقرر تمديد تلك الإجراءات لـ5 سنوات مقبلة، وهي الإجراءات التي كانت قد بدأت منذ عام 2011 التي وفرت مجالاً متكافئاً ومساحة تنفس لمنتجي الاتحاد الأوروبي في عدة بلدان ومنها فرنسا وإسبانيا والسويد.



تكاليف الاقتراض الحكومي في بريطانيا تسجل أعلى مستوى منذ 1998

يسير الناس عبر منطقة سيتي أوف لندن المالية (رويترز)
يسير الناس عبر منطقة سيتي أوف لندن المالية (رويترز)
TT

تكاليف الاقتراض الحكومي في بريطانيا تسجل أعلى مستوى منذ 1998

يسير الناس عبر منطقة سيتي أوف لندن المالية (رويترز)
يسير الناس عبر منطقة سيتي أوف لندن المالية (رويترز)

سجلت تكاليف الاقتراض الحكومي طويل الأجل في بريطانيا أعلى مستوياتها منذ عام 1998 يوم الثلاثاء، مما يزيد التحديات التي تواجه وزيرة المالية راشيل ريفز، التي تخطط للاقتراض بمئات المليارات من الجنيهات الإسترلينية لتمويل زيادة الاستثمار العام والإنفاق.

وارتفعت تكاليف الاقتراض طويل الأجل على مستوى العالم في أعقاب جائحة «كوفيد – 19» والغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، مما أدى إلى ارتفاع التضخم. ومع ذلك، شهدت العوائد البريطانية زيادة ملحوظة في الأسابيع الأخيرة؛ حيث يتوقع معظم المستثمرين أن يقوم بنك إنجلترا بتقليص أسعار الفائدة بنحو نصف نقطة مئوية فقط هذا العام، وسط احتمالات بأن يظل التضخم أعلى من هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة، وفق «رويترز».

باع مكتب إدارة الديون في المملكة المتحدة 2.25 مليار جنيه إسترليني (ما يعادل 2.8 مليار دولار) من سندات الخزانة القياسية لأجل 30 عاماً للمستثمرين بمتوسط ​​عائد 5.198 في المائة في مزاد يوم الثلاثاء، وهو أعلى عائد لسندات الخزانة البريطانية لأجل 30 عاماً منذ أن باع مكتب إدارة الديون سنداً بنسبة 5.790 في المائة في أول مزاد له في مايو (أيار) 1998.

وفي التداول بين المستثمرين بعد المزاد، ارتفع العائد على السندات البريطانية لأجل 30 عاماً إلى 5.221 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس (آب) 1998 وأعلى بمقدار 4 نقاط أساس عن اليوم السابق. كما أدت توقعات التخفيضات الضريبية الأميركية والإنفاق المرتفع في حال فوز دونالد ترمب بالرئاسة، بالإضافة إلى التضخم المحتمل الناتج عن التعريفات التجارية الجديدة، إلى ارتفاع العائدات الأميركية، مما كان له تأثير غير مباشر على بريطانيا وألمانيا.

وتواجه ريفز مهمة صعبة في الالتزام بقواعد الموازنة بعدما أظهرت العائدات على السندات الحكومية البريطانية لأجل 30 عاماً ارتفاعاً بمقدار 2.5 نقطة مئوية عن العائدات الألمانية، وهو المستوى الذي لم يُسجل إلا في سبتمبر (أيلول) 2022 أثناء اضطرابات السوق التي تلت «الموازنة المصغرة» لرئيسة الوزراء السابقة ليز تروس.

ومن المرجح أن تجعل تكاليف الاقتراض المرتفعة من الصعب على ريفز الوفاء بقواعد الموازنة، مما قد يضطرها إلى زيادة الضرائب مجدداً بعد أن فرضت بالفعل متطلبات أعلى للمساهمات في الضمان الاجتماعي على أصحاب العمل.

وتستمر عوائد السندات الحكومية لأجل 30 عاماً في كونها أعلى بنحو 0.3 نقطة مئوية من عوائد سندات الخزانة الأميركية، وهو ما يتماشى مع متوسطها خلال العامين الماضيين وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وأعرب بعض المحللين قبل المزاد عن اعتقادهم بأن العوائد على السندات الحكومية تبدو مرتفعة جداً. وقالت شركة «أفيفا إنفسترز» إن فريقها «يفضل السندات الحكومية بناءً على الاعتقاد بأن بنك إنجلترا سيخفض أسعار الفائدة أكثر مما تتوقعه السوق في عام 2025، في ظل توقعات تضخم أضعف ونمو أضعف من المتوقع».

بدوره، أشار بنك «آر بي سي» إلى أنه لا يرى مجالاً كبيراً لارتفاع عوائد سندات الخزانة لأجل 30 عاماً في المستقبل القريب؛ حيث سيعتمد ذلك على قيام الأسواق بتعديل توقعاتها لخفض أسعار الفائدة من بنك إنجلترا هذا العام.

وأضاف: «بينما قد يحدث هذا في وقت لاحق من العام، فإننا لا نرى حالياً أدلة كافية في السوق لدعم هذه الفرضية، خاصة في ضوء حالة عدم اليقين الكبيرة الناجمة عن تنصيب ترمب المقبل».