زجاجة عمرها ألفا عام تكشف أسرار طقوس مملكة بوسبوران

زجاجة عمرها ألفا عام تكشف أسرار طقوس مملكة بوسبوران
TT

زجاجة عمرها ألفا عام تكشف أسرار طقوس مملكة بوسبوران

زجاجة عمرها ألفا عام تكشف أسرار طقوس مملكة بوسبوران

عثر علماء روس على زجاجة عمرها نحو ألفي عام، وفيها سائل يُعتقد أنه نوع من البلاسم التي استخدمها اليونانيون القدامى في شعائر دفن موتاهم. ويقوم فريق علماء آثار بأعمال تنقيب في مقاطعة كراسنودار على البحر الأسود، في المناطق التي قامت عليها في القرن الأول الميلادي مملكة بوسبوران، التي تعرف أيضاً باسم مملكة البوسفور السيميرية، وكانت تابعة لروما، واستفاد الإمبراطور نيرون من موقعها في حربه على الصفويين وهزيمتهم في عهد الملك ساوروماتيس الثاني.
وعثر علماء الآثار الروس في تلك المنطقة على حجرة، هي في الواقع قبر قديم، يتوسطها تابوت حجري يعود إلى القرن الأول الميلادي، وتشير الزخرفات عليه إلى أنه ربما تابوت واحد من الشرفاء أو الأثرياء، وربما يكون لقائد عسكري محلي عاش في المنطقة في تلك الحقبة من الزمن.
وفي داخل التابوت الحجري عثر العلماء على قارورة زجاجية، حافظت منذ ألفي عام على مادة سائلة في داخلها، لم يتم بعد تحديد طبيعتها وتركيبتها، لكنه يُعتقد أنها بلسم. وقال أحد المشاركين في الحفريات إنها المرة الأولى التي يتم فيها العثور في المنطقة على قارورة «أثرية» حافظت طيلة ألفي عام على المادة التي كانت داخلها، بغض النظر عن طبيعة تلك المادة.
وحسب المعلومات الأولية، بناءً على مراجع تاريخية، يقول العلماء الروس إن المواطنين في مملكة بوسبوران كانوا يستخدمون مثل تلك القوارير في مراسم الدفن. وفضلاً عن القارورة تم العثور كذلك على وعاء فيه رماد وبقايا عظام بشرية، وتقول المخطوطات التاريخية إن الناس في العهد الكلاسيكي الذي يشمل تاريخ الشعوب حول المتوسط منذ الألف الثالثة قبل الميلاد، وحتى القرن الخامس الميلادي، كانوا يحرقون موتاهم، ويجمعون الرماد في وعاء خاص، ومعه يجمعون ما تبقى من عظام لم تأكلها النيران، ويضعون الوعاء في التابوت الحجري. ويأمل العلماء الروس معرفة المزيد عن أسرار طقوس الدفن لدى شعوب المنطقة، بعد تحليل السائل داخل القاروة، الذي رأوا فيه «رسالة في قارورة» قادمة عبر التاريخ. وسيعمل مختبر خاص في موسكو على فك رموزها عبر تحليل السائل.


مقالات ذات صلة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

يوميات الشرق مدخل مقبرة بسقارة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

ما زالت منطقة سقارة الأثرية تبوح بأسرارها، حيث اكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية مصاطب ومقابر ودفنات تكشف مزيداً عن تاريخ هذه المنطقة الأثرية المهمة. …

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية بالقاهرة، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق في هذه الصورة التي قدمتها جامعة برمنغهام اليوم 2 يناير 2025 يجري العمل على اكتشاف 5 مسارات كانت تشكل جزءاً من «طريق الديناصورات» بمحجر مزرعة ديوارز بأوكسفوردشير بإنجلترا (أ.ب)

علماء يعثرون على آثار أقدام ديناصورات في إنجلترا

اكتشف باحثون مئات من آثار أقدام الديناصورات التي يعود تاريخها إلى منتصف العصر الجوراسي في محجر بأوكسفوردشير بجنوب إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأثر ثلاثي الأصبع (جامعة برمنغهام)

من هنا مرَّت الديناصورات...

اكتشف عامل محاجر بريطاني أكبر موقع لآثار الديناصورات في البلاد، وذلك في محجر بمقاطعة أكسفوردشاير، جنوب شرقي إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
ثقافة وفنون ثلاث قطع أثرية من موقع الدُّور في أم القيوين

قطع أثرية يونانية من موقع الدُّور

يحتل موقع الدُّور مكانة بارزة في سلسلة المواقع الأثرية التي كشفت عنها أعمال التنقيب المتواصلة في دولة الإمارات العربية

محمود الزيباوي

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
TT

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)

تطلق هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين، حسب (بي بي سي). وسوف ينظر التحقيق في البرنامج الكامن خلف روبوتات الدردشة مثل «شات جي بي تي».
وتواجه صناعة الذكاء الصناعي التدقيق في الوتيرة التي تعمل بها على تطوير التكنولوجيا لمحاكاة السلوك البشري.
وسوف تستكشف هيئة المنافسة والأسواق ما إذا كان الذكاء الصناعي يقدم ميزة غير منصفة للشركات القادرة على تحمل تكاليف هذه التكنولوجيا.
وقالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، إن ما يسمى بنماذج التأسيس مثل برنامج «شات جي بي تي» تملك القدرة على «تحويل الطريقة التي تتنافس بها الشركات فضلا عن دفع النمو الاقتصادي الكبير».
إلا أنها قالت إنه من المهم للغاية أن تكون الفوائد المحتملة «متاحة بسهولة للشركات والمستهلكين البريطانيين بينما يظل الناس محميين من قضايا مثل المعلومات الكاذبة أو المضللة». ويأتي ذلك في أعقاب المخاوف بشأن تطوير الذكاء الصناعي التوليدي للتكنولوجيا القادرة على إنتاج الصور أو النصوص التي تكاد لا يمكن تمييزها عن أعمال البشر.
وقد حذر البعض من أن أدوات مثل «شات جي بي تي» -عبارة عن روبوت للدردشة قادر على كتابة المقالات، وترميز البرمجة الحاسوبية، بل وحتى إجراء محادثات بطريقة أشبه بما يمارسه البشر- قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إلغاء مئات الملايين من فرص العمل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر جيفري هينتون، الذي ينظر إليه بنطاق واسع باعتباره الأب الروحي للذكاء الصناعي، من المخاطر المتزايدة الناجمة عن التطورات في هذا المجال عندما ترك منصبه في غوغل.
وقال السيد هينتون لهيئة الإذاعة البريطانية إن بعض المخاطر الناجمة عن برامج الدردشة بالذكاء الصناعي كانت «مخيفة للغاية»، وإنها قريبا سوف تتجاوز مستوى المعلومات الموجود في دماغ الإنسان.
«في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منا، على حد علمي. ولكنني أعتقد أنهم قد يبلغون ذلك المستوى قريبا». ودعت شخصيات بارزة في مجال الذكاء الصناعي، في مارس (آذار) الماضي، إلى وقف عمل أنظمة الذكاء الصناعي القوية لمدة 6 أشهر على الأقل، وسط مخاوف من التهديدات التي تشكلها.
وكان رئيس تويتر إيلون ماسك وستيف وزنياك مؤسس شركة آبل من بين الموقعين على الرسالة المفتوحة التي تحذر من تلك المخاطر، وتقول إن السباق لتطوير أنظمة الذكاء الصناعي بات خارجا عن السيطرة.