«ماك آند تشيز» طبق أميركي يكتسح الأسواق الشعبية الأوروبية

قوامها معكرونة وجبن وزبدة...

أصبحت وجبة الـ«ماك آند تشيز» من أشهر مأكولات الشوارع في أميركا وأوروبا
أصبحت وجبة الـ«ماك آند تشيز» من أشهر مأكولات الشوارع في أميركا وأوروبا
TT

«ماك آند تشيز» طبق أميركي يكتسح الأسواق الشعبية الأوروبية

أصبحت وجبة الـ«ماك آند تشيز» من أشهر مأكولات الشوارع في أميركا وأوروبا
أصبحت وجبة الـ«ماك آند تشيز» من أشهر مأكولات الشوارع في أميركا وأوروبا

هذه الوجبة متعددة الأسماء وأصلها إيطالي، لكنها وجبة انتشرت في أميركا ثم كندا ضمن مأكولات الشوارع وعادت إلى أوروبا. وهي في شمال أميركا تعرف باسم «ماك آند تشيز»، وفي بريطانيا باسم «ماكروني آند تشيز»، وفي منطقة البحر الكاريبي يعرفها الجميع هناك باسم «ماكروني باي» أي كعكة المعكرونة. وهي وجبة بسيطة تتكون من الباستا أو المعكرونة، إضافة إلى الجبن السائل والتوابل. وهي أيضاً من الوجبات السريعة التي تقدمها عربات ومنافذ أكلات الشوارع في الكثير من البلدان.
والأصل في هذه الوجبة أنها كانت تطهى في الفرن، لكنها يمكن أن تطهى على موقد غاز وتقدم ساخنة إلى المشتري. ويمكن شراء المحتويات جاهزة في عبوات من السوبرماركت وطهيها في الفرن مع إضافة الحليب أو الماء. ويعدها البعض من مكوناتها الأولية بشراء المعكرونة وسلقها وعمل صلصة البشاميل أو إضافة صلصة الجبن البيضاء مع إضافة الجبن من نوع التشيدار. ويقول البعض، إنها وجبة مريحة للأعصاب وخفيفة على المعدة.
وهي ليست من الوجبات الحديثة، حيث يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر، وذكرت في أحد أقدم كتب الطبخ الإيطالية التاريخية، واسمه «ليبر دو كوكينا». واعتمد الكتاب التاريخي على الباستا وجبن البارميسان. كما ظهرت الوجبة أيضاً في كتاب باللغة الإنجليزية في القرن الـ14 أيضاً، وفيه كانت الباستا من النوع الطازج المصنوع يدوياً مع زبد وجبن سائل.
وكانت الوجبة معروفة أيضاً في العصور الوسطى، حيث ظهرت في كتاب طبخ باللغة الإنجليزية في عام 1770 من تأليف إليزابيث رافالد. واستخدمت رافالد صلصة البشاميل وجبن الشيدار. ويتم طهي الوجبة في الفرن حتى تكتسب اللون الذهبي، ويتم رش جبن البارميزان عليها.
وأضافت وصفة أخرى لهذه الوجبة في عام 1784 ضرورة سلق المعكرونة وتصفية الماء قبل إدخالها إلى الفرن.
وبدأت هذه الوجبة تنتشر أميركياً بديلاً نباتياً لأنواع الأطعمة السريعة المتاحة في الأسواق مثل الـ«هوت دوغ» والبرغر، وأخذت شعبيتها تنتقل إلى بريطانيا وأوروبا بداية من 2010، ويمكن طلبها وحدها أو مع وجبات أخرى كوجبة فرعية.
وتذكر وثائق أميركية، أن الوجبة انتقلت إلى أميركا في نهاية القرن الثامن عشر عندما تناولها الرئيس الأميركي توماس جيفرسون في باريس، ودوّن ملاحظات عنها ثم طلب من السفير الأميركي في فرنسا ويليام شورت في عام 1793 شراء جهاز لصنع المعكرونة. وعندما لم يعمل الجهاز بطريقة صحيحة استورد جيفرسون المعكرونة وجبن البارميسان من باريس مباشرة. ويقال إن جيفرسون كان يقدمها إلى ضيوفه في الولائم الرسمية، ومنها انتشرت الوجبة إلى البيوت الأميركية.
وفي عام 1824 شرحت ماري راندولف في كتاب طبخ لها طبعته في ولاية فرجينيا، أن الوجبة تحتوي على ثلاثة مكونات رئيسية هي: المعكرونة والجبن والزبد. وتطهى الوجبة في الفرن. ثم انتشرت بعد ذلك كتب الطبخ التي تذكر هذه الوجبة وبدأت المصانع الأميركية في إنتاج المعكرونة التي أصبحت في متناول جميع الطبقات غذاءً رخيصاً. وبعد انتشار الوجبة فقدت الطبقة الثرية اهتمامها بالمعكرونة والجبن؛ لأنها أصبحت وجبة غير أرستقراطية.
واحضر المهاجرون البريطانيون الأوائل المعكرونة معهم إلى كندا، وإلى اليوم تنتشر الوجبة في كندا وتنتج شركة «كرافت» عبوات جاهزة لتحضير هذه الوجبة.
وتستخدم الآن أنواع متعددة من المعكرونة بأشكال متنوعة كما يستخدم جبن الشيدار وبدرجة أقل جبن غاودا وهافارتي وبارميسان. وأبسط وجبة تكون بوضع طبقات من المعكرونة المسلوقة والجبن مع الزبد ثم وضعها في الفرن. وأحياناً يتم رش سطح المعكرونة بجبن البارميسان أو الخبز الجاف المبشور، الذي يحفظ سيولة المكونات أثناء طهيها في الفرن.
وفي الشوارع تلجأ بعض منافذ بيع «ماك آند تشيس» إلى قلي المعكرونة والجبن معاً قبل تقديمها. وفي اسكوتلندا توضع المعكرونة والجبن على قاعدة من الخبز مثل البيتزا. وتقدم مثل هذه الوجبة مطاعم أميركية مثل «زيزي بيتزا». وهناك وجبة مماثلة تقدم في سويسرا تحتوي على المعكرونة والكريم والبصل المحمص. وتعتمد الوجبة السويسرية على جبن من نوع إيمينتال ويضاف إليها صلصة التفاح.
وتباع في محال السوبرماركت الأميركية وجبات مجمدة جاهزة التحضير من المعكرونة والجبن، أهم أنواعها «بوسطن ماركت» و«كرافت» و«ستوفر» و«ميشيلينا». وبعض هذه الأنواع متاح في الأسواق منذ ثلاثينات القرن الماضي، وكانت تباع تحت شعار «وجبة لأربعة في تسع دقائق». وانتشرت هذه الوجبات بسرعة في مرحلة الكساد العظيم في الثلاثينيات، ثم أثناء الحرب العالمية الثانية.
وتقدم أطباق «ماك آند تشيز» ساخنة ويمكن تعبئتها في أطباق ورقية تشبه علب الزبادي من منافذ بيعها في الشوارع أو تناولها في أطباق معدنية من الفرن مباشرة في الكثير من المطاعم. وتنتشر هذه الوجبات في أميركا وأوروبا وتشتهر في كل ولاية مطاعم عدة أو منافذ بيع للوجبة الساخنة. وتقدم أحياناً مع الدجاج المشوي أو البرغر بديلاً للبطاطس المقلية. وفي الولايات الجنوبية تقدم الوجبة بالإضافة إلى لحوم الباربيكيو التي تقدم في الهواء الطلق.
وهناك دليل كامل لأفضل المطاعم التي تقدم وجبات «ماك آند تشيز» في كل ولاية أميركية منها «ميت بوس» (Meat Boss) في موبايل، الباما و«جنجر» في انكوراج، ألاسكا و«راسكوني» في فينيكس، أريزونا. وفي العاصمة واشنطن يقدم مطعم «بوربون ستيك» أفضل أنواع المعكرونة بالجبن في شارع بنسلفانيا افينيو. ويمكن اختيار الوجبة من بين أنواع متعددة يقدمها «سويت دوغ» في ميامي، فلوريدا مع سندويتشات «هوت دوغ».
وفي لندن تم اختيار يوم 14 يوليو (تموز) يوماً وطنياً لوجبة «ماك آند تشيس». ومن بين أفضل منافذ بيع أكلات الشوارع في لندن في تقديم وجبة «ماك آند تشيس» توجد «آنا ماي» التي تبيع أربعة أصناف من الوجبة وتعمل من أسواق شعبية عدة في لندن. هناك أيضاً «ماك فاكتوري» الذي يقدم بدوره ثلاثة أنواع من الوجبة، ويعمل من سوق «كامدن لوك» شمالي لندن. وفي حي سوهو يمكن التوجه إلى «ميلت روم» الذي يتخصص في أطباق الجبن المشوي، ومنها «ماك آند تشيز». وعلى مقربة بضع محطات مترو أنفاق توجد سوق «بورو» يقدم منفذ فيها «هاش» أطباق «ماك آند تشيس» التي يطبخها في إناء ضخم لا يتوقف عن الطبخ طوال ساعات عمل السوق.

- أفضل طرق تحضير «ماك آند تشيز»
وفقاً لقسم الطبخ في الـ«بي بي سي»، فإن أفضل طريقة لتحضير وجبة المعكرونة بالجبن هي سلق 350 غراماً من المعكرونة في زمن يقل عن زمن طهيها بدقيقتين ثم تصفيتها. إذابة ملعقتين من الزبد في إناء آخر. إضافة قرن من الثوم المفروم وملعقة من مسحوق المسطردة الإنجليزي، وإضافة ثلاث ملاعق من الطحين. إضافة نصف لتر من اللبن بعد ضربه ليصبح مثل الصلصة وتسخين اللبن والتوابل لمدة خمس دقائق من الغليان، ثم إضافة 25 غراماً من جبن البارميزان و250 غراماً من جبن التشيدار.
تضاف المعكرونة إلى الصلصة، ثم يتم تقليبها ووضعها في إناء مناسب للفرن. رش مسحوق الخبز المجفف على سطح الجبن والصلصة البيضاء وتركها في الفرن لمدة 20 دقيقة. ويمكن تجميد الوجبة لحين الحاجة إليها ثم طهيها في الفرن لمدة 20 دقيقة. ويضاف الفلفل الأسود وبعض الملح عند تناولها.


مقالات ذات صلة

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

مذاقات «عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات الشيف البريطاني هيستون بلومنتال (الشرق الأوسط)

9 نصائح من الشيف هيستون بلومنتال لوجبة الكريسماس المثالية

تعد الخضراوات غير المطبوخة بشكل جيد والديك الرومي المحروق من أكثر كوارث عيد الميلاد المحتملة للطهاة في وقت يقومون فيه بتحضير الوجبة الأكثر أهمية في العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

المطاعم و«إنستغرام»... قصة حب غير مكتملة

ديكورات جميلة ولكن مذاق الطعام عادي (إنستغرام)
ديكورات جميلة ولكن مذاق الطعام عادي (إنستغرام)
TT

المطاعم و«إنستغرام»... قصة حب غير مكتملة

ديكورات جميلة ولكن مذاق الطعام عادي (إنستغرام)
ديكورات جميلة ولكن مذاق الطعام عادي (إنستغرام)

في الماضي، كان الناس يخرجون لتناول الطعام في مطعمهم المفضل وتذوق طبقهم الألذ فيه، أما اليوم، وفي عصر وسائل التواصل الاجتماعي وتوفر كاميرا الهواتف الذكية في كل مكان وزمان، ونشر صور الطعام على منصات رقمية على رأسها «إنستغرام» أصبحت زيارة المطعم لالتقاط الصور ومشاركتها مع العالم، دون أكلها أحياناً. ولكن هل كل ما تأكله الكاميرا قبل المعدة لذيذ كما تراه في الصورة؟

برغر سمك في "فيش إند بابلز " (إنستغرام)

هناك فئة من المطاعم التي تحمل مصطلح «إنستغرامابل» Instagrammable وتعني أنها تبدو جميلة على صفحات «إنستغرام» نظراً للتركيز على شكل الأطباق وطريقة تقديمها واستخدام الألوان فيها، بعيداً عن التركيز عن النكهة والمنتج المستخدم فيها.

وفي دراسة نشرت أخيراً على موقع رقمي متخصص بأخبار المطاعم والطعام، تبين أن تصوير مأكولات (تبدو شهية مثل الكيك وأنواع الحلوى المنمقة) قد تزيد من نكهتها قبل أكلها، والسبب قد يعود إلى أن مقولة «العين تعشق قبل القلب أحياناً» صحيحة، وذلك لأن العين هنا تقع في حب الطبق قبل تذوقه، فقط بسبب الصور التي نلتقطها.

طبق شهير نشرت صوره على وسائل التواصل الاجتماعي (إنستغرام)

في الآونة الأخيرة، وفي تغير واضح في طريقة تصرف الذواقة في المطاعم أصبح التقاط صور الطعام أمراً مبالغاً به، لدرجة أنه أصبح من الضروري الاستئذان من الجالسين على طاولتك قبل مد يدك لتناول الأكل بسبب اهتمام بعضهم بالتقاط الصور ونشرها على الإنترنت، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل كل ما تلتقطه الكاميرا وينشر على الشبكة العنكبوتية يتمتع بنكهة لذيذة توازي الشكل الجميل؟

ديكورات تلفت الانظار والمهتمين بنشر صور المطاعم (إنستغرام)

هذا السؤال يذكرني بحادثة وقعت معي، بعدما تحمست لزيارة أحد المطاعم الإيطالية في لندن، بعد رؤية العديد من المؤثرين ينشرون صوراً لثمار البحر يسيل لها اللعاب، فقررت الذهاب وتذوق تلك التحف الصالحة للأكل، وللأسف انتهى الحماس بمجرد تذوق أول لقمة من طبق الأسماك المشكلة الذي جئت حالمة بصورته وتذوقه، فالمذاق لم يكن على المستوى الذي توقعته، خاصة أن لائحة الانتظار للحصول على حجز في ذلك المطعم طويلة مما اضطرني للتكلم مع المدير المسؤول في هذا الخصوص، والاعتراض على نوعية المنتج.

صور الطعام قد تكون خادعة في بعض الاحيان (انستغرام)

الأكل في أيامنا هذه بالنسبة للأجيال الصاعدة مثل «جين زي» وجيل الألفية يعدّ نوعاً من التعبير عن المكانة الاجتماعية والمادية، فنشر صور الأكل بالنسبة لهم يتعدى مفهوم التهام الطعام والتمتع بمذاقه، وإنما يكون نوعاً من المفاخرة والتباهي في أوساط مجتمعاتهم ومعارفهم.

فالطعام نوعان؛ الأول يركز على المذاق والنكهة، أما الثاني فيعتمد على التصميم الخارجي، تماماً مثل ما حصل مع دوناتس قوز القزح، أقراص الحلوى التي غزت الإنترنت وشبكة التواصل الاجتماعي، وسميت بـRainbow Food Craze فكل من تذوق هذه الحلوى بوصفة الدونات المعدلة والمبتكرة قال إن النوع التقليدي يتمتع بمذاق ألذ بكثير.

تاباس أسماك (إنستغرام)

هناك عدد من المطاعم حول العالم التي تشتهر بتقديم أطباق جميلة وجذابة بصرياً على «إنستغرام»، لكنها ليست بالضرورة لذيذة. غالباً ما يكون الهدف من هذه المطاعم هو جذب الانتباه من خلال الإبداع في العرض وتنسيق الألوان والتفاصيل الجمالية، ولكن عند تذوق الطعام قد يكون الطعم عادياً أو غير مميز.

فيما يلي بعض الأمثلة التي تُذكر عادة في هذا السياق، مثل مطعم «ذا أفو شو» في أمستردام المعروف بتقديم يعتمد بشكل كامل على الأفوكادو بطريقة مبهرة وجميلة، إنما هناك بعض الآراء التي تشير إلى أن الطعم لا يرقى إلى مستوى العرض البصري.

صور الطعام قد تكون خادعة في بعض الاحيان (انستغرام)cut out

أما مطعم «سكيتش» في لندن ويعدّ من المطاعم ذائعة الصيت والمميز بديكوراته الجميلة وألوانه الزاهية، فهناك آراء كثيرة حول مذاق أطباقه الذي لا يكون على قدر التوقعات العالية التي يولدها المظهر الفاخر.

ومطعم «شوغر فاكتوري» في الولايات المتحدة الذي يملك فروعاً كثيرة، وشهير بحلوياته ومشروباته المزينة بألوان مشرقة على «إنستغرام»، إلا أن الكثير من الزبائن يصفونه بأنه مجرد «سكر على شكل جميل»، ولا يقدم شيئاً مميزاً من حيث المذاق.

«إيل أند أن كافيه» في لندن، وهو غني عن التعريف، خاصة أنه من أكثر المطاعم التي تنشر صورها على «إنستغرام»، ومن بين أول المطاعم التي استخدمت أسلوب الديكور الذي يعتمد على الورود، فهناك من يعتقد أن أكله ليس جيداً على عكس الصور التي تنشر هنا وهناك.

برغر سمك في "فيش إند بابلز " (إنستغرام)cut out

«فيش أند بابلز» Fish & Bubbles الواقع في نوتينغ هيل بلندن، من المطاعم الإيطالية التي انتشرت بسرعة البرق على وسائل التواصل الاجتماعي، والصور والفيديوهات التي نشرها المؤثرون جرّت الكثير للذهاب إلى المطعم وتذوق ثمار البحر كما رأوها في الصور، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك؛ لأن المذاق أقل من عادي والأسماك ليست طازجة، ومن زار هذا المكان فلن يزوره مرة ثانية.

ولمحبي البرغر فقد أغرتهم الصور في مطعم «بلاك تاب كرافت برغرز» في نيويورك بعد الشهرة التي حصل عليها على «إنستغرام»، إلا أن الكثير من الزبائن يجدون أن النكهات عادية، ولا تتناسب مع الشهرة التي حصل عليها على الإنترنت. ولا يتفق الكثير من الذين زاروا «سيريال كيلار كافيه» Celear Killer Café في كامدن تاون بلندن، الذي يقدم حبوب الإفطار بألوان زاهية وتنسيقات مبتكرة تجعلها مثالية للصور، أن الطعم يوازي روعة الصور، مما عرّض المقهى للكثير من الانتقادات، خاصة أنه ليس رخيصاً.

لائحة أسماء المطاعم التي تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي لتسويق أطباقها التي لا ترتقي للجودة المطلوبة لا تنتهي، والسبب وفي عصرنا هذا هو التسويق البصري والجذب السريع للزبائن، حيث يعتمد هذا النوع من التسويق بشكل كبير على الصور والفيديوهات القصيرة، خاصة على منصات مثل «إنستغرام» و«تيك توك». الأشخاص يتأثرون بالصور الجميلة والجذابة أكثر من أي شيء آخر. لذلك، عندما تكون الأطباق مصممة بشكل جميل ومبهج، يسارع الناس إلى تصويرها ونشرها، مما يوفVر للمطعم تسويقاً مجانياً وانتشاراً واسعاً.V

الكثير من الزبائن في يومنا هذا يسعون إلى أماكن مثالية لتصوير أطباقهم ومشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي. بعض المطاعم تلبي هذا الاحتياج عبر تقديم أطباق مبهجة بصرياً، مما يجعل المطعم وجهة مفضلة رغم أن الطعم قد يكون عادياً.

في السنوات الأخيرة، بدأ الطعام يُعامل بوصفه نوعاً من الفنون البصرية. فهناك اتجاه كبير نحو تقديم الطعام بطريقة إبداعية وفنية، مما يجعل من الصعب أحياناً التوفيق بين الطعم والتصميم. فالبعض يرى أن تصميم الطبق الجميل يستهلك جهداً كبيراً قد يطغى على الاهتمام بالتفاصيل المتعلقة بالطعم.

ولكن، وفي النهاية، لا يصح إلا الصحيح، ويبقى هذا النوع من المطاعم التي تهتم بالشكل والديكور وطريقة تقديم الأطباق لتشد الكاميرا وتتحول إلى صور يتهافت عليها الزبائن حالة خاصة؛ لأنها ستكون مؤقتة وستجذب الزبون مرة واحدة على عكس المطاعم التي تعتمد على جودة المنتج ونوعية الطعام وطعمه. كما أنه لا يجوز وضع المسؤولية كاملة على كاهل المطاعم إنما يتحمل أيضاً الزبون وبعض المؤثرين المسؤولية في تضليل الرأي العام، والتسويق لمطعم لا يستحق الشهرة والانتشار.