مصر تدحض شائعات أثارت غضباً في الشارع

TT

مصر تدحض شائعات أثارت غضباً في الشارع

في تحرك مصري رسمي للرد على إشاعات ترددت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت غضباً وبلبلة في الشارع، نفت الحكومة أمس، اعتزامها حذف مواطنين من البطاقات التموينية، وخصخصة هيئة السكك الحديدية، وإلغاء اشتراكات مترو الأنفاق المخفضة للطلبة. بينما نبه الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، خلال لقائه أئمة مساجد القاهرة أمس، بضرورة محاربة الإشاعات وتصحيحها والعمل على عقد ندوات توعوية للمواطنين، والحس على نبذ العنف ونشر السلام، وتوعية المواطنين بما يحاك ضد مصر من مؤامرات تستهدف سقوط الدولة. وبدا لافتاً مؤخراً انتشار أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع إعلامية بعضها ينتمي إلى جماعة «الإخوان»، التي تعتبرها الحكومة تنظيماً إرهابياً، تتعلق بأوضاع المواطن المعيشية؛ لكن سرعان ما يتم نفيها رسمياً ويتبين عدم صحتها. وحول إشاعة اتجاه الحكومة إلى خصخصة مرفق السكك الحديدية، أكدت وزارة النقل أن «تلك الأنباء غير صحيحة على الإطلاق، وأنه لا خصخصة لمرفق السكك الحديدية الذي يعد ملكاً للدولة». وأشارت وزارة النقل إلى أن دور القطاع الخاص يتلخص فقط في كونه سيدخل شريكاً في عملية تطوير هذا المرفق دون نقل ملكيته أو تبعيته للقطاع الخاص.
وأضافت الوزارة أن إشراك القطاع الخاص جاء بهدف تحسين الخدمات ورفع كفاءة هذا المرفق المهم والحيوي الذي يخدم نحو 350 مليون راكب سنوياً، مؤكدة سعي الوزارة خلال الفترة الحالية لتحقيق نهضة كبيرة في هذا القطاع، من خلال وضع خطة تطوير شامل له، سواء في قطاعات البنية التحتية وكهربة الإشارات أو الوحدات المتحركة والصيانة التي تتم للخدمة. كما أكدت وزارة النقل أيضاً عدم وجود أي زيادات في أسعار اشتراكات طلاب الجامعات والمعاهد والمدارس بمترو أنفاق القاهرة مراعاة للبعد الاجتماعي، وتيسيراً على الطلاب وأولياء الأمور، وعدم تحميلهم أي أعباء إضافية. وجاءت الإشاعات المتعلقة بمترو الأنفاق بعد أيام من إلغاء الخصومات على أسعار التذاكر لفئات الصحافيين والشرطة والعسكريين. وقالت وزارة النقل أمس إنه «لن يتم إلغاء خصم تذاكر ذوي الاحتياجات الخاصة». ويشار إلى أن مترو أنفاق القاهرة، هو الوسيلة الشعبية الأولى لتنقل المصريين، على الرغم مما يشهده من زحام في عرباته؛ لكنه لا يزال أسرع وأسهل وسيلة مواصلات بعيداً عن زحام المرور في ميادين القاهرة وضواحيها فوق الأرض.
يذكر أن مصر قد رفعت أسعار تذاكر مترو الأنفاق في مايو (أيار) الماضي، بما يصل إلى 250 في المائة، وهي الزيادة الثانية في أسعار تذاكر المترو في أقل من عام، وأثار ذلك موجة من الغضب لدى المصريين الذين يعانون بالفعل من ارتفاع تكاليف المعيشة.
وحذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في وقت سابق من تعرض بلاده لما اعتبره «خطراً حقيقياً يسعى إلى تدمير الدولة من الداخل»، عبر «نشر إشاعات تستهدف فقد الأمل، والإحساس بالإحباط، وتحريك الناس للتدمير»، كاشفاً في وقت سابق عن رصد 21 ألف إشاعة في ثلاثة أشهر فقط.
وأكدت وزارة التموين والتجارة الداخلية أمس، أنه لا نية لحذف مواطنين من البطاقات التموينية خلال المرحلة الحالية بسبب الدخل المرتفع، مشيرة إلى أن كل ما يتم الآن هو حذف الأفراد المتوفين والمسافرين والأسماء المكررة على أكثر من بطاقة تموينية، نظراً لعدم الفصل الاجتماعي.
مضيفة أنه قد تم مد فترة تحديث بيانات بطاقات التموين، وأن الوزارة تسعى لضبط ما لديها من بيانات، ويجب على المواطنين القيام بتحديث بياناتهم على الموقع الرسمي لوزارة التموين حتى 8 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ولن يكون متاحا بعد هذا التاريخ تعديل البيانات، ويحق للوزارة عندئذ اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المواطن صاحب البيانات الخاطئة، ومن بينها حذفه، ومن لديه صعوبة في تصحيح بياناته عبر الإنترنت فعليه التوجه إلى مكتب التموين لإتمام الإجراءات.
ونفت وزارة قطاع الأعمال العام ما تردد من أنباء تفيد بتوجه الحكومة إلى تصفية شركة «الحديد والصلب» التابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية بسبب ارتفاع خسائرها، مشيرة إلى أن الشركة تعمل بشكل طبيعي وكالمعتاد، وأن ما يتم حالياً هو العمل على تطوير الشركة لرفع كفاءتها ومعدل إنتاجيتها وفق دراسات جدوى متخصصة.
وفي سياق متصل، يترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم (السبت) الاجتماع الأول لمجلس المحافظين، بعد تشكيل الحكومة الجديدة، وذلك بحضور عدد من الوزراء. ومن المقرر أن يناقش المجلس كثيرا من الموضوعات المهمة، وعلى رأسها تكليفات الرئيس السيسي للمحافظين عقب أداء اليمين الدستورية... كما سيتم بحث منظومة النظافة الجديدة بمحافظات مصر.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».