دمشق تحدد شروط نجاح مهمة دي ميستورا.. والمعارضة متمسكة بمقررات «جنيف 2»

سارة لـ {الشرق الأوسط} : لا أستبعد اختراع الأسد شخصيات معارضة لإشراكها في حكومته الجديدة

سوريات يحملن أطفالهن لدى عودتهن إلى مدينة المعضمية الخاضعة لسيطرة المعارضة بعد حصولهن على مساعدات وزعها الهلال الأحمر السوري أمس (إ.ب.أ)
سوريات يحملن أطفالهن لدى عودتهن إلى مدينة المعضمية الخاضعة لسيطرة المعارضة بعد حصولهن على مساعدات وزعها الهلال الأحمر السوري أمس (إ.ب.أ)
TT

دمشق تحدد شروط نجاح مهمة دي ميستورا.. والمعارضة متمسكة بمقررات «جنيف 2»

سوريات يحملن أطفالهن لدى عودتهن إلى مدينة المعضمية الخاضعة لسيطرة المعارضة بعد حصولهن على مساعدات وزعها الهلال الأحمر السوري أمس (إ.ب.أ)
سوريات يحملن أطفالهن لدى عودتهن إلى مدينة المعضمية الخاضعة لسيطرة المعارضة بعد حصولهن على مساعدات وزعها الهلال الأحمر السوري أمس (إ.ب.أ)

حددت دمشق أمس جملة من المعطيات التي قالت: إنه ينبغي على المبعوث الأممي الجديد إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أخذها بعين الاعتبار لضمان نجاح مهمته، وفق ما أعلنته صحيفة «تشرين» الحكومية، وذلك بعد أقل من أسبوع على تعيين الأمم المتحدة دي ميستورا، خلفا للمبعوث السابق الأخضر الإبراهيمي، في خطوة لاقت ترحيب واشنطن وموسكو، فيما لم تعلن دمشق موقفا رسميا منها بعد.
وأفادت الصحيفة في عددها الصادر أمس بأن أهم هذه العوامل أن يكون المبعوث الجديد «وسيطا نزيها ويتجنب ما وقع فيه سلفه الإبراهيمي»، وأن «يأخذ بعين الاعتبار أن سوريا هي دولة مستقلة ذات سيادة وفيها رئيس انتخبه الشعب السوري في انتخابات تعددية حصل خلالها الرئيس بشار الأسد على 88.7 في المائة في المائة من أصوات الناخبين».
وتشمل هذه العوامل أن يستند المبعوث الجديد إلى «أرضية تنبذ العنف والإرهاب» و«تصحح نظرة الإدارة الأميركية والسائرين خلف سياستها والتي لا تزال حتى الآن غير مقتنعة بالحل السياسي وما زالت تراهن على تغيير موازين القوى لمصلحة الإرهابيين وهذا ما لا يمكن أن يتحقق حتى قيام الساعة»، بحسب «تشرين».
وتتزامن لائحة الشروط التي تطول بنودها مع استعداد الرئيس السوري بشار الأسد لأداء خطاب القسم الرئاسي، علما بأن صحيفة «الوطن» السورية الموالية، أفادت في افتتاحية بعنوان «بانتظار خطاب القسم»، إثر صدور نتائج الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي بأن «البعض يتحدث عن حكومة موسعة، تضم ممثلين للأغلبية الحالية، مستقلون، ومعارضون». وتابعت: «إن كنا متفقين على مفهوم الأغلبية والمستقلين، لكن يبدو أننا بحاجة للخوض مطولا في مفهوم المعارضين الذين سيشاركون في الحكومة».
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة «تشرين» أمس أنه على المبعوث الأممي الجديد إلى سوريا أن «يدرك أن المعارضة التي صنعت في الخارج هي جزء يسير من المعارضة وهي لا يمكن أن تكون شريكة في الحل السياسي إلا إذا غيرت من برامجها بالكف عن المطالبة بالتدخل الخارجي، أو المطالبة بتسليح المعارضة وعندها يمكن أن تكون معارضة سياسية تشترك مع المعارضة الوطنية في الداخل لتفعيل دور الحوار الوطني والمصالحات الوطنية وفي إعادة إعمار ما دمرته قوى الإرهاب المدعومة من الخارج».
ويعرب عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض ورئيس الكتلة الديمقراطية فايز سارة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن اعتقاده بأنه «في الداخل السوري لا يوجد معارضون، وإنما فقط آلة عسكرية أمنية»، من دون أن يستبعد «لجوء النظام إلى اختراع شخصيات يسميها معارضة ويشركها في حكومته، على غرار ما فعل في انتخابات الرئاسة مع ترشيح مرشحين اثنين هما ماهر الحجار وحسان النوري».
ويتوقع سارة أن «يحاول الأسد من خلال خطاب القسم تكريس شرعيته»، عادا في الوقت ذاته أن «ذلك سيكون بمثابة لعب في الوقت الضائع باعتبار أن النظام فقد شرعيته السياسية والوطنية والأخلاقية، وكل محاولاته لإقناع العالم والسوريين بغير ذلك لن يجدي نفعا بعد هذا الكم الهائل من القتلى والتهجير».
ويرى المعارض السوري أن حل الأزمة السورية لا يتوقف على شخصية المبعوث الأممي الجديد، إنما على كيفية تعاطيه مع الأزمة. ويقول في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إنه «إذا كان دي ميستورا سيسعى إلى حل سلمي حقيقي للقضية السورية، فلن تتأخر المعارضة السورية في دعمه». ويوضح أن «المقصود بالحل السلمي هو تطبيق مقررات مؤتمر (جنيف 2) للسلام ببنوده كافة، وتحديدا تلك التي تقضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية مع ضمانات»، مؤكدا «أننا غير مستعدين لأن نعطي النظام صكا للاستمرار بجرائمه المتمادية».
وكانت صحيفة «تشرين» أضافت على لائحة عوامل نجاح دي ميستورا أن «يكون البند الأول في جدول أعمال أي مؤتمر دولي مقبل لمناقشة الأزمة في سوريا مكافحة الإرهاب وأن تناقش بقية البنود وفق تسلسلها وبما يخدم أمن سوريا والأمن الإقليمي في المنطقة وفي العالم». وأفادت بوجوب «حث جميع الدول الإقليمية التي حولت أراضيها إلى معسكرات لتنظيم القاعدة وفروعه، وسهلت عبور الإرهابيين ودعمتهم بالمال والسلاح والإعلام على تغيير مواقفها، وإلا فمن المفترض محاسبتها استنادا إلى قرار مجلس الأمن الخاص بمكافحة الإرهاب».



البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.