سوبرمان ممنوع من الطيران حتى إشعار آخر

لا معلّق ولا مطلّق في المستقبل المنظور

هنري كافيل قد يغادر «سوبرمان»...و«سوبرغيرل» قد ترثه
هنري كافيل قد يغادر «سوبرمان»...و«سوبرغيرل» قد ترثه
TT

سوبرمان ممنوع من الطيران حتى إشعار آخر

هنري كافيل قد يغادر «سوبرمان»...و«سوبرغيرل» قد ترثه
هنري كافيل قد يغادر «سوبرمان»...و«سوبرغيرل» قد ترثه

تتردد شركة وورنر في إنجاز فيلم جديد من بطولة شخصية سوبرمان الشهيرة. تتردد كذلك في إسناد بطولة الفيلم إلى الممثل هنري كافيل الذي أنجز فيلمين من السلسلة آخرهما «باتمان ضد سوبرمان» قبل سنتين. تقول بأن كافيل ممثل «محترم» و«نحن نقدره» ولكن (وهناك دائماً لكن) «لا ننوي الآن تحقيق سوبرمان آخر عما قريب».
لن تغيب الشخصية تماماً. كانت ظهرت في عداد «فريق العدالة» (Justice League) لجانب شخصية باتمان (أداها بن أفلك) وشخصية وورندر وومان (غال غادوت) و«أكوا مان» (جاسون موموا). لكن احتمال أن تنجز وورنر عملاً قائماً بذاته حول شخصية سوبرمان بعيد الاحتمال حالياً وأن يكون من بطولة هنري كافيل احتمال أبعد.
- رؤوس متعددة
خطط وورنر، مالكة حقوق الشخصية لجانب شركة DC Entertainment، هي السباحة في تيار سينما البطولات النسائية القوية. ولديها من الخطط في هذا الاتجاه وتريد تفعيلها قبل أن يجف الإقبال على هذه النوع حينما تتكاثر أفلامه.
في هذا الصدد تقوم حالياً بالإعداد لإنتاج معالجة جديدة لشخصية «سوبرغيرل» (ظهر الفيلم الأول لها سنة 1984 مع هيلين سلاتر في البطولة) وتتقدم في سبيل إعداد جزء جديد من «ووندروومان» على أن يطرح للتوزيع في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019. وهذا التحديث طرأ بعدما تسلم أحد إدارييها، واسمه وولتر حمادة، مسؤولية الإشراف على تطوير مشاريع وورنر - دي سي لكي تقف في مواجهة الانتشار الأنجح لأفلام وشخصيات الشركة المنافسة مارڤل (Marvel Pictures).
النجاح الذي تتوخاه وورنر - دي سي كان جزئياً وليس كاملاً رغم ارتفاع إيرادات فيلمي سوبرمان الأخيرين. صحيح أن «رجل من فولاذ» (2013) جمع 668 مليون دولار حول العالم لكنه تكلف نحو 225 مليون دولار لصنعه وأكثر من 100 مليون دولار لترويجه وهناك الحصص المخلفة ما يعني أنه بالكاد أنجز ربحاً فعلياً.
الفيلم الثاني في سلسلة سوبرمان الحديثة، «باتمان ضد سوبرمان» تجاوزت إيراداته العالمية 800 مليون دولار، لكن كلفته الإجمالية وصلت إلى نحو نصف هذا المبلغ. المشكلة هي متعددة الرؤوس وفي مقدّمتها أن مخرج هذين الفيلمين، زاك سنايدر، منح «رجل الفولاذ» و«باتمان ضد سوبرمان» معالجة متجهمة وثقيلة في الوقت الذي كانت فيه الأفلام الأخرى (مثل «ايرون مان» و«كابتن أميركا» ومشتقاتها التي تزخر بها الشركات المنافسة) تجنح إلى الخفة وتركز على الجمهور الشاب الهاوي للمزج بين المغامرة والمعضلات الشخصية بأسلوب لا يخلو من الطرافة والخفة.
من تلك المشاكل التي تواجه وورنر هي أن الممثل البريطاني هنري كافيل، الذي وُلد سينمائياً قبل سنوات ليست بعيدة، لا يفرز كاريزما كافية. تميز بالقامة وبعض الوسامة واستجاب لكل التوجيهات وأنجز المطلوب منه لكنه بقي صورة غير محققة لشخصية ذلك الآتي من الفضاء لينقذ أهل الأرض من كوارث بشرية.
أفلام اليوم لا تستطيع أن تعود إلى الماضي لكي تستوحي منه كيف تعاملت هوليوود مع شخصياتها البطولية ومن بينها شخصية سوبرمان. لكن الحق يُقال بأنها ليست شخصية سهلة فمن ناحية هي بلورة ميتافيزيقية لما يتمناه الرجل من قوى خارقة تلتقي ومفهوم حاجة الإنسان إلى مخلص من العالم البعيد، ومن ناحية أخرى هي شخصية لا يمكن أن تبقى خفيفة أكثر من اللازم ولا أن تصبح ثقيلة ما يحد من قبولها.
- مصائر مختلفة
الممثلون الذي قاموا ببطولة هذه الشخصية متعددون أولهم كان كيرك ألين سنة 1948 وكان فحوى ذلك الفيلم مستخلصا من الشخصية التي كانت ظهرت على صفحات مجلات الكوميكس قبل عشر سنوات لأول مرّة.
الفيلم الذي ظهر فيه ألين لاعباً سوبرمان كان مسلسلاً من خمس عشرة حلقة (كل منها نحو ربع ساعة) من تلك المسلسلات التي كانت تعرض قبل الفيلم الرئيسي. مثل مسلسلاً آخر (عنوانه «رجل الذرة ضد سوبرمان») سنة 1950 ثم سقط في التنميط بعد ذلك قبل أن يُـنسى ويُعاد اكتشافه في نسخة المخرج رتشارد دونر من «سوبرمان: الفيلم» سنة 1978.
جورج ريفز لعب الفيلم المتواصل الأول سنة 1951 وعنوانه «سوبرمان والجواسيس» ومنه دلف إلى تمثيل الدور ذاته طوال 104 حلقات تلفزيونية حتى العام 1958 أي قبل عام من وفاته (قيل بأنه حاول الطيران من نافذة غرفته فعلاً). هناك ممثل ظهر مرة واحدة اسمه ديفيد ولسون وذلك في فيلم لم يستحق أن يُذكر بعد عروضه الأولى هو «هو طائر، هو طائرة، هو سوبرمان» (العبارة التي زيّـنت الأعداد المطبوعة من مجلات الكوميكس).
بعد هذه التجارب انقطاع طويل إلى أن تصدى الممثل كريستوفر ريف للدور في فيلم رتشارد دونر «سوبرمان: الفيلم» (Superman‪:‬ The Movie) الذي كان أنجح أفلام الشخصية حتى عام إنتاجه (1978).
ما أضافه ريف على الشخصية مما لم يكن متوفراً في سواها، قدر من النعومة والمشاعر الإنسانية الطبيعية. نعم كان لا يزال «سوبر هيرو» لا يشق له غُـبار لكنه كان أيضاً خفيف الظل وقريبا من القلب سواء ارتدى ذلك اللباس الأزرق أو عمد إلى إخفاء شخصيته بتمثيل دور المصوّر الصحافي المتعثر. تبعاً لهذا النجاح قام ريف بأداء الدور ذاته ثلاث مرات لاحقة: تحت إدارة رتشارد لستر في «سوبرمان 2» و«سوبرمان 3» ثم - وللأسف - تحت إدارة سيدني ج. فيوري في جزء رابع سنة 1987 قامت شركة كانون بإنتاجه بأرخص سعر ممكن فقضت لا على الفيلم وحده بل على مستقبله لسنوات كثيرة لاحقة.
توقف طيران سوبرمان (وطار سواه) حتى العام 2013 مع «رجل من فولاذ» و«باتمان ضد سوبرمان» كما ذكرنا.
تلك الأفلام الثلاثة التي حققها رتشارد دونر ورتشارد لستر هي الأفضل بين كل ما تم تحقيقه من أفلام سوبرمان قبلها وبعدها. وكريستوفر ريف، الذي انتهى مقعداً بحادثة خلال تصوير فيلم لاحق لا ينتمي إلى السلسلة أو الشخصية، كان أفضل ممثل لعب هذا الدور حتى اليوم.


مقالات ذات صلة

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم في شخصية المغنّي العالمي شارل أزنافور (باتيه فيلم)

«السيّد أزنافور»... تحيّة موفّقة إلى عملاق الأغنية الفرنسية بأيادٍ عربية

ينطلق عرض فيلم «السيّد أزنافور» خلال هذا الشهر في الصالات العربية. ويسرد العمل سيرة الفنان الأرمني الفرنسي شارل أزنافور، من عثرات البدايات إلى الأمجاد التي تلت.

كريستين حبيب (بيروت)

نجم بوليوود عامر خان يصرف النظر عن الاعتزال ويواصل التمثيل والإنتاج

نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
TT

نجم بوليوود عامر خان يصرف النظر عن الاعتزال ويواصل التمثيل والإنتاج

نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)

خطرت فكرة اعتزال السينما في بال نجم بوليوود، عامر خان، في خضمّ فترة التأمل التي أمضاها خلال جائحة كوفيد-19، لكنّ الممثل والمنتج الهندي بدّل رأيه مذّاك ويعتزم مواصلة مسيرته المهنية الغنية التي بدأت في سبعينات القرن العشرين.

وقال خان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، خلال مقابلة أجرتها معه في لندن، إنه مرّ قبل بضع سنوات بمرحلة إعادة نظر ذاتية.

وأضاف: «كان ذلك خلال أزمة كوفيد، وكنت أفكر في كثير من الأمور، وأدركت أنني قضيت حياتي بأكملها في عالم السينما السحري هذا منذ أن أصبحت بالغاً».

وتولى عامر خان بطولة عدد كبير من الأفلام التي حققت نجاحاً تجارياً واسعاً في بلده، ومنها «3 بلهاء» و«دانغال»، و«نجوم على الأرض»، كما اشتهر عامر خان بإنتاج وبطولة فيلم «لاغان Lagaan» الذي كان بين الأعمال المرشحة لجائزة الأوسكار للأفلام الأجنبية عام 2002.

وتابع خان الذي بدأت مسيرته التمثيلية منذ الطفولة في السبعينات، وأصبح لاسمه ارتباط وثيق ببوليوود: «لقد أدركت أنني لم أعطِ حياتي الشخصية الأهمية التي كنت أرغب فيها».

وزاد: «واجهتُ صعوبة في التغلب على الشعور بأنني أهدرت الكثير من الوقت، وكنت أشعر بالكثير من الذنب... كان رد فعلي الأول القول إنني اكتفيت من السينما».

لكنّ عائلته، وخصوصاً ابنه وابنته، أقنعته بالعدول عن الاعتزال. وقال: «في رأسي كنت أقول سأتوقف. ثم لم أفعل ذلك».

والآن، مع اقتراب عيد ميلاده الستين في مارس (آذار)، يريد عامر خان، الذي يعيش في مومباي، «مواصلة التمثيل والإنتاج لبعض الوقت».

«أحب أن أفاجئ جمهوري»

ويعتزم النجم الهندي أيضاً جعل شركته للإنتاج «عامر خان بروداكشنز» منصة «لتشجيع المواهب الجديدة التي تكون أحاسيسها قريبة» من أحساسيسه و«تريد أن تروي القصص» التي تهمه.

ومن ذلك مثلاً فيلم «لاباتا ليديز» Laapataa Ladies الكوميدي عن شابتين من منطقة ريفية في الهند، يطرح موضوع الزواج ووضع المرأة في بلده، وقد شارك في إنتاجه مع زوجته السابقة كيران راو، وحضر أخيراً إلى لندن للترويج له.

ويتناول عدد من أفلام عامر خان قضايا اجتماعية، مثل حقوق المرأة في المناطق الريفية، أو الصناعة الرياضية، أو الضغط المفرط في التعليم العالي أو حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

لكن خان يرفض أن يحبس نفسه في نوع واحد فقط من الأفلام أو الأدوار، وقال في هذا الصدد: «أحب التنويع والتطرق إلى قصص مختلفة. أحب أن أفاجئ نفسي وجمهوري».

ولم يتردد النجم البوليوودي في انتقاد نفسه أيضاً، مشيراً إلى أنه «غير راضٍ» عن أدائه في فيلم «لا سينغ شادا» Laal Singh Chaddha الهندي المقتبس من فيلم «فورست غامب» تم إنتاجه عام 2022، لكنه لم يحظَ بالاستحسان المألوف الذي تُقابَل به أعماله.

وأما في «أن يكون هذا الفيلم أفضل»، في إشارة إلى عمله الجديد «سيتار زامين بار» Sitaare Zameen Par الذي يُطرَح قريباً.

ورغم فوزه بالعشرات من الجوائز السينمائية في الهند بالإضافة إلى ثالث أعلى وسام مدني في بلده، فإن عامر خان يحرص على تقويم كل فيلم من أفلامه.

وشدّد على أن «إخراج فيلم أمر بالغ الصعوبة». وقال: «عندما أنظر إلى الفيلم الذي أخرجناه، ثم إلى السيناريو الذي كتبناه، أتساءل هل حقق الفيلم الأهداف التي حددناها».

وأضاف: «إذا وصلنا إلى ما أردناه، وصنعنا الفيلم الذي أردناه، فيشكّل ذلك ارتياحاً كبيراً».