احتدمت المعارك في اليمن أمس، عقب فشل المشاورات التي انتهت أعمالها في جنيف أول من أمس، إذ شهد محيط مدينة الحديدة، التي تسعى القوات الحكومية إلى تطويقها من جهة الشرق، وقطع طرق الإمداد الحوثية الآتية من صنعاء، معارك عنيفة خلفت 84 قتيلاً بين قوات الجيش الوطني اليمني والمتمردين، إذ قالت مصادر طبية ومسعفون في مستشفيات ميدانية في محافظة الحديدة، غرب اليمن، وفي عدن، في جنوبه، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن 11 مقاتلاً حكومياً قتلوا، وأصيب 17 بجروح في هذه المعارك، بينما لقي 73 متمرداً حوثياً مصرعهم، وأصيب عشرات بجروح.
وفي حين أعلن الجيش اليمني عن إحراز تقدم جديد في محافظة حجة الحدودية، شدد رئيس الحكومة اليمنية أحمد بن دغر على استمرار المعارك في محافظة صعدة لاقتلاع المشروع الحوثي في معقله الرئيس، ضمن معركة استعادة الشرعية، ووأد الانقلاب الممول إيرانياً.
وفي هذا السياق، ذكرت مصادر ميدانية يمنية لـ«الشرق الأوسط» أن أكثر من 100 حوثي قتلوا في معارك اليومين الأخيرين، وضربات تحالف دعم الشرعية على مواقع الميليشيات قرب منطقة «كيلو 16»، الواقعة عند المدخل الجنوبي الشرقي للمدينة، الذي يتحكم في قطع إمدادات الجماعة من جهة صنعاء وذمار وريمة وإب، ويعزل بقية المديريات الجنوبية في الحديدة عن المدينة ومينائها الحيوي.
وأفادت المصادر الحكومية بأن قوات الجيش، مسنودة بطيران التحالف الداعم للشرعية، واصلت أمس تقدمها الميداني باتجاه «كيلو 16»، بمحافظة الحديدة، وسط انهيار وخسائر كبيرة في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وقال مصدر عسكري في ألوية العمالقة، في تصريح للمركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، إن قوات الجيش «تواصل التقدم باتجاه (كيلو 16)، الذي يربط العاصمة صنعاء بمدينة الحديدة، بعد أن تمكنت خلال الساعات الماضية من تحرير مساحات واسعة، تقدر بنحو 12 كلم، وسط استمرار المعارك».
وفي غضون ذلك، أعلنت قوات الجيش، بإسناد من التحالف الداعم للشرعية، أنها حررت أمس مواقع وقرى جديدة كانت تتحصن فيها ميليشيات الحوثي الانقلابية في مديريتي حيران وعبس، بمحافظة حجة، شمال غربي البلاد.
وقال مصدر عسكري للمركز الإعلامي للقوات المسلحة إن وحدات من قوات المنطقة العسكرية الخامسة نفذت هجوماً مباغتاً من 3 محاور، تمكنت خلاله من تحرير 3 قرى كانت تتحصن فيها الميليشيات شرق مديرية حيران. وأضاف المصدر الحكومي أن القوات «تمكنت من تحرير عزلة (بني حسن)، التابعة لمديرية عبس، بالكامل، إضافة إلى التقدم شمالاً باتجاه (مثلث عاهم)، وقطع أهم خطوط إمدادات الميليشيات في جبهتي حرض وحيران». وكشف عن أن المعارك «أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية، وأسر 5 مسلحين، واستعادة آليات عسكرية وكميات من الأسلحة والذخائر المتنوعة».
وأوضحت المصادر أن مقاتلات التحالف استهدفت بـ5 غارات مركزة مواقع وتجمعات وتعزيزات للميليشيات الحوثية، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من عناصرها، وتدمير معدات قتالية تابعة لهم.
وبين المصدر العسكري أن «التقدم الذي أحرزته قوات الجيش يأتي في إطار عمليات المنطقة العسكرية الخامسة لاستكمال تحرير مديرية حيران ومثلث عاهم، والتقدم جنوباً باتجاه مديرية عبس».
كان نائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الأحمر، قد أجرى أمس اتصالاً هاتفياً بقائد المنطقة العسكرية الخامسة في الجيش اليمني، اللواء الركن يحيى صلاح، للاطلاع على المستجدات الميدانية والانتصارات الأخيرة التي صنعتها قوات الجيش في محافظة حجة.
وذكرت المصادر الحكومية أن الأحمر حض قوات المنطقة الخامسة «على اليقظة والجاهزية القتالية ورص الصفوف، وتفقد أحوال المقاتلين، والحرص على تنفيذ المهام العسكرية المطلوبة».
وفي غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر أن الجيش لن يتوقف عن دوره في ملاحقة فلول ميليشيات الحوثي الانقلابية بمحافظة صعدة، ضمن سياق الجهود العسكرية لإنهاء الانقلاب، واستعادة الدولة، في إشارة إلى استمرار الحكومة في خيارها العسكري في حربها ضد المتمردين.
جاء ذلك خلال لقائه أمس، في الرياض، بمحافظ صعدة، هادي طرشان، لمناقشة المستجدات العسكرية الراهنة في المحافظة، وما يحققه الجيش من مكاسب على الأرض، بدعم من قوات التحالف.
وأكد بن دغر أن جبهة صعدة تعد من أهم الجبهات التي يخوضها الجيش، لجهة أنه باغت الميليشيات الانقلابية في عقر دارها، في عملية عسكرية بالغة التعقيد، بالنظر إلى التضاريس الوعرة التي تتحكم بسير المعارك.
ومن جهته، قدم محافظ صعدة، خلال لقائه مع بن دغر، إيضاحاً عن التطورات الميدانية والعسكرية المتسارعة في جبهات المحافظة، وما حققه الجيش الوطني، بدعم مقاتلات التحالف، من تقدم نوعي واستراتيجي.
وميدانياً، أعلنت قوات الجيش في محافظة صعدة أنها حررت أمس سلسلة جبال أضياق وجبال محجوبة في جبهة البقع، شمال المحافظة الحدودية.
ونقل الموقع الرسمي للجيش تصريحات لقائد لواء العاصفة، العميد خالد معروف، أكد فيها أن وحدات من الجيش «أحكمت سيطرتها على جميع السلاسل الجبلية المطلة على مزارع آل شجعان، عقب معارك ضارية خاضتها مع ميليشيات الحوثي الانقلابية».
وأوضح العميد معروف أن «المعارك المستمرة كبدت الميليشيات كثيراً من القتلى والجرحى في صفوفها، وأن قوات الجيش استعادت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة».
وأشار القائد اليمني إلى دور قوات تحالف دعم الشرعية في مساندة قواته، وقال إن مقاتلات التحالف وطيران الأباتشي شاركت في العمليات بقصفها لمواقع وتعزيزات الميليشيات في منطقة آل شجعان.
تقدم للجيش اليمني في الحديدة غداة فشل مشاورات جنيف
قوات الشرعية تتوغل في صعدة... وبن دغر يشدد على الخيار العسكري
تقدم للجيش اليمني في الحديدة غداة فشل مشاورات جنيف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة