أين تأكل في لندن وماذا؟

من المطبخ الإيطالي إلى اللبناني مروراً بالتركي

TT

أين تأكل في لندن وماذا؟

تعتبر العاصمة البريطانية لندن حاليا واحدة من أهم عواصم المطبخ والطعام في العالم للعدد الكبير من المطاعم الهامة التي تحتويها وتنوع هذه المطاعم الذي يعكس تنوع المدينة الإثني والأقلياتي. وقد شهدت المدينة خلال العقد الماضي ثورة في عالم الطعام الكلاسيكي والحديث وأصبحت مقرا لأهم الطباخين في العالم.
بالطبع هناك مطابخ عالمية كثيرة تنتشر في لندن وخصوصا المطابخ الآسيوية وعلى رأسها المطابخ اليابانية والهندية والبنغالية والماليزية والتايلاندية والفيتنامية ومطابخ شمال أفريقيا وعلى رأسها المطبخ المغربي والمطابخ الأوروبية والمطابخ الأنغلوساكسونية والمطابخ المتوسطية وعلى رأسها المطابخ اللبنانية والإيطالية واليونانية. وبالطبع أيضا هناك آلاف الأطباق الهامة التي يمكن تجربتها في هذا الفسيفساء الرائع من عالم الطبخ، ومن هذه الأطباق ما لا يمكن تفويت فرصة تذوقه حسب الكثير من خبراء ومحبي الطعام.
ومن هذه الأطباق:
- طبق الشكشوكة (مطعم نوبي وأوتولينغي): وهذا الطبق من الأطباق الشهيرة في الشرق الأوسط وخصوصا تركيا وشمال أفريقيا وهناك نسخ كثيرة منه، لكن الطبق الخاص بالفطور أو الغذاء يعتمد أساسا على قلي البندورة والبصل وإضافة البيض إليهما.
- طبق كاتشيو إيبيبي (جبنة وفلفل أسود) (مطعم باديلا): يقدم هذا المطعم القريب من جسر لندن عشرات من أطباق الباستا والمعكرونة الشهيرة، لكن هذا الطبق أبسطها وأطيبها، إذ لا يحتوي إلا على المعكرونة وجبنة البارمزان والفلفل الأسود المطحون.
- طبق شيش كباب غنم (مطعم ترشيش): حاز هذا المطعم التركي الخاص بالمشاوي على الكثير من الجوائز في لندن. ويقع المطعم بين محطتي وود غرين وتيرنبايك لاين للمترو في شمال لندن. تضم هذه المنطقة نخبة من المطاعم التركية الهامة في العاصمة البريطانية.
- طبق زهور الكوسا المقلية (مطعم سولت يارد): هذا المطعم من مطاعم التابس الإسبانية - الإيطالية الحديثة والهامة في لندن (قرب المايفير وأكسفورد سيركيس) وقد حاز على الكثير من الجوائز في السنوات القليلة الماضية - الطبق أيضا من الأطباق البسيطة وهو عبارة عن زهور الكوسا المحشية بالجبنة والعسل والمقلية بعمق.
- طبق شاورما القرنبيط (مطعم بربر آند كيو): يقدم هذا المطعم اللبناني القريب من محطة كينغز كروس الكثير من الأطباق اللذيذة، لكن هذا الطبق شد انتباه الخبراء وهو عبارة عن قرنبيط مشوي ومتبل ومزين بصلصة الطحينة والصنوبر وحب الرمان.
- طبق الفطر والشعير مع روزوتو الكمأة (مطعم بولين سترين سوشال): هذا المطعم من المطاعم البريطانية الحديثة والهامة في منطقة مايفير الشهيرة - ويقدم المطعم نخبة من الأطباق النباتية أو أطباق الـ«فيغان» المعروفة هذه الأيام في العاصمة البريطانية وهذا الطبق من أطيبها وأبسطها وأشهرها على الإطلاق وهو عبارة طبق الأرزية (الروزوتو) المطبوخ مع الشعير والمزين بالفطر والكمأة.
- طبق نخاع العظام على التوست مع سلطة البقدونس (مطعم سانت جون): هذا الطبق واحد من أشهر الأطباق التي يقدمها الطباخ البريطاني المعروف فيرغوس هندرسون وأكثرها كلاسيكية - ولا يزال الطبق على لائحة طعام المطعم الواقع بين منطقتي فيرنغتون والباربيكان منذ العام 1994. يتم عادة شوي قطع عظام العجل التي يبيعها سوق سميثفيلد المجاورة ويتم استخدام ما لم يبع من التوست من الفرن المجاور وتشمل السلطة البقدونس والبصل والقبار مع صلصة زيت الزيتون وعصير الحامض والملح والفلفل الأسود المطحون.
- طبق سان دانيال (مطعم سانتا ماريا): يقدم هذا المطعم الإيطالي المعروف طبق البيتزا هذا كما يفترض تقديم فيه نابولي، إذ لا يستخدم في تحضير البيتزا صلصة البندورة، فقط تعلوها الطماطم الكرزية الطيبة الطعم والجرجير ونشارة جبنة البارمزان وكمية سخية من لحم بارما المقدد - يعتبر هذا الطبق واحدا من أفضل أطباق البيتزا في لندن على الإطلاق.
- طبق أري غولد (سلسلة مطاعم باتي آند بان): هذا الطبق واحد من أشهى أطباق الهامبرغر في المدينة، ويقصده السياح من كل حدب وصوب - يقدم إلى جانب الهامبرغر سلطة خضراوات خفيفة من البازلاء والفجل والأوراق الخضراء الطازجة - ويضم الهامبرغر البندورة والبصل المقلي والجبنة الأميركية والمايونيز المدخن وحلقات البصل الأحمر المخللة.
- طبق سمك ذئب البحر (مطعم سوم سا): واحد من أهم أطباق هذا المطعم التايلاندي المعروف بالقرب من سوق سبيتفيلد قرب منطقة بريك لين التي تشتهر بمطاعمها البنغالية والهندية. تقلى السمكة عادة بالفلفل الأحمر الحار والبهارات والخضراوات المختلفة - سمكة حرة على الطريقة التايلاندية.
- طبق السلطعون (مطعم هاتونغ): طبق شهي من أطباق السلطعون (من القشرة الطرية) المقلي مع فلفل ساشوان الأحمر المجفف والبهارات المدخنة. واحد من أهم أطباق المطعم الذي يقع في الطابق الثالث والثلاثين من برج الشارد المطل على جميع أنحاء لندن.
- طبق الزيتون المقلي بعمق (مطعم ميلي أي بيري): واحد من أطباق المازة الشهيرة في إيطاليا. وعادة ما يتم حشو الزيتون الأخضر الكبير بالفلفل الحار قبل القلي، المطعم الذي يقع في منطقة سوهو المعروفة تديره عائلة إيطالية.
- طبق تشيكين كييف (مطعم غيم بيرد): هذا الطبق من الأطباق الكلاسيكية كما هو معروف لكن مطعم غيم بيرد في فندق ستانفورد في منطقة المايفير في لندن يعطيه نكهة مميزة من ناحية مذاق الثوم الذي يتم حشو الدجاج به والزبدة المطعمة بالكمأة بالإضافة إلى البطاطا المهروسة إلى جانب الدجاج.
- طبق كيد غوت ماثي كيما (مطعم جيمخانا): واحد من الأطباق الهندية الشرقية النادرة في واحد من أهم المطاعم الهندية الخاصة والتي تحوز على نجمة ميشلين في منطقة المايفير. الطبق من أطباق الكاري التي تعتمد على اللحم المفروم.
- طبق الفطور الإنجليزي (مطعم وولزلي): طبق آخر من الأطباق البريطانية الكلاسيكية اللذيذة الذي يضم البيض المقلي إلى جانب الفاصوليا بالبندورة والبيكون والفطر والنقانق والبندورة المقلية. المطعم من المطاعم الممتازة بين منطقتي المايفير والبيكاديلي.


مقالات ذات صلة

كيف أصبح البرغر رمز الولايات المتحدة الأميركية؟

مذاقات البرغر اللذيذ يعتمد على جودة نوعية اللحم (شاترستوك)

كيف أصبح البرغر رمز الولايات المتحدة الأميركية؟

البرغر ليس أميركياً بالأصل، بل تعود أصوله إلى أوروبا، وبالتحديد إلى ألمانيا.

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)

من يخول بلوغرز الطعام إدلاء ملاحظاتهم السلبية والإيجابية؟

فوضى عارمة تجتاح وسائل التواصل التي تعجّ بأشخاصٍ يدّعون المعرفة من دون أسس علمية، فيطلّون عبر الـ«تيك توك» و«إنستغرام» في منشورات إلكترونية ينتقدون أو ينصحون...

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات إبراهيم محمد حاول التكيُّف مع ارتفاع أسعار القصب الخام (الشرق الأوسط)

عصير القصب... مشروب شعبي في مصر يعاني «مرارة» الغلاء

يُعَدّ قصب السكر غنياً بالنوع الجيّد من الكربوهيدرات والبروتين والحديد والبوتاسيوم، والمواد المغذّية الأساسية الأخرى التي تجعل منه مشروب طاقة مثالياً.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
مذاقات الحواوشي حافظ على جودته وصموده بسعر مناسب لسنوات طويلة (حواوشي الرفاعي)

«الحواوشي» يتكيّف مع الغلاء في مصر

«لحمة وعليها خلطة خاصة»؛ جملة سينمائية وردت على لسان بطل فيلم «خلي الدماغ صاحي»، الفنان المصري مصطفى شعبان، مُحدثاً بها مرافقه «العفريت»

محمد عجم (القاهرة)
يوميات الشرق الشيف المصرية أميرة حسن (الشرق الأوسط)

الشيف أميرة حسن تجمع أطباق السعودية ومصر بـ«الحب»

منذ طفولتها ارتبطت شيف أميرة حسن، بالمطبخ الشرقي عامةً. فما بين مولدها ونشأتها في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى إرثها الغذائي القادم من موطن أبيها.

نادية عبد الحليم (القاهرة)

من يخول بلوغرز الطعام إدلاء ملاحظاتهم السلبية والإيجابية؟

الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)
الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)
TT

من يخول بلوغرز الطعام إدلاء ملاحظاتهم السلبية والإيجابية؟

الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)
الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)

فوضى عارمة تجتاح وسائل التواصل التي تعجّ بأشخاصٍ يدّعون المعرفة من دون أسس علمية، فيطلّون عبر الـ«تيك توك» و«إنستغرام» في منشورات إلكترونية ينتقدون أو ينصحون خلالها كأنهم امتلكوا مفاتيح المعرفة. وتطول هذه الموضوعات المجتمع والصحة والأزياء والأناقة وأساليب المكياج. ولعلّ أكثر هذه المنشورات إثارة للجدل هي الخاصة بـ«بلوغرز الطعام». فهم يسمحون لأنفسهم بإعطاء آرائهم حول مطعم وطبق ومقهى، وأي منتج يمتّ للمأكولات بصلة.

وفاء مصطفى "فود بلوغر" أثارت الجدل بآرائها حول بائعة ذرة (انستغرام)

مؤخراً أثار فيديو مصور نشرته بلوغر الطعام وفاء مصطفى، عبر حسابها على «تيك توك»، الجدل. قدّمت البلوغر عرضاً مباشراً لزيارة قامت بها لبائعة طعام على عربة في بيروت. حصلت على طلبها من صحن فيه تشكيلة من الذرة والفول والترمس. وبعد تذوقها لمحتواه لم تتوانَ عن بصق حبوب الترمس، وانتقاد عدم نضج حبوب الذرة والفول بالحامض. المشهد أثار حفيظة المتابعين وانتقدوا أسلوبها لأنه يسهم في قطع رزق البائعة. وتساءلوا عمّن يعطي الحق لوفاء وأمثالها بتصوير وانتقاد منتجات معينة من الطعام. فالأمر قد ينبع عن سابق تصميم لمحاربة هذه البائعة أو غيرها. وقد يكون انتقاداً في محلّه، ولكن لا يصحّ إيصاله بهذه الطريقة القاسية.

أمثال وفاء كثر، وأعدادهم تفوق المئات على «السوشيال ميديا». يدخلون مطعماً ما لنراهم يثنون على أطباقه وخدماته. وفي مكان آخر يشنّون حملات ضده لعدم إعجابهم بأكله.

جومانا دموس سلامة، منظمة «صالون هوريكا» للخدمات الغذائية والطعام في لبنان والعالم العربي، تبدي رأيها بهذا الموضوع لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن الفوضى تعمّ وسائل التواصل الاجتماعي وتنعكس سلباً على نواحٍ عدة.

جومانا دموس سلامة الساحة تغربل نفسها (انستغرام)

وفيما يخص موضوع بلوغرز الطعام فهو أحياناً يتجاوز قصة إبداء الرأي المنطقي ليصل إلى الأذيّة. وهو أمر غير مقبول. ولذلك على أصحاب المطاعم وكل من يعمل في مجال الأكل أن يختار الشخص المحترف والجدير بالثقة».

وتشير سلامة، في سياق حديثها، إلى أن تقاضي المال مقابل هذه الحملات، سلبية كانت أم إيجابية، تقف وراء غياب الآراء السليمة. وتتابع: «هناك مؤثرو طعام كثر بدأوا عملهم بشكل صحيح. فكانوا يتبعون قواعد معينة حول تذوقهم لطبق ما. فلاقوا شهرة واسعة ونسبة متابعين كبيرة. ثم ما لبث العنصر المادي أن أفسد مهمتهم. واليوم تمنعهم مطاعم كثيرة من دخول صالاتها».

نجد مؤثراً يدخل مطعماً معيناً، ويبدأ في التحدث عن أطباقه المميزة وهو يتذوقها بشهية مفتوحة. الأمر الذي يدفع بكثيرين إلى تقليده، فيتوجهون إلى المطعم المذكور. ولكن يتفاجأون بأن مؤثّر الطعام بالغ في تقديراته.

وعندما سئلت المؤثرة وفاء، صاحبة الفيديو الشهير، عن بائعة الذرة والقاعدة التي تتكئ عليها لإبداء رأيها. أجابت ببساطة: «على فمي والمذاق الذي أشعر به، فالأمر لا يحتاج فلسفة».

ولكن للطهاة المعروفين رأياً مناقضاً لهذه القاعدة. فتذوق الطعام وتقدير جودته وطعمه اللذيذ ليس بالأمر السهل. فهو يحتاج لخبرة طويلة ودراسات مكثفة. وكذلك إلى خلفية علمية تخوّل المتذوق التفريق بين طبق تم تحضيره بجودة ودقة أو العكس.

يقول الشيف دواش، المعروف بأطباقه المبتكرة، لـ«الشرق الأوسط»: «شهرتي التي اكتسبتها على السوشيال ميديا جاءت بناء على خبرة لمسها متابعي. فقد درست لسنوات طويلة وحصلت على شهادات عدة في عالم الطبخ حتى صرت (شيف). ولذلك على من يريد دخول هذه المهنة، أن يكون قد عمل فيها. فالخبرة مهمة في عالم الطهي. كما أن هناك قواعد أساسية للطهي يجهلها العدد الأكبر من هؤلاء المؤثرين، ما لا يجيز لهم إبداء آرائهم بالطعام لمجرد تذوقه».

ويرى الشيف دوّاش أنه هو نفسه لا يسمح لنفسه بإعطاء رأيه بطبق لغيره: «أحرص على هذا الموضوع دائماً مع أن أطباقاً كثيرة أتذوقها في مطعم ما، تكون عندي ملاحظات كثيرة عليها. فهناك طرق خاصة لطهي اللحوم والأسماك والدجاج تؤثّر على المذاق. كما أن جودة المكونات تلعب دوراً أساسياً في الموضوع. فهذه المعايير لم تلد بالصدفة، بل من رحم خبرات طويلة وشاقة يمضيها الطاهي في العلم والتجربة. ويمكنني القول إن فوارق قليلة، يمكننا أن نشعر بها في طبق معين بين مطعم وآخر. وهذا الأمر يلزمه شخص بارع في مجاله ولديه خلفية علمية. ومع الأسف غالبية (الفود بلوغرز) لا يتمتعون بها».

ولكن كيف يمكن وضع حدّ لهذه الفوضى التي يثيرها «الفود بلوغرز» على وسائل التواصل الاجتماعي؟ تردّ جومانا دمّوس سلامة: «هناك وعي عند الناس يجعلهم يكتشفون المؤثر الجيد عن غيره. فالغربلة تحدث تلقائياً، لأن المتابع المفتوح على مواقع إلكترونية عدة، أصبحت لديه القدرة الكافية لإدراك الصح والخطأ في هذا الموضوع».

أما الشيف السعودي ياسر جاد، مستشار التغذية لرئيس الهيئة الملكية لمدينة الرياض، فلديه رأيه بالموضوع. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أنا ضد هذه الظاهرة وأراها غير صحيّة. فمعظمهم يعملون مقابل أجر مادي للترويج لمطعم ما.

الشيف ياسر جاد يرى ظاهرة البلوغرز غير صحية (انستغرام)

وهذا الأمر يؤثّر مباشرة على بيزنس المطاعم والتغذية عامة. والأفضل لأصحاب المطاعم أن يصرفوا نفس المبالغ على حملات إعلانية متقنة. فهي تثمر نتائج أفضل وتكون مصدر ثقة أكبر. وللحدّ من هذه الظاهرة يجب برأيي استخدام (ريفيو سيستم) لمنظمات معترف بها عالمياً، تغيب عنها المصالح الخاصة، وتضع الأمور في نصابها ضمن منهج أكاديمي».

وفي النهاية، السؤال يطرح نفسه هنا في ظل غياب تنظيم محتوى وسائل التواصل الاجتماعي: «من يخول بلوغرز الطعام إدلاء ملاحظاتهم السلبية والإيجابية؟».