فرنسا تدعو لحل سياسي في إدلب وإيران لمعركة «بأقل تكلفة بشرية»

TT

فرنسا تدعو لحل سياسي في إدلب وإيران لمعركة «بأقل تكلفة بشرية»

دعا وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، الثلاثاء، إلى إبقاء الباب مفتوحاً أمام التوصل إلى حل سياسي في إدلب، من أجل تفادي «وضع مأسوي» بعد إعلان موسكو أن الجيش السوري «يستعد لحل» مشكلة «الإرهاب» في المحافظة السورية.
وقال لودريان لوكالة الصحافة الفرنسية، خلال زيارة إلى أبوظبي «النظام (السوري) وداعميه يشعرون بأنهم انتصروا في الحرب»، لكن «الحرب لا يمكن الفوز بها إذا لم يتم التوصل إلى سلام».
وأضاف «من المهم أن تكون الدعوات موجهة نحو التفاوض وليس المواجهة، وإلا فإننا سنتجه نحو وضع مأسوي»، خصوصاً بالنسبة إلى سكان إدلب من المدنيين.
وفي طهران، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس (الثلاثاء)، إن إيران تبذل جهوداً لإخراج المسلحين من آخر معقل للفصائل المقاتلة في سوريا «بأقل تكلفة بشرية».
ونقلت وكالة «إرنا» عن ظريف قوله «نبذل جهدنا ليتم (حل) الوضع في إدلب عبر خروج الإرهابيين من هذه المنطقة بأقل نسبة من التكلفة البشرة».
وأكد، أن مباحثات ستجري مع الدول الراعية لمفاوضات آستانة حتى الجمعة المقبل «بما خفف من ضغوط الظروف التي تخلف أضراراً للشعب السوري والتوصل إلى نتيجة بشأن عملة دحر المتطرفين».
وإيران داعم أساسي للرئيس السوري بشار الأسد في النزاع المستمر منذ سبع سنوات. وستساعد في عملية استعادة السيطرة على إدلب، المعقل الأخير للفصائل المقاتلة المحاذي للحدود التركية.
وأكد ظريف مناقشة الهجوم الوشيك مع تركيا وسوريا. وستتم مناقشته أيضاً في قمة في طهران الجمعة بين رؤساء إيران وتركيا وروسيا.
في برلين، حذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من وقوع كارثة إنسانية في محافظة إدلب، التي تعد المعقل الأخير للمعارضة المسلحة في سوريا. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن ماس، قوله، أنه سيتطرق لهذه القضية خلال زيارته لتركيا اليوم (الأربعاء) وغداً، وهي الزيارة الأولى له منذ توليه مهام منصبه، وقال «سنفعل ما بوسعنا لمنع وقوع كارثة إنسانية في إدلب».
وأشار ماس، العضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إلى «وحشية نظام الأسد التي شهدناها في الماضي»، وقال إنه وفي ضوء حقيقة أن قرابة ثلاثة ملايين إنسان تقطعت بهم السبل في إدلب فإننا نشهد «وضعاً خطيراً جداً... جداً».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.