أعلنت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن قبولها بالنتائج التي خلص إليه الفريق المشترك لتقييم الحوادث، مشيرة إلى أنها فور حصولها على تلك النتائج بشكل رسمي ستتخذ كل الإجراءات القانونية لمحاسبة كل من ثبت ارتكابهم أخطاء وفق الأنظمة والقوانين المتبعة في مثل هذه الحالات، مع الاستمرار في مراجعة قواعد الاشتباك، معربة عن أسفها لتلك الأخطاء، مقدمةً تعازيها لأهالي الضحايا وتضامنَها معهم، متمنيةً للمصابين الشفاء العاجل.
وأوضحت قيادة التحالف أنه سيتم تكليف اللجنة المشتركة للنظر في منح المساعدات الطوعية للمتضررين في اليمن بالتواصل مع الحكومة اليمنية الشرعية لتحديد هويات وأسماء المتضررين، ليتم العمل على مساعدتهم وفق الإجراءات المنظِّمة لذلك.
وجدَّدت قيادة التحالف التأكيد على أنها ستستمر في الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية والاتفاقيات ذات الصلة، مع تطبيق قواعد الاشتباك وفق أعلى المعايير والممارسات الدولية بما يضمن احترام القانون الإنساني الدولي وتحقيق المحافظة على أرواح وممتلكات المدنيين.
وكان فريق تقيم الحوادث في اليمن قال في مؤتمر صحافي أمس إن إدارة الغارة على محافظة ضحيان، لا تتوافق مع قواعد الاشتباك للتحالف، ولم يكن القصف مبرراً في هذا الوقت إذ لم يكن يشكل الهدف خطراً على قوات التحالف في هذه الحالة.
ودعا منصور المنصور، المتحدث باسم فريق تقييم الحوادث في اليمن، قوات التحالف لتقديم المساعدات للمدنيين المتضررين من غارة ضحيان، مطالباً قوات التحالف بمحاسبة المتسببين في الأخطاء. وقال المتحدث الرسمي لفريق تقييم الحوادث: «كان هناك تأخير واضح في تجهيز المقاتلة المكلفة باستهداف الحافلة في ضحيان».
وذكر المنصور، أن الفريق اطلع على التقرير التي صدرت حول عمل وآلية عمل الفريق، وسبق أن قمنا ببيانها في كثير من المؤتمرات، وكذلك أيضاً في الاجتماعات مع المنظمات الحقوقية، نحن بصدد دراسة التقارير والأمور المتعلقة بالفريق، وندرس النقاط التي تمت إثارتها المتعلقة بآلية ونزاهة واستقلالية الفريق، وفي حال ارتأينا الرد عليها في المؤتمرات المقبلة، فسندرس ذلك.
وأضاف: «لا نريد الدخول في الأجندات السياسية. نحن فريق مستقل نقوم بإدارة واجبنا كما أوكلت لنا المهمة، نحن نستشعر مسؤوليتنا محكمينا ضمائرنا أمام الله سبحانه وتعالى، ونظهر كافة الحقائق أمام المجتمع الدولي».
وأكد المنصور أن قيام الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن بادر في التحقيق في الحادثة دون طلب من احد، مشيراً إلى أن اطلاع الفريق على إجراءات تنفيذ المهمة ومرحلة التخطيط التي على ضوئها تمت العملية العسكرية إلى جانب حصر المهام اليومية للطلعات التي كانت في تلك المنطقة، مشيراً إلى تحصل الفريق على تسجيلات للفيديو للمهمة المنفذة سواء تلك الموجودة على الطائرة أو تلك التي تم تداولها عبر الشبكة العنكبوتية، مبيناً قيام الفريق للاستماع للمحادثة التي تمت بين الموجة الجوي والطاقم الجوي المنفذ للمهمة.
وأوضح المنصور أن الفريق قام أيضاً بدراسة الصور الجوية والفضائية لاستخراج النتائج واستمع إلى أقوال مَن لهم علاقة بهذه العملية المنفذة على جميع الرتب العسكرية، وأنه بناء على المعطيات السابقة تبين «ورود معلومات استخباراتية من أحد المصادر الموجود في تلك المنطقة مفادها وجود عدد من القيادات والعناصر الحوثية، ومن ضمنهم القيادي المعروف محمد عبد الحفيظ ستين وهو مسؤول عن تدريب المجندين على استخدام الأسلحة والمهارات الميدانية إلى جانب قيادات حوثية موجودة على موقع المحدد في مديرية مجزة بمديرية صعدة».
وأضاف: «بناء على هذه المعلومة وعملية الرصد التي قامت به قوات التحالف تم متابعة الموقف، وتم رصد حافلة في الموقع المحدد وبعد التحقق من الأجهزة الاستخبارتية الموجودة في قوات التحالف، والتأكد من هذه المعلومات من المصادر الموجود على الأرض بأن الحافلة المرصودة هي التي كانت تنقل العناصر الحوثية المسلحة تمت متابعة هذه الحافلة بعد تحركها من الموقع التي تم رصده، والذي كان يوجَد بها كثير من المعسكرات التدريبية لميليشيا الحوثي المسلحة بالإضافة إلى وجود غرفة عمليات في هذه المنطقة».
وتابع المنصور خلال المؤتمر: «بعد رصد هذه الحافلة وأثناء تحركها في المناطق الخالية عن الأعيان المدنية صدر أمر من القائد الموجود في تلك اللحظة لاستهداف الحافلة في موقعين... إلا أنه اتضح أنه لم يكن هناك طائرة موجودة في تلك المنطقة، في الوقت والمكان المناسبين... رغم من صدور توجيهات وأوامر القائد المسؤول عن العملية العسكرية بوجود طائرة في تلك المنطقة لاستخدامها في اللحظة المناسبة». وأشار المتحدث الرسمي باسم الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن إلى توقُّف الحافلة في موقعين لم ينزل أي أحد من ركاب هذه الحافلة، قبل توقفها أمام أحد المباني في تلك المنطقة، مبيناً توقف الحافلة قرابة الخمس دقائق ليتم تنفيذ العملية التي كانت للتحالف عبارة عن حافلة تنقل عناصر حوثية وقياديين تابعة لميليشيا الحوثية في مدينة ضحيان في مديرية مجزة بمحافظة صعدة باستخدام قنبلة دقيقة الإصابة أصابت الهدف بدقة.
وأوضح أن الفريق تبين له أن أمر الاستهداف كان قد صدر في أكثر من موقع أثناء تحرك هذه الحافلة وكانت المناطق مكشوفة ومناسبة لعملية الاستهداف وخالية من المدنيين، إلا أنه عملية الاستهداف لم تتم لعدم توفر طائرة مقاتلة في الوقت والموقع المناسبين، مضيفاً: «بعد أن توقفت الحافلة صدر أمراً بعدم الاستهداف، نظراً لوجود مدنيين واعيان مدنية في تلك المنطقة... إلا أن الأمر كان متأخراً حيث كان قد تم قصف هذه الحافلة في المنطقة... بناء على الأمر الذي كان متكرراً للاستهداف لعدم توفر طائرة في تلك اللحظة».
وأكد المنصور أنه «بناء على ما تقدم فإن الفريق واستناداً على المعلومات التي تحصلنا عليها؛ أن الحافلة كانت تحمل عناصر وقيادياً لميليشيا الحوثي المسلحة، وهو يعتبر طبقاً للقانون الدولي الإنساني والقواعد العرفية هدفاً عسكرياً مشروعاً يحقق تدميره ميزة عسكرية استناداً لنص المادة 52 فقرة 2 من البرتوكول الأول لاتفاقيات جنيف».
وعرَّج المنصور للحديث عن الصور التي تداولها للحادثة عبر وسائل الإعلام الحوثية «بأنه لم يتم التأكد من مصداقيتها وهل هي متصلة بواقع المكان والزمان للحادثة خصوصا أن تلك الصور كانت تتعارض مع ما توصل إليه الفريق من نتيجة بعدم وجود مدنيين في تلك المنطقة عبر الفيديو للعملية العسكرية حال الاستهداف التي اطلع عليه الفريق».
كما أشار المنصور إلى اطلاع الفريق على معلومات أكدتها الميليشيات الحوثية المسلحة، تضمن تأكيدهم مقتل كل من القيادي علي صلاح فايع مسؤول استقطاب الشباب للانخراط في الميليشيات ومحمد عبد الحفيظ ستين مسؤول تدريب المجندين علي حسين العجري مسؤول استقطاب محاربين من محافظتي ريما والمحويت يحيى حسين البشري أحد الخبراء بتجهيزات العبوات الناسفة، إلى جانب اطلاع الفريق على معلومات مؤكدة على استهداف الحوثيين لأراضي المملكة بـ7 صواريخ من تلك المنطقة.
التحالف يقبل نتائج فريق التقييم حول «حافلة صعدة» ويعتذر للضحايا
تعهد بالمحاسبة... وأعلن التزامه أعلى معايير للاشتباك
التحالف يقبل نتائج فريق التقييم حول «حافلة صعدة» ويعتذر للضحايا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة