ترحيب أميركي بتحمل التحالف مسؤولية «حافلة ضحيان» وإشادة بريطانية بسرعة التحقيق

لندن: الضربات الحوثية الصاروخية ضد السعودية لا تعير أي اهتمام للحياة المدنية

TT

ترحيب أميركي بتحمل التحالف مسؤولية «حافلة ضحيان» وإشادة بريطانية بسرعة التحقيق

جددت الولايات المتحدة ثقتها في الخطوات التي أجراها تحالف إعادة الشرعية لليمن بقيادة السعودية، للتحقيق في عملية عسكرية في صعدة (شمال اليمن)، إذ أعلن التحالف قبول نتيجة فريق التقييم المشترك بأنها كانت غير مبررة، مرحبة بنتائج التحقيقات التي أعلنتها السعودية وتحملها نتائج ذلك الخطأ، والإجراءات الاحترازية في عدم استهداف المدنيين.
وفي الوقت نفسه رحبت بريطانيا بسرعة التحقيق الذي أجراه التحالف وإعلانه عن إجراءات لمعالجة توصيات التحقيق في بيان صدر أمس.
يأتي ذلك بعد أن أعلن التحالف عن نتائج التحقيقات حول حادثة الحافلة بمديرية ضحيان بصعدة في 9 أغسطس (آب) الماضي، إذ أعرب التحالف عن أسفه، وقدم تعازيه لأهالي ضحايا الحافلة، متعهدا بـ«محاسبة كل من ثبت ارتكابهم أخطاء وفق الأنظمة والقوانين المتبعة في مثل هذه الحالات مع الاستمرار في مراجعة قواعد الاشتباك».
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان أمس، على لسان هيذر ناورت المتحدثة الرسمية للوزارة، عن ترحيبها بالنتائج التي أعلنها التحالف وتحمل المسؤولين الخطأ الناتج عن تلك الضربة، وتعويض أهالي الضحايا عن ذلك الخطأ، مشيرة إلى أن ذلك يعد خطوة مهمة في الشفافية الكاملة والمساءلة التي يتخذها التحالف، وإعادة النظر في قواعد الاشتباك الخاصة به.
بدورها، رحبت وزارة الدفاع الأميركية بإعلان النتائج التي أجراها التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، وذلك بتحمل نتائج الخطأ في الضربة العسكرية التي استهدفت حافلة مدنية في محافظة صعدة الشهر الماضي، مجددة الثقة في الإجراءات التي تتخذها السعودية في هذا الشأن.
وقالت دانا وايت مساعدة وزير الدفاع للشؤون العامة والمتحدثة الإعلامية باسم وزارة الدفاع، إن جيمس ماتيس وزير الدفاع الأميركي رحّب بإعلان التحالف، معربة عن تقديره لتحمل المسؤولية، واتخاذ التدابير القانونية بهذا الشأن.
وأشارت وايت عبر تغريدات في حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إلى أن الوزير ماتيس يدعم قرار اتخاذ التدابير القانونية التي يجريها التحالف، وذلك لضمان المساءلة القانونية وإدخال التحسينات اللازمة على قواعد الاشتباك، لمنع وقوع مثل ذلك الخطأ في المستقبل، مشيدة بإعلان التحالف عن تعويض عائلات الضحايا، وفقا لإجراءاتها الحاكمة، والالتزام بالقانون الإنساني الدولي، وجميع القواعد والمعايير الدولية التي تحكم سير العمليات العسكرية.
وكان منصور المنصور المتحدث باسم فريق تقييم الحوادث في اليمن، أوضح في مؤتمر صحافي أول من أمس، أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن بادر إلى التحقيق في الحادثة دون طلب من أحد، وتم خلال التحقيق الاطلاع على إجراءات تنفيذ المهمة العسكرية، ومرحلة التخطيط التي على ضوئها تمت العملية العسكرية، مشيرا إلى أن «فريق التحقيق ليس مرتبطا بالأجندات السياسية، نحن فريق مستقل نقوم بإدارة واجبنا كما أوكلت لنا المهمة، نحن نستشعر مسؤوليتنا».
وأكد المنصور أنه «بناء على ما تقدم، واستنادا على المعلومات التي تحصلنا عليها بأن الحافلة كانت تحمل عناصر وقياديا لميليشيا الحوثي المسلحة، وطبقا للقانون الدولي الإنساني والقواعد العرفية، فهي تعتبر هدفا عسكريا مشروعا يحقق تدميره ميزة عسكرية استنادا لنص المادة 52 فقرة 2 من البروتوكول الأول لاتفاقيات جنيف».
وبالعودة إلى البيان البريطاني، قال متحدث باسم الحكومة (لم يسمه البيان): «تدين الحكومة الهجمات التي تستهدف الملاحة في البحر الأحمر، كما تدين الهجمات الصاروخية المنتظمة ضد السعودية التي أطلقها الحوثيون بدعم إيراني، إذ استهدفت هذه الهجمات مناطق سكنية، ولم تظهر أي اعتبار للحياة المدنية، وتتمتع دول التحالف بحق مشروع في الدفاع عن أراضيها».
وأضاف: «تحث المملكة المتحدة جميع أطراف النزاع على بذل كل جهد ممكن لحماية المدنيين الأبرياء وإظهار التزامهم بالقانون الإنساني الدولي»، مشددا على أن النزاع «بدأ بعد استيلاء الحوثيين على السلطة في بعض أجزاء اليمن، ما اضطر الحكومة الشرعية إلى الخروج من هذه المناطق. وينبغي أن يدعم جميع الأطراف العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، والتي تبدأ بالمحادثات في جنيف في 6 سبتمبر (أيلول)».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.