الأردن يعرض «اعترافات خطيرة» لخلية الفحيص الإرهابية

اعتنقوا فكر «داعش» وقاموا بصناعة 55 كلغم من المتفجرات

موقع اعتقال عناصر « داعش» في مدينة السلط (رويترز)
موقع اعتقال عناصر « داعش» في مدينة السلط (رويترز)
TT

الأردن يعرض «اعترافات خطيرة» لخلية الفحيص الإرهابية

موقع اعتقال عناصر « داعش» في مدينة السلط (رويترز)
موقع اعتقال عناصر « داعش» في مدينة السلط (رويترز)

كشفت دائرة المخابرات الأردنية تفاصيل مخطط خلية الفحيص الإرهابية واعترافات عناصرها الذين ألقي القبض عليهم، إثر مداهمة أمنية مشتركة، لوكرهم في مدينة السلط 27 كلم غرب العاصمة عمان. وأوضحت التحقيقات التي بثها التلفزيون الأردني، مساء أول من أمس، أن الخلية كانت تعتزم تنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية في عدد من المناطق الأردنية بعد تنفيذهم لعملية الفحيص الإرهابية مباشرة التي راح ضحيتها أحد أفراد قوات الدرك وستة جرحى.
وبيَّنَت دائرة المخابرات العامة الأردنية أن الخلية الإرهابية كانت تستهدف مراكز ودوريات أمنية ومدنيين، إلا أن سرعة الكشف عن عناصرها من قبل دائرة المخابرات وتعاون القوات المسلحة والأجهزة الأمنية معها حال دون ذلك.
وأشارت التحقيقات إلى أن عناصر الخلية هم ممن اعتنقوا حديثاً الفكر المتطرف الذي تروج له عصابة «داعش» الإرهابية.
وقالت دائرة المخابرات العامة، إن عناصر الخلية الإرهابية أردنيو الجنسية، وهم: أحمد هاشم رضوان النسور مواليد 1986 يحمل دبلوم هندسة مدنية ويعمل في مكتب لاستقدام العاملات (معتقل)، ومحمود نايف موسى الحياري 1986 من مواليد يحمل دبلوم هندسة ميكانيك، ويعمل بإحدى الكسارات في السلط (معتقل)، ومحمود هاشم رضوان النسور 1991 يحمل بكالوريوس إرشاد نفسي، ويعمل معلماً في مدرسة (معتقل)، ومنذر محمود نمور القاضي 1986 يحمل دبلوم ميكانيك من كلية البوليتكنيك ويعمل في مكتب استقدام العاملات (معتقل)، وأنس أنور عادل صالح 1990 يحمل بكالوريوس حاسوب، ويعمل في محل تصوير (معتقل)، بالإضافة إلى أحمد محمد عودة مواليد 1989 يحمل بكالوريوس نظم معلومات إدارية، ويعمل في المنظمة النرويجية لإغاثة اللاجئين السوريين، وقد قُتِل خلال المداهمة الأمنية، وضياء محمد عبد الفواعير مواليد 1986 ويعمل خادم مسجد، وقُتِل أيضاً خلال المداهمة الأمنية.
وقال المعتقل محمود الحياري إن «علاقتي بضياء الفاعوري وأحمد النسور بدأت منذ أيام الدراسة الابتدائية، وبعد المرحلة الدراسية استمرت علاقتنا وكنا غير ملتزمين دينياً وندخن مادة (الحشيش)، وأذكر أن ضياء كان متورطاً بسرقة بنك».
وتابع: «بعد ذلك بدأنا بحضور إصدارات إسلامية، ومن خلال هذه الإصدارات تعمِّقنا بفكر (داعش)». وأضاف: «قررنا تشكيل خلية مكونة مني وضياء الفاعوري، وأحمد النسور، وأحمد عودة»، وقال إن خطابات «داعش» حثتهم على المبادرة والهجوم «حتى لو ترمي عليهم حجر أنت هيك بتغضبهم».
وقال: «كان أول أهدافنا مخابرات البلقاء واستخبارات البلقاء ومبنى محافظة البلقاء ودورية في السلط ودورية في الزرقاء ودورية في جرش». وأضاف: «سمعنا خطاباً لمحمد العدناني، قال فيه إن التفخيخ أنكأ وأوجع وحثَّ على التفخيخ، وكنا نسمع لهؤلاء على أنهم أمراء ونطيعهم، علينا السمع والطاعة نستجيب لكل ما يصدر منهم».
وتابع: «قمنا بتغيير استراتيجيتنا نعتمد فيها على السلاح والمهاجمة عن طريق المفخخات والعبوات الناسفة، وكذلك تعلمنا طريقة صناعة العبوات اللاصقة». وقال: «قمنا بصناعة نحو 55 كيلوغراماً من المتفجرات الجاهزة».
وأضاف: «طلبتُ من أحد العناصر تركيب ماتور كبير لتستطيع الطائرة التي طلبت منه صناعتها نقل نحو 10 كيلوغرامات متفجرات واستهداف مواقع عسكرية، وكانت لنا أول عملية هي عملية الفحيص واستهدفنا فيها دوريات الأمن في الفحيص، لأنها تحمي أناساً بالنسبة لـ(داعش) كفاراً ومرتدين، واستهدافهم مباشرة ووضعنا خطة وكنا وضعناها من قبل والتنقل بعمليات أخرى».
المعتقل أنس أنور عادل صالح قال: «أراني أحد العناصر كيف يتم صناعة المتفجرات، وكان قد صنع أكثر من عبوة متفجرة، وقال لي أريد أن أفجر بها الأجهزة الأمنية، وطلب مني مبلغ ألفي دينار لتمويل العملية ودبرت له المبلغ».
من جانبه قال المعتقل محمود هاشم النسور في اعترافاته: «كنت أتعاطى مادة (الحشيش)، وبعدها أقنعني أخي أحمد أن أبتعد عن التعاطي وأتشدَّد معهم دينياً، وبدأنا نتحدث في موضوعات دينية»، ومن خلال جلساتي مع أخي أحمد أقنعني بفكر الدولة الإسلامية (عصابة داعش الإرهابية)».
وأضاف: «بدأنا بشراء الأسلحة العادية والأوتوماتيكية مع ذخائرها وقمنا بتعيين بعض النقاط الثابتة للدوريات الأمنية في السلط والزرقاء وجرش».
من جانبه، قال المعتقل أنس أنور عادل صالح: «كنا نحضر إصدارات (الدولة الإسلامية) واستمرّ هذا الأمر فترة طويلة، التي كانت تنادي بالتكفير ووجوب القيام بالعمليات وقتال (الكفار)».
وتابع أنه «بعد أن تم تحديد المواقع المستهدفة بدأنا بصنع المواد المتفجرة والعبوات الناسفة، وشراء المواد الأولية لعمل العبوات، وأخذنا هذه المواد على مدينة السلط منطقة الميسا. وأجرينا تجربة قنبلة ونجحت».
وقال المعتقل منذر القاضي إنه «بعد انضمامي للخلية تبين لي أنهم موالون ومبايعون لأحمد النسور كأمير لهم، وولاؤهم بالطاعة ومؤيدون لـ(داعش) وتكفير الحاكم والأجهزة الأمنية وعموم الناس».
وأضاف: «كلفني أحمد النسور في إحدى الجلسات بعمل كاتم صوت لـ(كلاشنيكوف) لاستهداف دورية أمن بين عمان والسلط، وكُلفتُ بصناعة هيكل طائرة مزودة بمحركات كهربائية حتى يتم التحكم بها عن بعد».


مقالات ذات صلة

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

شؤون إقليمية مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

أعلنت تركيا تطهير مناطق في شمال العراق من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وأكدت أن علاقاتها بالعراق تحسنت في الآونة الأخيرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الحليف الأقرب لإردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

حليف إردوغان يؤكد دعوة أوجلان للبرلمان ويتخلى عن إطلاق سراحه

زاد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الجدل المثار حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان وإعلان حل الحزب وانتهاء الإرهاب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: حملة تفتيشات جديدة بحثاً عن إرهابيين سابقين في «الجيش الأحمر»

تُعد جماعة «الجيش الأحمر»، التي تأسست في عام 1970، إحدى أبرز الجماعات اليسارية بألمانيا الغربية السابقة في فترة ما بعد الحرب حيث تم تصنيفها هناك جماعة إرهابية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شمال افريقيا عناصر الشرطة الألمانية في حملة مداهمات سابقة (غيتي)

ألمانيا تحيل 4 يُشتبه بانتمائهم لـ«حماس» للمحاكمة بتهمة جمع أسلحة

مكتب المدعي العام الاتحادي في ألمانيا: «(حماس) نظمت عمليات تخبئة أسلحة في دول أوروبية مختلفة لتنفيذ هجمات محتملة ضد مؤسسات يهودية وغربية في أوروبا».

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.