تركيا: الحل في إدلب يجب أن يكون سياسيا

القبض على 9 من عناصر {وحدات حماية الشعب} الكردية في عفرين

TT

تركيا: الحل في إدلب يجب أن يكون سياسيا

قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، إن المبادرات التي ستحدث بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى مدينة سوتشي الروسية غدا (الاثنين) للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، «ستكون مهمة جدا».
وقال كالين: «نتطلع إلى حماية الوضع الراهن لإدلب، وحماية المدنيين، والحيلولة دون حدوث أزمة إنسانية».
وأضاف كالين، الذي ترأس أول من أمس الوفد التركي في اجتماعات ممثلي تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا حول إدلب، أن الجميع متفقون على أن الحل يجب أن يكون سياسيا وليس عسكريا.
وتابع: «الجميع متفقون بشكل عام على أن أي هجوم على إدلب ستكون له نتائج سيئة جداً، حيث ستؤدي إلى أزمة إنسانية، من خلال تدفق موجة نزوح جديدة، وتقويض العملية السياسية المتواصلة حول سوريا».
وعبر كالين عن تطلع بلاده إلى أن يبدي المجتمع الدولي والقادة إلى إبداء دعم واضح وصريح لتركيا بشكل أكبر فيما يخص معالجة مسألة إدلب.
وتعهد المتحدث باسم الرئاسة التركية بأن تقوم تركيا بما يقع على عاتقها في مسألة القضاء على المخاطر الأمنية المحتملة التي قد تنجم عن الوضع في إدلب، لكنه اعتبر أن قصف المدينة واستهداف المدنيين والمعارضة بذريعة ذلك هو أمر غير مقبول، و«كلنا ندرك عواقب ذلك».
وأشار إلى أن اجتماع إسطنبول الرباعي كشف عن أن الجميع متفقون في الرأي بشأن دعم المحادثات السياسية بخصوص الأزمة السورية في أستانة، ومسار محادثات جنيف، تحت رعاية الأمم المتحدة والمبادرات الأخرى الجارية.
ولفت كالين إلى أن المجتمعين بحثوا نوعية الخطوات التي قد تتخذ لتجنب حدوث كارثة في إدلب.
وشدد على أن المحافظة على الوضع الراهن في إدلب مهم من ناحية أمن 12 نقطة مراقبة عسكرية تركية في المحافظة التي تم تشكيلها في إطار اتفاقية أستانة، وللمحافظة على الوضع الإنساني في إدلب، لافتا إلى أن تركيا أبدت وجهة نظرها خلال الاجتماع.
وأكد كالين أهمية عزل المخاطر الأمنية التي تحدث في بعض المناطق في إدلب. ولفت إلى أن تركيا مستعدة لعمل كل ما يقع على عاتقها. وقال إن المحادثات مع الجانب الروسي على مستوى الهيئات الفنية مستمرة.
وأضاف أنهم بحثوا خلال الاجتماع، احتمال «حدوث موجة نزوح جديدة لن تكون على كاهل تركيا وحدها فقط، بل قد يفتح سلسلة من الأزمات الجديدة تمتد إلى أوروبا»، مشيرا إلى ضرورة تطوير آلية للحيلولة دون حدوث موجة هجرة جديدة من إدلب.
ويسود ترقب مع تواتر أنباء بتحضيرات يجريها النظام السوري وداعموه، بمن فيهم روسيا، لمهاجمة محافظة إدلب، آخر معاقل المعارضة، حيث يقيم نحو 4 ملايين مدني بينهم مئات الآلاف من النازحين.
ورغم إعلان إدلب منطقة خفض تصعيد في مايو (أيار) 2017 بموجب اتفاق أستانة، بين الدول الثلاث الضامنة (تركيا وروسيا وإيران)، إلا أن النظام والقوات الروسية يواصلان القصف الجوي على المنطقة بين الفينة والأخرى.
في غضون ذلك، واصل الجيش التركي إرسال تعزيزات عسكرية جديدة إلى وحداته على الحدود مع سوريا.
ووصل رتل عسكري يضم دبابات وآليات عسكرية إلى مدينة كليس (جنوب تركيا)، وسط تدابير أمنية مشددة، قبل التحاقه بالوحدات المنتشرة على الحدود أمس.
ورفع الجيش التركي، في الآونة الأخيرة، مستوى تعزيزاته في المنطقة، وسط تواتر أنباء بشأن هجوم محتمل للنظام السوري وروسيا على منطقة إدلب، شمال غربي سوريا وأطلع قادة وحدات الجيش التركي المكلفون بمهام في منطقة خفض التصعيد في إدلب رئيس هيئة الأركان التركي الجنرال يشار غولر على آخر الأوضاع في المنطقة.
وأفاد بيان لرئاسة هيئة الأركان التركية، بأن رئيس الأركان غولر، وقائد القوات البرية الجنرال أوميد دوندار، تفقدا أول من أمس، المقرات والوحدات المكلفة في عمليات درع الفرات وغصن الزيتون، في ولايات غازي عنتاب، وكليس، وهطاي جنوب تركيا. وأشار البيان إلى أن غولر اجتمع مع قادة الوحدات والأفراد فيها، حيث أطلعه القادة المكلفون بمهام في منطقة خفض التوتر في إدلب عن الأوضاع في المنطقة، وبدوره قدم توجيهاته لهم. ولفت إلى أن غولر أكد أن نضال القوات المسلحة التركية متواصل بحزم وإصرار كما كان في السابق في البر والبحر والجو وكل أنحاء البلاد، من أجل حماية حقوق تركيا ومصالحها.
في الوقت ذاته، أعلنت السلطات التركية عن تمكن استخباراتها من القبض على 9 من عناصر حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين شمال سوريا.
وقال والي هطاي (جنوب تركيا)، أردال أطا، «إن الإرهابيين ألقي القبض عليهم في بلدة راجو، شمال غربي عفرين، وجرى نقلهم إلى البلاد بهدف محاكمتهم». وأضاف أن هذه العناصر شاركت في هجوم أدى لمقتل جنديين تركيين اثنين، خلال عملية «غصن الزيتون»، مطلع العام الجاري (2018).
وتابع أن عملية النقل تمت بتنسيق بين جهازي المخابرات والدرك التركيين، من خلال عناصرهما في المنطقة.
وأشار الوالي إلى أن اعترافات للمدعو «م.ج»، وهو أحد عناصر المنظمة، قادت إلى تحديد هويات وأماكن تواجدهم. وأوضح أن «م.ج»، ألقي القبض عليه في راجو، مطلع سبتمبر (أيلول) الجاري، وتبين لاحقا أنه كان يعمل فيما يسمى «جهاز الأسايش» الأمني التابع للمنظمة منذ 2014. وتركزت مهامه في جمع المعلومات قبل وبعد انطلاق غصن الزيتون.
وقتل الجنديان التركيان المشار إليهما وهما الرقيب «محمد مراد داغي»، والملازم أول «أوغوز كاغان أوسطا»، في هجوم للوحدات الكردية في 23 يناير (كانون الثاني)، واستولى المسلحون على اختطاف جثة «أوسطا»، وعُثر عليها لاحقاً.
وفي 24 مارس (آذار) الماضي، تمكنت القوات التركية والجيش السوري الحر، في إطار عملية «غصن الزيتون»، من تطهير منطقة عفرين، من قبضة وحدات حماية الشعب بعد 64 يوما من انطلاقها.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.