التحالف يدمّر أسلحة حوثية في الحديدة ومحيطها

TT

التحالف يدمّر أسلحة حوثية في الحديدة ومحيطها

تمكنت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن عبر سلسلة غارات جوية مكثفة منذ فجر أمس الجمعة وحتى المساء، من تدمير أسلحة عسكرية ثقيلة للميليشيات الحوثية في محافظة الحديدة، وسط أنباء عن مقتل قيادات حوثية بارزة.
واستهدفت الغارات الجوية لطيران التحالف تجمعات ومواقع ومخازن للميليشيات في وسط ومحيط مدينة الحديدة الساحلية وأسفرت عن سقوط عشرات الحوثيين بين قتلى وجرحى وتدمير أسلحة عسكرية ثقيلة بينها أطقم ودبابات ومدفعية الأمر الذي دفع من نجا من الحوثيين للفرار إلى داخل الأحياء السكنية في المطراق وحارة الشام والحي التجاري.
وقال سكان محليون بأن طيران الأباتشي شارك في دك أوكار الحوثيين إلى جانب مدفعية التحالف والقوات الجوية، آخرها استهدفت مناطق محيطة بمنزل الجنرال الأحمر وعلى امتداد الكورنيش المؤدي إلى الميناء الرئيسي بالمدينة وصولا إلى الجامعة ومبنى الكلية البحرية.
وكانت قوات العمالقة بدعم وإسناد من قوات التحالف قد تمكنت فجر أمس الجمعة بحسب المركز الإعلامي بالدريهمي من تطهير وادي الاعقوم والمشاقنة وقرية الجريبة السفلى والعليا ووادي الزعفران بجنوب المحافظة الساحلية كما تقدمت قوات أخرى من العمالقة باتجاه كيلو 16 الاستراتيجي.
وقالت مصادر عسكرية في الساحل الغربي بأن مبنى جامعة الحديدة بوسط المدينة الساحلية بات حتى مساء أمس تحت نيران ألوية العمالقة الجنوبية بعد عملية عسكرية قادتها فجر أمس الجمعة بدعم وإسناد جوي من قوات التحالف.
ويأتي التقدم العسكري للقوات اليمنية في الحديدة عقب سلسلة غارات جوية التحالف استهدفت تجمعات ومواقع عسكرية للميليشيات التي تحاول استغلال مشاورات جنيف لتحقيق انتصارات لها ولو حتى إعلامية فقط.
وقال سكان محليين بأن غارات مكثفة لطيران التحالف ساهمت أمس الجمعة في تقدم كبيرة من ألوية العمالقة والوصول إلى منصة «22 مايو» وجميع المواقع المحيطة وصولا إلى جوار حرم جامعة الحديدة والتي باتت اليوم تحت سيطرة القوات المشتركة وهو ما أكده المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة في الساحل الغربي.
وفي تعليق له حول تطورات المعارك في الحديدة يقول المحلل السياسي محمد مساعد صالح بأنه وكالعادة تثبت ميليشيات الحوثي أنها أداة لمشروع نفوذ وسيطرة ولو كلّف ذلك قتل نصف الشعب وتدمير كل البنية التحتية حد تعبيره.
وأضاف مساعد أن المتأمل لمخرجات الاتفاقيات والمواثيق والعهود مع الحوثي منذ 2012 فقط يدرك أنهم يزعمون ويلجأون ويلوحون للموافقة والرضا بالحل السياسي ومبادرات السلام بيد أن تصرفاتهم على أرض الواقع تعكس وتؤكد حقيقة أن تعاطيهم مع مساعي السلام وسيلة لكسب مزيد من الوقت والعمل على ترتيب صفوفهم ويهدفون البقاء في المناطق التي ما زالوا يسيطرون عليها وأهمها ميناء ومدينة الحديدة التي حالت مفاوضات جنيف الثالثة دون حسم معركتها.
وقال مساعد بأن إيقاف التحالف للمعركة بشكل مؤقت كان عاملا مساعدا من أجل إنجاح تحركات المبعوث الأممي لعملية السلام ولكن الحوثي وبتخلفه عن مفاوضات جنيف وطرحه شروط تعجيزية جعل تحركات الأمم المتحدة كوسيلة وفرصة استطاع خلالها تحويل مدينة الحديدة إلى ثكنة عسكرية بحفر الخنادق وقطع الطرقات وفرض الحصار على المدنيين وتسليحهم بالقوة.
وزاد تحرك قوات التحالف والقوات المدعومة من التحالف أمس الجمعة واستئناف العملية العسكرية من عدة اتجاهات أفشل مخططات الحوثيين وحققت تقدم في عدد من المواقع الاستراتيجية المحيطة بالمدينة حد قوله ذلك.
وتأتي التطورات العسكرية وفق ما ذكره المجلس الإعلامي للعمالقة بالتزامن مع انهيارات الخطوط الدفاعية للميليشيا بمحيط مدينة الحديدة وخط الكورنيش المؤدي إلى الميناء، وذلك بعدما تمكنت قوات الشرعية من اختراق تحصينات ميليشيات الحوثيين في خط الكورنيش وهو ما يسهل لها تقدمها باتجاه ميناء الحديدة خلال الأيام القادمة.


مقالات ذات صلة

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.