اليماني: تصريحات غريفيث ترضية للانقلابيين وتبرر تصرفاتهم

أكد أن الحوثيين يستغلون «حرص الشرعية» للمزيد من التعنت

وزير الخارجية اليمني خالد اليماني خلال المؤتمر الصحافي في جنيف (إ.ب.أ)
وزير الخارجية اليمني خالد اليماني خلال المؤتمر الصحافي في جنيف (إ.ب.أ)
TT

اليماني: تصريحات غريفيث ترضية للانقلابيين وتبرر تصرفاتهم

وزير الخارجية اليمني خالد اليماني خلال المؤتمر الصحافي في جنيف (إ.ب.أ)
وزير الخارجية اليمني خالد اليماني خلال المؤتمر الصحافي في جنيف (إ.ب.أ)

اعتبر وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، خلال مؤتمر صحافي اليوم (السبت) في جنيف، أن تصريحات المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، كانت «ترضية للانقلابيين (الحوثيين) وبررت تصرفاتهم»، لكنها كانت مع الشرعية بشكل مختلف، وفق تعبيره.
وأوضح الوزير، وهو رئيس وفد الشرعية إلى مفاوضات جنيف، أن سلوك إفشال المفاوضات ليس سلوكاً جديداً للحوثيين، منذ يونيو (حزيران) 2015، فقد تأخر الوفد الحوثي، مدعياً أن الأجواء المصرية والسودانية كانت مغلقة أمامهم، مع أن الدولتين نفتا ذلك.
وقال اليماني إن الحوثيين يستغلون «حرص الشرعية»، للمزيد من التعنت، مشيراً إلى أن تصرفات الحوثيين مع بداية كل مفاوضات تعكس عدم احترامهم للشعب اليمني. وأضاف: «نضع العالم أمام مسؤولياته في تطبيق القرارات الدولية والمبادرة الخليجية، متوقعاً أن «يكون المجتمع الدولي أكثر جدية في التعامل مع الحوثيين».
وتابع اليماني أن «ما كنا نسمعه من غريفيث هو عبارات الأسف لعدم التحاق الحوثيين بالمفاوضات»، مشيراً إلى أن «غريفيث انتقد الحوثيين أمامنا، وبرر موقفهم في المؤتمر الصحافي». وقال اليماني: «إننا لا نثق بما تقوله الميليشيات للأمم المتحدة خلف الأبواب المغلقة».
وأكد الوزير أن عمليات الجيش اليمني وتحالف دعم الشرعية مستمرة لاستعادة الدولة.
من جهته، قال المبعوث الدولي إلى اليمن، مارتن غريفيث، إنه سيتوجه إلى العاصمة اليمنية صنعاء للقاء الحوثيين مجدداً.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي في جنيف: «هناك خيبة أمل من تخلف الحوثيين عن الحضور إلى جنيف»، مشيراً إلى أنه لم يتمكن من إقناع الحوثيين بالقدوم إلى جنيف.
وأوضح أنه سيزور مسقط خلال الأيام المقبلة ولاحقا صنعاء للتباحث مع الحوثيين، قائلاً: «سأنقل ما ناقشناه في جنيف إلى مسقط وصنعاء».
وأضاف: «الظروف لم تكن مواتية لوصول الحوثيين إلى جنيف»، رافضاً توجيه أي انتقاد للحوثيين بشأن عدم الحضور.
وكان غريفيث قد اعتبر أن عدم حضور الحوثيين لا يعتبر عائقاً أساسياً أمام العملية السلمية في اليمن، مؤكدا في مؤتمر صحافي في جنيف، على تحقيق تقدم جيد في المشاورات مع الوفد الحكومي اليمني.
وتابع المبعوث الأممي إلى اليمن: «سنتشاور ونخطط من أجل عقد جلسة أخرى بشأن اليمن»، مشددا على أنه سيستمر في مهمته الدبلوماسية لإيجاد حل للأزمة اليمنية.
وفي السياق ذاته، أعلن مسؤول حكومي يمني، أن وفد الحكومة اليمنية سيغادر جنيف اليوم بسبب عدم حضور وفد ميليشيا الحوثي.
وأضاف: «لم يعد من المتوقع مشاركة وفد الحوثيين في محادثات السلام بجنيف».
جاء ذلك بعدما رجحت آخر المعلومات من جنيف أن المبعوث الدولي إلى اليمن، مارتن غريفيث، قد يعلن تعليق المشاورات حول اليمن، بعدما أخفق في إقناع الحوثيين بالحضور.
ويحاول الحوثيون فرض شروط للحضور من بينها ضمانات من الأمم المتحدة بحرية الطيران من وإلى صنعاء دون تفتيش.
إلى ذلك، أكد وزير الإعلام اليمني أن توجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي للوفد الحكومي كانت واضحة بشأن الوجود في جنيف في الوقت المحدد بحثاً عن السلام، الذي يوقف نزيف الدم وينهي معاناة الشعب اليمني، إلا أن «قائد ميليشيا الهلاك والدمار الحوثية وجه بعدم سفر وفده لليوم الثالث على التوالي، مشترطاً خروج جرحى خبراء حزب الله والإيرانيين»، بحسب تعبيره.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.