بعلامة النصر، وبابتسامة عريضة علت وجهه، استقبل المصور الصحافي المصري محمود أبو زيد، الحكم الذي صدر بحقه، أمس، بالسجن 5 أعوام، في القضية المعروفة إعلامياً بفض «اعتصام رابعة»، وهي العقوبة التي أمضاها منذ توقيفه وآخرين في عام 2013 أثناء تصوير فض اعتصام نظمه أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي.
والمصور المعروف بـ«شوكان» ظل محبوساً على ذمة التحقيقات في القضية التي ضمت 739 متهماً، وأسدل الستار على أول فصولها، أمس، بعدما قضت فيها محكمة جنايات القاهرة، بإعدام 75 شخصاً، بينهم قيادات من «إخوان مصر»، والمؤبد لـ45 آخرين.
وتجاوزت الفرحة التي بدت على ملامح شوكان، وهو يقف خلف قفص حديدي محاطاً بحاجز زجاجي، إلى أسرته التي «لم يُسمح» لها بدخول قاعة المحاكمة، بحسب ما أفاد شقيقه محمد في حديث إلى «الشرق الأوسط»، الذي أضاف: «الحمد لله، أخيراً محمود (أخويا) هيطلع من السجن... كلها أيام وسيُفرج عنه».
وينتظر أن يمضي شوكان 5 أعوام أخرى إضافية يخضع فيها للمراقبة الشرطية، وهو الأمر الذي «قلل من فرحة أسرته».
وينهي شوكان، الذي كان يعمل مصوراً لحساب وكالة «ديموتيكس» البريطانية، قبل توقيفه، عامه الحادي والثلاثين، وراج اسمه خلال الفترة الماضية، من خلال حملات تضامنية من منظمات محلية ودولية مع قضيته، حاز على أثرها في أبريل (نيسان) الماضي، جائزة المنظمة العالمية لحرية الصحافة لعام 2018.
ونوّه محمد أبو زيد بأن «محامي شقيقه يعتزم المضي قدماً في إجراءات نقض الحكم، كي يلغي فترة المراقبة الشرطية، التي قدرتها المحكمة بـ5 أعوام»، مضيفاً: «واثقون في براءة أخي محمود».
وسبق لمصر انتقاد منح منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) جائزة دولية لشوكان، تحت اسم «حرية الصحافة». وعبّر المتحدث باسم وزارة الخارجية، أحمد أبو زيد حينها، عن «الأسف الشديد لتورط منظمة بمكانة ووضعية اليونيسكو في تكريم شخص متهم بارتكاب أعمال إرهابية وجرائم جنائية، منها جرائم القتل العمد والشروع في القتل والتعدي على رجال الشرطة والمواطنين وإحراق وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة».
وتزامن فض الاعتصام الذي أقامته جماعة «إخوان مصر» بميدان رابعة العدوية بمدينة نصر شرق القاهرة في 14 أغسطس (آب) عام 2013، مع فض اعتصامهم في ميدان النهضة الواقع أمام جامعة القاهرة.
وقال كريم عبد الراضي محامي المصور شوكان، إن «موكله أنهى فترة محكوميته، وسيفرج عنه خلال يومين أو 3، عندما تتسلم مصلحة السجون صيغة الحكم من المحكمة، لكنه سيظل قيد المراقبة الشرطية 5 سنوات أخرى»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «واثقون من براءة محمود وسنطعن بالنقض على الحكم لإلغاء فترة المراقبة».
ونوه بأن المحكمة يمكن أن تخفف الحكم، أو تثبته على (شوكان)، لكنه قال: «إن شاء الله براءة».
وجاء قرار إعلان فوز شوكان بجائز حرية الصحافة، بناءً على رأي لجنة تحكيم عالمية مستقلة مؤلفة من عدد من الإعلاميين، لنيل الجائزة التي تحمل اسم الصحافي الكولومبي الراحل غييرمو كانو (اغتيل في ثمانينات القرن الماضي بعد انتقاده عصابات المخدرات). وقالت ماري ريسا، رئيسة لجنة التحكيم، إن «اختيار شوكان إشادة بشجاعته، ونضاله والتزامه بحرية التعبير».
وللمحكوم عليهم حضورياً الحق في الطعن على الحكم أمام محكمة النقض، وهي أعلى محكمة مدنية مصرية، ولها أن تؤيد الحكم أو تعدله وإن ألغته تعاد المحاكمة أمامها.
المصور الصحافي شوكان... إفراج بطعم الإدانة
محتجز منذ 5 أعوام على ذمة محاكمات «فض رابعة»
المصور الصحافي شوكان... إفراج بطعم الإدانة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة