وافقت دولتا جيبوتي والسودان على فتح مكتب تنسيق للحركة الشعبية المعارضة بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار في عاصمتي البلدين، وتعد هذه الخطوة اعترافا مباشرا بمجموعة مشار، وأكدت الحركة أن زيارته إلى الخرطوم ستجري في وقت قريب وستجري خلالها لقاءات مع المجتمع المدني السوداني، غير أن جوبا أبدت تحفظاتها في اتجاه الحكومة السودانية لفتح مكتب للمتمردين في عاصمتها، وشددت على أن ذلك يمثل خرقا لاتفاق التعاون الموقع بين البلدين في عدم إيواء متمردي البلدين ضد الآخر، في وقت كشفت الحركة عن أن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني طلب من الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسنجو التوسط بينه والدكتور رياك مشار لإزالة الأزمة بينهما.
وقال الدكتور ضيو مطوك القيادي في الحركة الشعبية المعارضة بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار الذي يقود تمردا ضد جوبا، لـ«الشرق الأوسط» إن مشار أجرى لقاءات في اليومين الماضيين مع الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر قيلي ووزير خارجيته في العاصمة الجيبوتية التي أنهى زيارته لها أمس، ووصف الزيارة بالمهمة باعتبار أن جيبوتي إحدى دول الإيقاد الرئيسة وهي دولة المقر للإيقاد، مشيرا إلى أن مشار قدم تنويرا للرئيس الجيبوتي حول موقف الحركة في الأوضاع في جنوب السودان، وقال: «أوضحنا أن القضية يجب أن تحل من جذورها وبعد ذلك إجراءات إصلاحات في الجيش والأمن وفي كل المجالات داخل الحكومة ومن ثم الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية»، وشدد على أن حركته تقف مع شمولية الحل، لا سيما مشاركة أصحاب المصلحة وكيفية مشاركتهم، وقال: «الرئيس قيلي أكد أنه سيقدم دعما غير محدود وسيبذل أقصى جهد من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل في جنوب السودان»، مؤكدا وجود حوار بين حركته مع وساطة الإيقاد لإزالة الأزمة الأخيرة التي طرأت في الجولة الأخيرة من المحادثات التي جرى تأجيلها إلى أجل غير مسمى، وأضاف أن قيلي وافق على فتح مكتب للحركة لتكون ممثلية تقوم بعملية التنسيق مع سكرتارية الإيقاد وإجراء الاتصالات مع الحكومة الجيبوتية وسيرأس المكتب الدكتور قرويج، وأوضح أن للحركة مكاتب في أديس أبابا والعاصمة السودانية الخرطوم.
وأكد مطوك أن مشار سيقوم بزيارة إلى الخرطوم في وقت قريب يجري التنسيق فيها مع السلطات السودانية، ووصف هذه الزيارة بالمهمة للعلاقات التاريخية بين الشعبين وللمصالح المشتركة، وقال: «زيارتنا إلى السودان لن تكون زيارة عبارة أو في إطار ضيق مثل الدول الأخرى التي قمنا بزيارتها، بل سنجري حوارا عميقا مع المجتمع المدني السوداني بمختلف تشكيلاته»، وأضاف: «لدينا ممثل في الخرطوم هو حاكم أعالي النيل السابق داك دوب بيشوب»، كاشفا عن أن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني قد طلب من الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسنجو التوسط بينه مع رياك مشار، مؤكدا أن حركته وافقت مبدئيا على المقترح، وفي حال أن الحوار حدث فيه تقدم يمكن أن يقوم مشار بزيارة للعاصمة الأوغندية كمبالا، غير أنه استدرك قائلا: «إذا انسحبت القوات الأوغندية من جنوب السودان سيصبح ذلك مؤشرا في تحسين العلاقة معها لأن كمبالا تدخلت في شؤوننا الداخلية بإرسال قوات لتقاتل قواتنا»، وأضاف: «علمنا بأن سلفا كير في آخر زيارة له إلى كمبالا طلب من موسيفيني سحب قواته من جنوب السودان وأن الأخير سأله في حال حدث هجوم على جوبا هل ستطلب قواتنا وكان رد سلفا بالإيجاب»، وقال: «موسيفيني قال لسلفا دع القوات في بلادكم إلى أن يتحقق السلام»، وتابع: «نحن نعمل من أجل السلام وإنهاء الحرب ولكن سلفا كير ما زال خائفا ويطلب الحراسة من أوغندا».
من جانبه قال المتحدث باسم خارجية جنوب السودان موين ماكول لـ«الشرق الأوسط» إن فتح ممثليات لحركة التمرد في عدد من الدول لا يهم جوبا كثيرا في حال أن حكومات تلك الدول تحثه على المضي قدما في تحقيق السلام، لكنه عاد وقال: «الخرطوم لدينا اتفاق تعاون مشترك معها ينص على عدم إيواء متمردي البلدين، وإذا قامت الحكومة السودانية بهذه الخطوة في فتح مكتب لمشار فإنها تكون قد خرقت اتفاق التعاون»، وأضاف: «هذه الخطوة من الخرطوم لا تساعد في خلق أجواء إيجابية مع جنوب السودان، وسننظر منها إجابات على ذلك».
جيبوتي والخرطوم توافقان على فتح مكتب لمجموعة مشار
القيادي ضيو مطوك لـ «الشرق الأوسط»: الرئيس الأوغندي طلب توسط أوباسنجو لحل الأزمة
جيبوتي والخرطوم توافقان على فتح مكتب لمجموعة مشار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة