حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أمس، من أن 300 ألف تلميذ فلسطيني يعانون مستقبلا غامضا بسبب الهجمة الشرسة التي تتعرض لها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، مؤكدا أن تلك الهجمة تستهدف تصفية قضية اللاجئين من دون أي اعتبار للتبعات الإنسانية والانعكاسات الاجتماعية والسياسية الخطيرة لهذه السياسة.
جاء ذلك في كلمة أبو الغيط أمام الجلسة الافتتاحية للدورة العادية 102 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي على المستوى الوزاري، والتي عقدت أمس بمقر الجامعة في القاهرة، برئاسة العراق.
وأشار أبو الغيط إلى أن نحو مليوني تلميذ في داخل سوريا، وقرابة 700 ألف تلميذ سوري من أبناء اللاجئين، خسروا حقهم في التعليم بسبب النزاع المستمر بلا أفق للحل منذ سبع سنوات. وحذر من خطورة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها بعض الدول العربية.
وتابع «الأزمات العربية أفرزت حمولة ثقيلة من المشكلات الاجتماعية والأعباء الإنسانية التي ستتحملها دولنا ربما لعقود ولن تنوء بهذه الحمولة الدول التي ضربتها الأزمات فحسب، وإنما ستمتد آثارها إلى كافة الدول العربية تقريباً، سواء في صورة مباشرة أو غير مباشرة».
وأكد أن أزمات اللاجئين وإعادة الإعمار واستعادة الحياة الطبيعية للمدن التي دمرها الإرهاب والصراعات تتطلبُ جهداً استثنائياً ورؤية شاملة لتغيير صورة المنطقة العربية من منطقة أزمات، إلى بؤرة للأمل والإنجاز.
وأكد أن القيادات والشعوب العربية قادرة على مجابهة تحديات التنمية حتى مع هذه الصعوبات الهائلة التي يفرضها انعدام الاستقرار والاضطراب الذي لا يزال يضرب بعض مناطق العالم العربي، ونوه إلى وجود خطط اقتصادية وتنموية طموحة تتبناها الكثير من الحكومات العربية.
ودعا إلى مواجهة البطالة والتي ما زالت، أكبر تهديد على الاستقرار الاجتماعي والسياسي للدول العربية، موضحا أن العاطلين عن العمل في العالم العربي بلغوا 17 مليوناً، بطالة الإناث تزيد على 43 في المائة، فيما المتوسط العالمي لا يتجاوز 12 في المائة، ومتوسط معدل البطالة في العالم العربي يتجاوز 10 في المائة، بينما هو 5.8 في المائة على المستوى العالمي، الأمر الذي يقرع أجراس الخطر.
من جهة أخرى، أعلنت الجامعة العربية أنه تقرر عقد الدورة العادية 150 لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب يوم (الثلاثاء) المقبل برئاسة السودان، خلفا للمملكة العربية السعودية، على أن يسبقها اجتماع لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين يومي الأحد والاثنين المقبلين.
وأكد السفير محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، في تصريح صحافي أمس، أن هذه الدورة تكتسب أهمية كبيرة نظرا للتطورات التي تشهدها الأوضاع في المنطقة ومحاولات إنهاء دور وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» بالإضافة إلى التحضيرات الخاصة بالمشاركة في الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وقال عفيفي إن قضية اللاجئين، في ضوء ما تتعرض له «الأونروا» من حملة ممنهجة، سوف تتصدر عنوان جلسة خاصة لمجلس الجامعة بناء على طلب الأردن، يتحدث خلالها المفوض العام للوكالة بيير كرينبول، وسيحتل موضوع وقف المساهمات الأميركية في ميزانية الوكالة حيزا كبيرا من المناقشات.
وأضاف عفيفي أن المفوض العام للأونروا سوف يعرض إحاطة كاملة خلال الاجتماع حول الوضع المالي للوكالة والموقف الحالي لها، علما بأن هناك اتصالات عربية تجري حاليا للنظر في كيفية التعامل مع الموقف.
وأوضح عفيفي أن هناك بنودا أخرى سوف يتم مناقشتها خلال الاجتماع على رأسها تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا وليبيا واليمن، وعدد من القضايا الاجتماعية من بينها استراتيجية مواجهة العنف الجنسي لدى النساء.
وزراء الخارجية العرب يبحثون الأزمة في اجتماع الثلاثاء المقبل
أبو الغيط: 300 ألف تلميذ فلسطيني يواجهون مستقبلا غامضاً
وزراء الخارجية العرب يبحثون الأزمة في اجتماع الثلاثاء المقبل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة