موسكو: خطأ بشري وراء انفجارات مطار المزة

TT

موسكو: خطأ بشري وراء انفجارات مطار المزة

نقلت قناة «آر تي» التلفزيونية الروسية عن مراسل حربي في سوريا تفاصيل جديدة عن الانفجارات التي وقعت قبل يومين في مطار المزة الذي يعتقد أن قوات إيرانية تتمركز فيه. وكانت أنباء تحدثت عن تعرض المطار لقصف إسرائيلي، لكن النظام نفى صحة ذلك وتحدث عن «تماس كهربائي» أسفر عن اندلاع حريق. ونقلت القناة الحكومية الروسية عن مراسليها أن الانفجارات التي وقعت في مطار المزة الأحد الماضي، نجمت عن خطأ بشري أثناء نقل بعض الذخائر، ما أدى إلى انفجار في مستودع للذخيرة والأسلحة.
وزادت أن مصدرا أمنيا أبلغها بأن انفجار مواد تم الاستيلاء عليها من المعارضة أخيرا أسفر عن انفجارات متتالية في مستودع للذخيرة كانت نقلت إليه وأضاف أن 3 قتلوا في الحادث وجرح 10 آخرون.
وكانت وسائل إعلام روسية نقلت في وقت سابق أن ضربة إسرائيلية استهدفت المطار أثناء نقل شحنة ذخيرة إلى القوات الإيرانية فيه. واللافت أن موضوع العلاقات الإيرانية مع النظام غدا على رأس اهتمامات وسائل الإعلام الروسية بعد توقيع اتفاق تعاون عسكري أخيرا بين دمشق وطهران. وكتبت أمس صحيفة «فوينيه أوبزرينيه» القريبة من وزارة الدفاع الروسية أن الاتفاقية العسكرية بين سوريا وإيران تضع روسيا في موقف محرج مع إسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى أن الاتفاق له بنود سرية لم يتم الإعلان عنها وهي تثير قلقا أوسع، وأشارت إلى تعليق وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إسرائيل كاتز، الذي قال إن بشار الأسد، بتوقيعه اتفاقية للتعاون العسكري بين سوريا وإيران، تجاوز «الخط الأحمر» الذي وضعته إسرائيل.
واللافت أن الصحيفة التي تنشر مواقف وزارة الدفاع عادة رأت أن «احتمال قيام الأسد بالتوقيع على هذه الاتفاقية دون التشاور مع موسكو ضئيل جدا. فهو يدرك تماما أن أي مواجهة مع الكرملين تهدد بانسحاب القوات الروسية من سوريا».
ووضعت خيارات لتطور الموقف، مشيرة إلى أن «موافقة موسكو على الاتفاق تعني أنه ليس سيئا جدا بالنسبة إلى إسرائيل، بمعنى أنه لا يؤسس لوجود عسكري إيراني طويل الأمد في سوريا أو لبناء قواعد عسكرية إيرانية في سوريا، وهما الأمران اللذان يعتبران خطا أحمر بالنسبة إلى إسرائيل».
ورأت الصحيفة أن موسكو إذا تجاهلت «الخط الأحمر» فإن ذلك يعني أن «العلاقة الروسية الإسرائيلية لا تصل إلى مرحلة الانسجام الكامل».
لافتة إلى أن «هذا الخيار سيعد مؤشرا على أن روسيا قررت أخيراً اختيار استراتيجية طويلة الأمد في مواجهة الغرب، وأن الشراكة الاستراتيجية مع إيران بالنسبة لموسكو لها الأفضلية».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.