استغل ناشطون ومتضامنون فلسطينيون عتمة الليل، في المنطقة الصحراوية القريبة من القدس وأريحا، وبنوا قرية جديدة قرب قرية الخان الأحمر المهددة بالهدم، على أمل أن تستوعب المشردين الذين يتوقع أن تهدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي منازلهم في أي لحظة.
وأطلق الناشطون على القرية الجديدة، التي من المستبعد أن تصمد كثيراً، اسم «الوادي الأحمر»، في تحدٍّ جديد لسلطات الاحتلال في المنطقة.
وجاء في بيان: «بقرار من الشعب الفلسطيني بلا تصاريح من سلطة الاحتلال، وبلا إذن من أحد، نعلنها تحدياً ومقاومة لقرارات الاحتلال في تهجير وهدم قرية الخان الأحمر».
وقال مصدرو البيان، إنهم أطلقوا اسم الوادي الأحمر على الحي، «نسبةً إلى رواية الوادي الأحمر لعبد الله طنطاوي، التي تروي حياة الشيخ عز الدين القسام وحكايته مع الثورة الفلسطينية».
وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف، وهو يعلن فجراً عن القرية الجديدة، على بُعد عشرات الأمتار عن مستوطنة «كفار أدوميم» المقامة على أراضي الخان الأحمر: «هذه القرية تحدٍّ جديد لإجراءات الاحتلال المتمثلة بالاعتداء على قرانا».
وأضاف: «تم بناء الحي في غسق الظلام وهدوء الصحراء، متحدّين الاحتلال وأجهزته المخابراتية، لنقول إننا باقون هنا وصامدون هنا ولن نتخلى عن أراضينا».
وتابع: «إنها رسالة للعالم بأن شعبنا ماضٍ في الدفاع عن أرضه وتحديداً في المناطق المصنفة (ج)، لأن هذه المناطق جزء من أرضنا الفلسطينية». وأردف: «معركتنا في الخان الأحمر هي معركة استراتيجية».
وتشكل المناطق «ج» ثلثي مساحة الضفة الغربية، وهي مناطق تسيطر عليها إسرائيل بالكامل وفق اتفاق أوسلو، وتمنع السلطة من العمل فيها بما في ذلك البناء. وحسب إحصاءات رسمية، فإن نحو 38% من أراضي المنطقة «ج»، هي أراضي دولة ومعسكرات إسرائيلية.
وجاء بناء القرية في اليوم الذي تنتهي فيه مهلة الأسبوع، التي حددتها المحكمة الإسرائيلية من أجل البدء بهدم قرية الخان الأحمر. وكانت المحكمة العليا في إسرائيل، قد رفضت الأربعاء الماضي، التماسات لوقف هدم الخان الأحمر، وقالت إن قراراً مؤقتاً بوقف العملية سينتهي خلال أسبوع. وتداعى نشطاء ومتضامنون إلى القرية من أجل حمايتها من الهدم.
ويقول الفلسطينيون إن تشريد الأهالي من الخان يستهدف إقامة المشروع الاستيطاني «آي 1» الذي يتضمن الاستيلاء على أراضٍ ممتدّة من أراضي القدس الشرقية حتى البحر الميت، لغرض توسيع المستوطنات في محيط القدس وربط بعضها ببعض مشكّلة حزاماً استيطانياً من شأنه فصل شمال الضفة عن جنوبها.
واحتجّ الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية على قرار إسرائيل. وطلبت منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية من الاتحاد الأوروبي، استخدام وسائل ضغط ناجعة على إسرائيل لمنع هدم القرية، لكن إسرائيل شددت من حصارها على القرية بعد قرار المحكمة، ووقفت سيارات عسكرية إسرائيلية على الطريق المؤدي إلى تجمع الخان الأحمر، حيث راحت تدقق في هويات من يغادر التجمع، ومنعت البعض من الدخول إليه.
وقال الناشط عبد الله أبو رحمة إنهم لن يستأنفوا على قرار المحكمة الإسرائيلية، وإنما سيتصدون له.
وأوضح أبو رحمة، أن بناء قرية الوادي الجديدة تستهدف إيواء سكان الخان الأحمر بعد هدمها.
ناشطون فلسطينيون يبنون قرية جديدة
أُطلق عليها «الوادي الأحمر» وأُقيمت على عجل قريباً من الخان
ناشطون فلسطينيون يبنون قرية جديدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة