خليل الحية: لم نوقف مسيرات العودة وأدواتها ما زالت بأيدينا

TT

خليل الحية: لم نوقف مسيرات العودة وأدواتها ما زالت بأيدينا

حذر خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، من عرقلة جهود التهدئة في قطاع غزة، قائلا إن الاحتلال الإسرائيلي وحده من سيدفع ثمن استمرار الحصار؛ لأنه المتسبب الأكبر والأول فيه.
ونفى الحية إلغاء مباحثات التهدئة قائلا: «إن المحادثات التي تُجريها الفصائل الفلسطينية حول عقد تهدئة مع الاحتلال ما زالت مستمرة، برعاية مصرية وأممية»؛ لكنها تواجه محاولات ربطها بالمصالحة.
وقال الحية لفضائية «فلسطين»، التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، أمس: «إن المصريين في لحظة ربطوا ملف المصالحة الوطنية بالتهدئة وكسر الحصار؛ لأن ذلك كان مطلبا من مطالب السلطة التي لا تزال تحاول إجهاض الجهود المبذولة من الأطراف كافة».
وأرجع الحية سبب إصرار السلطة على هذا الربط، إلى عدم رغبة السلطة في إنجاز ملف التهدئة قبل إنجاز المصالحة؛ «لأنها تعي أننا لن نقبل بشروطها في المصالحة، وبالتالي يتعثر ملف التهدئة».
وتابع: «تدخل السلطة عرقل جهود التوصل لتهدئة مع الاحتلال؛ لأنها تريد لكل مكونات الشعب الفلسطيني أن ينخرطوا في مسارها ولو كان فاشلاً».
وهدد الحية إسرائيل بأن المقاومة جاهزة لكل الاحتمالات، إذا فشلت جهود التهدئة. GSوقال: «من حق شعبنا مواجهة ومقاومة الاحتلال أينما وُجد على امتداد أراضينا الفلسطينية، وبكافة الوسائل المتاحة، بما فيها العسكرية وغيرها».
وجاء حديث الحية في وقت أوقفت فيه مصر مباحثات التهدئة مع إسرائيل، بعد اعتراض الرئيس الفلسطيني محمود عباس عليها.
وكان عباس قد أبلغ المسؤولين المصريين، أنه يجب أولا عقد اتفاق مصالحة تتسلم السلطة بموجبه القطاع، ثم تعقد منظمة التحرير اتفاقات مع إسرائيل، وليس أي فصيل آخر.
وهدد عباس بأنه سيقطع التمويل عن قطاع غزة إذا ذهبت «حماس» لاتفاق منفرد مع إسرائيل، باعتبار ذلك جزءا من صفقة القرن، ويمهد لفصل القطاع عن الضفة.
ورفض الحية صراحة أن يتم توقيع اتفاق التهدئة باسم المنظمة.
وقال متسائلا: «هل يعقل لفصيل يشارك في الحصار على غزة، أن يترأس وفدا لمفاوضة الاحتلال على رفع الحصار عن غزة؟» وأضاف: «نعتمد على الله وعلى أنفسنا لحماية شعبنا، وسنواصل الكفاح والمقاومة دفاعا عن القدس والقضية، وسنطرق كل الأبواب من أجل فك الحصار، والاحتلال سيستجيب راغما أو راغبا».
وتخطط «حماس» الآن، لإعادة الزخم لمسيرات العودة، من أجل الضغط على الوسطاء لاستئناف مباحثات التهدئة.
وقال الحية، إن «أدوات مسيرة العودة (إشارة للبالونات الحارقة والطائرات الورقية) ما زالت بأيدي شعبنا الفلسطيني، وإن شعبنا بمقدوره العودة إليها متى يشاء».
ونفى الحية أن تكون «حماس» قد أوقفتها سابقاً بطلب الوسطاء، قائلاً: «إن أحداً لم يطلب منا وقف مسيرات العودة في غزة؛ لكن المطلب كان وقف بعض أشكالها، كالبالونات والطائرات الورقية الحارقة؛ كونها تؤذي العدو الإسرائيلي، إضافة لمنع الشبان من قطع السلك الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة. وهذه هي القضايا فقط التي كنا نتحدث بها مقابل رفع الحصار عن غزة».
وحول ملف المصالحة، رفض الحية بقاء حكومة الوفاق الوطني برئاسة الدكتور رامي الحمد الله، قائلا إنها «لم تعد المؤهلة لقيادة الشعب الفلسطيني، لا سيما في ظل التنكر لمسؤوليتها في القطاع». وطالب الحية برفع العقوبات عن غزة، مؤكدا أن «من يريد رفع الحصار فعليه رفع عقوبات السلطة». وأوضح: «نريد تشكيل حكومة وحدة وطنية، إلى جانب مجلس وطني توحيدي، ورفع العقوبات عن غزة، والذهاب إلى انتخابات تشريعية ورئاسية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.