الضائقة لا تشمل سوق الهواتف الذكية في غزة

بديل التلفزيون في ظل انقطاع الكهرباء

أحد محال بيع الهواتف الذكية في غزة («الشرق الأوسط»)
أحد محال بيع الهواتف الذكية في غزة («الشرق الأوسط»)
TT

الضائقة لا تشمل سوق الهواتف الذكية في غزة

أحد محال بيع الهواتف الذكية في غزة («الشرق الأوسط»)
أحد محال بيع الهواتف الذكية في غزة («الشرق الأوسط»)

لم يكد يصل هاتف "نوت 9" إلى قطاع غزة حتى اقتنته الطالبة الجامعية نور مراحيل بعدما طلبت من خطيبها شراءه، فحلمها كما قالت ضاحكة هو امتلاك هذا الهاتف الحديث، أكثر من ارتداء الفستان الأبيض.
عاطف عبدو خطيب نور كان فرحاً لفرحة خطيبته كما قال لـ "الشرق الأوسط"، إلا أنه أبدى انزعاجه من اضطراره للاستدانة لاستكمال تكاليف العرس القريب. وقال: "ثمن الهاتف في غزة يعادل 1500 دولار، سددته دفعة واحدة لأن أصحاب معارض الهواتف الذكية يرفضون التقسيط، وإن وافقوا بعد عناء يرفعون ثمن الهاتف، لذا اشتريته نقداً فمن الصعب أن أرفض طلبا لنور".
إياد موسى الذي يعمل في واحد من أكبر معارض الهواتف الذكية في شمال قطاع غزة قال لـ"الشرق الأوسط" إن الاقبال على شراء الهواتف الذكية في القطاع أكثر من جيد إذ تباع فور وصولها رغم أسعارها المرتفعة والأزمة المالية التي يمر بها القطاع.
وأضاف موسى: "أغلق الاحتلال الإسرائيلي معابر القطاع بشكل كامل لمدة أربعين يوماً مطلع يوليو (تموز) أمام حركة التجارة، وتوقف استيراد الهواتف الذكية. ومع ذلك كان الاقبال ملحوظاً على شراء الأجهزة المتوافرة في غزة ونفدت بعض اصداراتها في معارض الهواتف في كل أنحاء القطاع من شماله حتى جنوبه".
في جولةٍ سريعة على بعض محال الهواتف الذكية في مدينة غزة رصدت "الشرق الأوسط" أسعار الهواتف المختلفة التي يطلبها سكان القطاع رغم ارتفاع أسعارها.
عبد الرحمن، أحد العاملين في محل في شارع الرمال التجاري، أكد أن سوق الهواتف الذكية ناشطة، وأن ثمة "مشترين يقسمون أنهم يقتطعون من مصروف المنزل لشراء هاتف ذكي، والبعض يخبرنا أنه استدان المبلغ حتى نخفض سعر الهاتف أو نقسطه له، وإن لم نفعل يدفع ثمنه نقداً".
الخبير الاقتصادي ماهر الطباع قال لـ"الشرق الأوسط" إن الاستثمار في سوق الهواتف الذكية في قطاع غزة مربح جداً، "لأن أهل القطاع كغيرهم يتاثرون بالدعاية التسويقية لشركات الهواتف الذكية العالمية، وبعضهم مهووس بشراء تلك الهواتف فور إطلاقها في الأسواق، لذا فإنها من النشاطات التجارية التي تلقى رواجاً والعائد المادي منها جيد".
وأضاف الطباع: "تجار قطاع غزة يستوردون الهواتف الذكية في الغالب من السوق الحرة في دبي، حتى لا تتضاعف عليهم الرسوم الجمركية، إذ أن الاحتلال يفرض على تجارة غزة تعرفة جمركية قبل دخولها القطاع"، مشيراً إلى أن أسعارها تبقى في حدود الأسعار العالمية، أو أعلى بقليل.
الأوضاع الاقتصادية السيئة في قطاع غزة لم تؤثر في حركة البيع والشراء للهواتف الذكية، ولم تتسبب بكساد سوقها، وذلك يرجع وفقاً للطباع إلى كونها بديلاً للحواسيب والهواتف الأرضية، وحتى لأجهزة التلفزيون في ظل الانقطاع المتواصل للكهرباء في غزة، مما يعني أنها توفر على الأسر الفلسطينية مبالغ كان يمكن أن تنفق على الأجهزة الكهربائية الأخرى التي تقدم خدمات التواصل.

- من مبادرة «المراسل العربي»


مقالات ذات صلة

لحماية الأنظمة محلياً ودولياً... «أرامكو» تطلق لأول مرة منتجات سيبرانية سعودية

تكنولوجيا «سيبراني» التابعة لـ«أرامكو» الرقمية كشفت عن منتجات تطلق لأول مرة لحماية القطاعات الحساسة (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 00:27

لحماية الأنظمة محلياً ودولياً... «أرامكو» تطلق لأول مرة منتجات سيبرانية سعودية

أعلنت شركة «سيبراني» إحدى شركات «أرامكو» الرقمية عن إطلاق 4 منتجات سعودية مخصّصة لعوالم الأمن السيبراني.

غازي الحارثي (الرياض)
تكنولوجيا يبرز نجاح «أكوا بوت» الإمكانات التحويلية للجمع بين الأجهزة المتطورة والبرامج الذكية (أكوا بوت)

روبوت يسبح تحت الماء بشكل مستقل مستخدماً الذكاء الاصطناعي

الروبوت «أكوا بوت»، الذي طوّره باحثون في جامعة كولومبيا، قادر على تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام تحت الماء بشكل مستقل.

نسيم رمضان (لندن)
خاص تسعى المنصة لتحقيق قفزة نوعية كبيرة في سوق العملات الرقمية مع وضع مبادئ مبتكرة لاقتصاد تلك العملات (كونتس)

خاص رائدة أعمال سعودية تبتكر أول بروتوكول لعملة رقمية حصينة من الانخفاض

تهدف رائدة الأعمال السعودية رند الخراشي لإرساء معايير جديدة لعالم التمويل اللامركزي «DeFi».

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا فعالية «بلاك هات 2024» تهدف لتمكين خبراء الأمن السيبراني عالمياً عبر ورش وتحديات تقنية مبتكرة (بلاك هات)

فعالية «بلاك هات» تعود في نسختها الثالثة بالرياض بجوائز تفوق مليوني ريال

بمشاركة عدد كبير من الشركات السعودية والعالمية والشخصيات الرائدة في المشهد السيبراني.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
الاقتصاد المدير التنفيذي لشركة «سيسكو السعودية» سلمان فقيه (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 01:37

المدير التنفيذي لـ«سيسكو» السعودية: استثماراتنا بالمملكة مستمرة لدعم جهودها في التحول الرقمي

في ظل ما يشهده قطاع التقنية السعودي من تطور، حقَّقت «سيسكو» أداءً قوياً ومتسقاً مع الفرص المتاحة وقرَّرت مواصلة استثماراتها لدعم جهود السعودية في التحول الرقمي.

زينب علي (الرياض)

«مُستعد للرحيل»... سردية تشكيلية عن الهجرة ونوستالجيا القاهرة

ثيمات مسرحية وأغراض متنوعة في العمل التركيبي (الشرق الأوسط)
ثيمات مسرحية وأغراض متنوعة في العمل التركيبي (الشرق الأوسط)
TT

«مُستعد للرحيل»... سردية تشكيلية عن الهجرة ونوستالجيا القاهرة

ثيمات مسرحية وأغراض متنوعة في العمل التركيبي (الشرق الأوسط)
ثيمات مسرحية وأغراض متنوعة في العمل التركيبي (الشرق الأوسط)

تستقبل زائر معهد جوته الألماني بالقاهرة سيارة حمراء قديمة، فوق سقفها أغراض ومتعلقات شخصية متراصة بصورة تدعوك للتوقف وتأملها في محاولة لاستكشاف مغزى ما يطرحه الفنان المصري - الألماني سامح الطويل، بهذا التكوين في معرضه «مُستعد للرحيل»، الذي يستمر حتى 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

تبدو السيارة القديمة كما يشي عنوان المعرض مُتأهبة للرحيل والمغادرة، لتكون بما يعلوها من أغراض تشبه المنحوتة أو أعمال التشكيل في الفراغ، ليصنع الفنان حالة تتقاطع مع تجربته الشخصية وانفعالاته بقرار الهجرة الذي اتخذه منذ سنوات، وكأن المشروع الفني ينطلق من سؤال: «ما الذي أريد أن أصطحبه معي من وطني وأنا أرحل بعيداً عنه؟»

يشير فنان الوسائط المتعددة سامح الطويل إلى السيارة التي تم اختيارها بموديل شركة نصر «128» التي تعد أكثر سيارة شعبية في تاريخ مصر، ويقول إنها تُعادل سنوات عمره، فهي تنتمي لفترة السبعينات التي وُلد فيها، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «السيارة تُعادل الانتقال الذي قمت به، والأغراض التي أحملها معي تُمثل هُويتي وتاريخي الشخصي الذي أريد أن أحمله معي وأنا أنتقل إلى بلد جديد بثقافة جديدة مُغايرة تماماً لما تربيت عليه».

مفردات شعبية وأغراض قديمة في العمل التركيبي «مستعد للرحيل» (الشرق الأوسط)

تبدو التفاصيل التي تحملها السيارة مُنتزعة من سياقات شخصية متعددة، بداية من أصابع البيانو، إلى قطعة خشب الأرابيسك، وهناك قماش الخيامية الشهير الذي يقول الفنان إنه «في مفارقة لافتة يُستخدم في مصر خلال مناسبات الفرح والعزاء على السواء، بالإضافة إلى استخدام مصابيح الإضاءة، في عملي التركيبي لتكسبه انفعالات لونية متباينة»، كما يشير إلى كرسي خشبي يرتبط عادة بالمقاهي الشعبية في مصر تحمله السيارة على سطحها، ويقول: «أردت لو أنني أصطحب معي القهوة البلدي التي لا يشبهها شيء، كما اصطحبت معي تفاصيل شرقية كالتي ارتبطت بها منذ سنوات طفولتي في منطقة الإمام الشافعي»، وصولاً إلى استخدام مُكبرات صوت، تبدو وكأنها تبعث نداءات المؤذنين، أو ربما الصوت الخاص للفنان الذي يحمله معه أينما ارتحل.

وتنتشر مفردات الطفولة في تفاصيل عديدة في العرض، منها الدُمى القطنية، وحتى لعبة «الديناصور» التي تحوّلت إلى أيقونة فنية يوظفها الفنان المصري الألماني في أعماله، ومن اللافت أيضاً استخدامه أقنعة مُجردة تستعيد روح المسرح، وكذلك «مانيكان» بشري مُفكك أعلى سطح السيارة، الذي يقول إنه «كان يريد توظيفه بوصفه عنصراً بشرياً في العمل التركيبي»، فيما تظل دلالة كل عنصر في العمل متروكة للمتلقي الذي يمكنه تفسير العمل بوصفه تجربة سفر أو هجرة أو حتى انتقال للعالم الآخر: «رغم ذاتية الفكرة فإنها تظل لها تأويلاتها الخاصة عند كل متلقٍ، فبمجرد أن انتهيت منه صار مفتوحاً للتلقي الفني الخاص بكل متفرج على حدة». هكذا يقول الفنان الذي حصل على دبلوم عالٍ من أكاديمية الفنون الجميلة فى ميونيخ بألمانيا، وتابع دراسات الماجستير الحرة فى تاريخ فنون الوسائط في جامعة الدانوب كرمس في النمسا.

وسائط جديدة في معرض «مستعد للرحيل» (الشرق الأوسط)

ويضفي عرض العمل التركيبي «مستعد للرحيل» داخل الساحة المفتوحة لمعهد جوته (وسط القاهرة) ملامح عرض مسرحية على العمل الذي يتحاور مع المحيط المفتوح من عمارات قديمة تحيط بالمعهد الألماني العريق، لتبدو السيارة بوصفها جزءاً من هذا السياق الثقافي المُتسع.

ويبحث الفنان عن طرق متعددة للتعبير عن فلسفته الفنية عبر وسائط مختلفة، منها النحت والرسم والتصوير والقوالب الفنية التجريبية، وكذلك تقنيات الفيديو، ومنها مشروعه الذي يتم عرضه بعنوان «باتجاه عقارب الساعة» الذي يطرح من خلاله أفكاراً حول الوجود والموت والحياة بوصفها دائرة غامضة متصلة، دون أن يستخدم حواراً منطوقاً في فيلمه القصير، فيما يعتمد على لغة الجسد ودراما أشخاص الفيلم الذين يجسدون مرادفات أخرى لثيمة الرحيل.