المطاعم تستوحي وجباتها من أكل الشوارع

لضمان الإقبال عليها

المطاعم تستوحي وجباتها من أكل الشوارع
TT

المطاعم تستوحي وجباتها من أكل الشوارع

المطاعم تستوحي وجباتها من أكل الشوارع

هناك كثير من التوجهات الجديدة في المطاعم الأوروبية، تهدف إلى زيادة الإقبال عليها من ناحية، ومواجهة المنافسة العاتية لظاهرة ناجحة تواكب العصر هي أكلات الشوارع من ناحية أخرى. فلجأت بعض المطاعم إلى تقديم وجبات يومية بسعر أرخص تطلق عليها «قائمة اليوم»، كما تخصص أياما لوجبات رخيصة في منتصف الأسبوع، وأخيرا لجأت مطاعم أخرى إلى تقديم وجبات الشوارع من أجل جذب مزيد من الزبائن الذين يجدون في هذه الوجبات طعاما حقيقيا أفضل من الوجبات المركبة التي تقدمها المطاعم. ولم تقتصر هذه الظاهرة على المطاعم الشعبية أو المتوسطة بل وصلت إلى المطاعم الراقية أيضا. وفي لندن بدأ تصنيف جديد لأفضل المطاعم التي تقدم وجبات الشوارع. وتستخدم هذه المطاعم أمهر الطباخين المتخصصين في وجبات الشوارع لكي تقدم هذه الوجبات الشعبية بمذاق جديد وسعر رخيص.
وعلى رغم عدم الإقبال الكبير على هذه المطاعم حتى الآن، خصوصا خلال فصل الصيف الحار الذي شهدته العاصمة البريطانية، فإن المطاعم تراهن على عودة الإقبال عليها مع حلول فصلي الخريف والشتاء المقبلين. ويعتقد أصحاب المطاعم أنها توفر المناخ الأفضل لتناول أطعمة الشوارع بعيدا عن البرد والمطر والضوضاء. وتطور الأمر أيضا إلى تقديم بعض منافذ السوبر ماركت لأطعمة الشوارع الجاهزة لزبائنها حيث لا يحتاج المشتري إلا لتسخين هذه الأطعمة في الفرن أو المايكروويف قبل تناولها. وقد شكت بعض المطاعم من أن أطعمة شوارع هندية قدمها سوبر ماركت معروف بنفس الأسماء الموجودة على قائمة طعام تقدمها هذه المطاعم. ودافع السوبر ماركت عن أسلوب تقديمه لوجبات الشوارع بالقول إن هذه الأسماء مثل «ماذر باتر تشكن» و«غنباودر تشكن» من الأسماء الشائعة بين بائعي وجبات الشوارع في الهند ولم تبتكرها أو تسجلها هذه المطاعم.
ولجأت بعض المطاعم إلى نفي وجود أي علاقة بين وجبات الشوارع التي تقدمها وبين الوجبات المجمدة التي يقدمها سوبر ماركت معين تحت الأسماء نفسها. وكان السوبر ماركت قد قدم وجبات هندية من مومباي مماثلة لوجبات الشوارع التي تقدمها المطاعم.

- وجبات لندن
تعتبر وجبات الشوارع من التوجهات الرئيسية بين مطاعم لندن. ولها الآن قائمة لأفضل المطاعم وفقا لدرجة الإقبال عليها وتعليقات الزبائن ونشاط شركات توصيل الأطعمة السريعة.
وتقع معظم المطاعم التي تقدم وجبات الشوارع ما بين شرق لندن وأحياء سوهو وكوفنت غاردن. وهذه هي بعض المطاعم المفضلة لدى الجمهور الذي يزورها من أجل تناول وجبات الشوارع:

> كابوس، بريك لين:
وهو مطعم شعبي مقام داخل عربة قطار مهجورة شرق لندن ويقدم أنواع البرغر التي يقول عنها أهل المنطقة إنها أسطورية. وما زال «كابوس» منفذا لبيع أكلات الشوارع نهارا ثم يتحول إلى مطعم شعبي ليلا. ويمكن للزبائن إحضار مشروبهم المفضل معهم وأن يختاروا نوع الموسيقى التي يفضلونها من جهاز في المطعم. ويقدم المطعم وجبات مكونة من مقبلات ووجبة رئيسية وحلوى.

> لوبيتا، سوق سبيتافيلد:
وهو مطعم بدأ نشاطه في الستينات لبيع الوجبات المكسيكية في شرق لندن، خصوصا وجبة التاكو. وهو ما زال يقدم الوجبات المكسيكية الأصيلة التي يتم طهيها بالوسائل التقليدية. ويعتبر المطعم من المعالم التقليدية لسوق سبيتافيلد، وانتقل معه إلى مقره الجديد لكي يحافظ على زبائنه التقليديين. ورغم موقعه المتواضع فإنه يعتبر ضمن أفضل 5 مطاعم مكسيكية في لندن. وهو يتميز أيضا بأسعاره الرخيصة.

> ماسالا زون، كوفنت غاردن:
وهو مطعم يتخصص في الوجبات الهندية والتايلاندية ويتميز بعرائس معلقة من السقف. ويقدم المطعم كثيرا من الوجبات التي يمكن المشاركة فيها بين اثنين، كما يوفر أنواعا من كرات اللحم المطبوخة في صلصة ماسالا التي يشتهر بها ويتخذ منها اسماً للمطعم. ويقدم المطعم أطباقه الشعبية المستطيلة بأشكال فنية تماثل ما تقدمه أفخم المطاعم الهندية ولكن بأسعار متواضعة.

>«دعوات»، كوفنت غاردن:
الغريب في هذا المطعم الذي يقدم أكلات الشوارع الشعبية هو أنه يقع داخل فندق فاخر هو «ستراند بالاس هوتيل». ولكن مطعم «دعوات» يوفر كثيرا من الوجبات الهندية الشعبية مثل أقراص السوموسا والمشويات التي تقدم على أطباق زجاجية مسطحة تماما. ويجمع المطعم بين النقيضين؛ المناخ الفاخر الذي يتناسب مع فندق راقٍ، والأطعمة الشعبية التي تنتشر في الأسواق والشوارع.

> باو، سوهو:
هو من أشهر مطاعم سوهو الشعبية، وبدأ نشاطه كعربة وجبات شوارع. ومع ازدياد نشاط العربة تحولت إلى مقر ثابت في حي سوهو. وهو يتخصص في الأطعمة الصينية على الطريقة التايوانية. ويقوم المطعم بطهي كثير من الوجبات الصينية بما في ذلك الخبز داخل مطبخه ويستخدم جوز الهند والخضراوات والكزبرة ضمن مكونات وجباته الرئيسية. ويتلقى المطعم كثيرا من التعليقات الإيجابية ودرجات إعجاب تصل إلى 4.9 درجة من 5 درجات. ولا يزيد ثمن الوجبة مع مشروب الشاي عن 25 جنيها إسترلينيا.

> إيملي ستريت، سوهو:
وهو مطعم يعلن عن نفسه بشعار نقل الأطعمة الهندية من شوارع كلكتا إلى شارع سوهو. وهو من أشهر المطاعم الهندية المعروفة في حي سوهو منذ 2006. ويقدم المطعم مختلف أنواع الأطباق الهندية في قائمة طعام يمكن طلبها طوال اليوم. ولا يطبق المطعم نظام الحجز المسبق ويمكن الذهاب إليه في أي وقت أثناء النهار.

> واهاكا:
وهو من المطاعم المكسيكية المعروفة في شرق لندن بفضل الشيف توماسينا مايرز التي قررت أن تنقل أطعمة الشوارع من المكسيك إلى لندن. وتضيف توماسينا نكهة خاصة بها إلى الوجبات التي تقدمها، ويتخصص المطعم في أنواع التاكو والبوريتو والشوروس التي انتشرت في المنطقة بفضل هذا المطعم.
ويمكن القول إن تناول وجبات الشوارع في مطاعم شعبية تناسب الأسواق الأوروبية أكثر من منافذ البيع السريع، خصوصا في فصل الشتاء حيث يحتاج الزبائن إلى مأوى من البرد أثناء تناول طعامهم المفضل.


مقالات ذات صلة

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

مذاقات «عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات الشيف البريطاني هيستون بلومنتال (الشرق الأوسط)

9 نصائح من الشيف هيستون بلومنتال لوجبة الكريسماس المثالية

تعد الخضراوات غير المطبوخة بشكل جيد والديك الرومي المحروق من أكثر كوارث عيد الميلاد المحتملة للطهاة في وقت يقومون فيه بتحضير الوجبة الأكثر أهمية في العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».