تصاعدت أزمة داخلية في حزب «الوفد» المصري بين النائب البرلماني عن الحزب محمد فؤاد، ورئيس الحزب والنائب البرلماني بهاء أبو شقة، وذلك بعد يومين من قرار الأخير إيقاف نائبه بمجلس النواب، كما أعلن أيضاً عن فصله تماماً من جميع تشكيلات ومستويات الحزب، مؤكداً عزمه إخطار البرلمان بقرار الفصل، الأمر الذي يشي بإمكانية فصله من عضوية المجلس إذا ما قررت الجلسة العامة للبرلمان قبول القرار.
ولم تتوقف فصول مشكلة الحزب، الذي يعد الأقدم في مصر، عند حدود فصل النائب، بل تفاقمت أكثر بإعلان أزيد من 25 عضواً من لجنة «العمرانية» بالجيزة، التي يمثلها فؤاد بالبرلمان، استقالاتهم احتجاجاً على ما وصفوه بـ«إطاحة الحزب برئاسة بهاء أبو شقة» بنائب دائرتهم، وذلك «مع أول أزمة تنفجر بينه وبين أعضاء الحزب».
وتتكون الهيئة البرلمانية لحزب الوفد من 36 نائباً، يترأسها الرئيس الحالي للحزب، ورئيس لجنة الشؤون التشريعية بالبرلمان بهاء أبو شقة.
وقبل يومين أعلن أحمد السجيني، النائب بالبرلمان عن الحزب، استقالته من الحزب، غير أنه أرجعها لـ«قناعات شخصية»، ولم يربطها بالاضطراب الحادث أخيراً في الحزب.
وقال النائب محمد فؤاد لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لم يخطر بشكل رسمي وفق القواعد واللوائح بشأن إقالته من صفوف الحزب»، مبرزاً أنه «يفضل الانتظار وعدم التعليق في هذا الشأن».
وحول ما إذا كانت هناك جهود للوساطة أقدم عليها أعضاء بارزون بـ«الوفد»، أوضح فؤاد أنه «كانت هناك بالفعل محاولات من الأمين العام الأسبق للجامعة العربية عمرو موسى، منذ أيام»، وقد كان ذلك قبل قرار الإقالة. لكن فؤاد رفض الإفصاح عما إذا كانت هذه «المحاولات الساعية للصلح» مستمرة أم أنها توقفت.
وظهرت الخلافات بين فؤاد وأبو شقة للعلن بعد نشر الأول مقالاً، انتقد فيه رئيس الحزب لعدم تواصله معه بشأن مشروع قانون للأحوال الشخصية يتبناه فؤاد، وكشف فيه عن «عراقيل وضعت أمام محاولته عرض مشروع القانون على اللجان الفرعية للحزب»، وأنه تم إبلاغه من قبل وسطاء مع رئيس الحزب بأن «هناك رفضاً أمنياً لترويج مشروع القانون». غير أن فؤاد أكد في المقال ذاته أنه «عرض مشروع القانون على اللجان المختلفة، ونظم ندوات تعريفية بشأنه دون أن يلقى أي اعتراضات».
من جهتها، قالت غادة عفت، العضو المستقيلة من «الوفد»، لـ«الشرق الأوسط»، إنها تقدمت مع آخرين باستقالتها بشكل رسمي من الحزب بسبب المشكلات التي تواجه عملهم كلجنة فرعية للحزب، وإلغاء فعالياتهم، وأضافت موضحة: «طلبنا بشكل متكرر التواصل مع إدارة (الوفد)، لكن دون جدوى».
وأرجعت عفت المشكلة إلى أن «النائب محمد فؤاد وعدداً من أعضاء لجنة الحزب بالعمرانية، كانوا يتخذون موقفاً مؤيداً للمرشح السابق على رئاسة الحزب حسام الخولي، في مواجهة الرئيس الحالي بهاء أبو شقة، وذلك في إطار المنافسة الديمقراطية. لكن منذ انتخاب أبو شقة تطورت المشاكل تدريجياً».
من جهة أخرى، أعلن النائب محمد خليفة، نائب رئيس الهيئة البرلمانية لـ«الوفد»، أنه يتواصل «مع قيادات الحزب وهيئته البرلمانية، لإطلاق مبادرة صلح في الأزمة الأخيرة»، وأضاف في بيان رسمي أن «النائب محمد فؤاد يعد من أنشط نواب البرلمان، وذلك بشهادة أهالي دائرته».
أزمة في «الوفد» المصري بعد إيقاف نائب برلماني من الحزب
استقالة أكثر من 20 عضواً تضامناً مع فؤاد ضد أبو شقة
أزمة في «الوفد» المصري بعد إيقاف نائب برلماني من الحزب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة