العثور على «تمساح الواحة» المصري بعد73 مليون سنة على {إختفائه}

تطور يساهم في سد فجوة زمنية في أفريقيا تصل إلى نحو 30 مليون سنة

رسم تشبيهي للعلاقة بين «منصوراصورس» و«تمساح الواحة»
رسم تشبيهي للعلاقة بين «منصوراصورس» و«تمساح الواحة»
TT

العثور على «تمساح الواحة» المصري بعد73 مليون سنة على {إختفائه}

رسم تشبيهي للعلاقة بين «منصوراصورس» و«تمساح الواحة»
رسم تشبيهي للعلاقة بين «منصوراصورس» و«تمساح الواحة»

أعلنت المجلة الجيولوجية المتخصصة في أبحاث العصر الطباشيري (Cretaceous Research) عن اكتشاف فريق بحثي مصري - أميركي مشترك لأقدم حفرية لتمساح هو الأول من نوعه من حيث الحجم والنوع بمنطقة الواحات الداخلة بصحراء مصر الغربية، وأطلق عليه اسم «تمساح الواحة».
وقالت المجلة عبر موقعها الإلكتروني، إن «الحفريات المكتشفة تشير إلى أن هذا التمساح الفريد ينتمي إلى أواخر العصر الطباشيري في شمال أفريقيا، وهو يختلف اختلافاً ملحوظاً عن الأشكال المعروفة للتماسيح في أميركا الجنوبية ومدغشقر في الفترة ذاتها».
ومن المقرر أن تتيح المجلة العليمة المتخصصة، البحث بشكل كامل، للنشر العلمي، في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ويقول هشام سلام، الأستاذ المساعد في قسم الجيولوجيا بجامعة المنصورة، وأحد أعضاء الفريق البحثي لـ«الشرق الأوسط»، إن تمساح الواحة «ينتمي إلى نفس طبقة العصر الطباشيري العلوي التي تعود لنحو 73 مليون سنة مضت، وهي نفس الفترة التي عاش فيها الديناصور منصوراصورس الذي تم الإعلان عن اكتشافه في يناير (كانون الثاني) من العام الحالي».
وأوضح أن «الفريق البحثي تمكن من تحديد أبعاد هذا التمساح اعتمادا على الحفريات التي أمكن جمعها وهي، الجمجمة، والفك السفلي، والفقرات والأطراف، حيث أوضح سلام أن (طوله نحو 5 أمتار ووزنه في حدود 750 كيلوغرام)».
ورغم الفارق الكبير بين «تمساح الواحة» و«منصوراصورس» الذي كان طوله 10 أمتار، ووزنه نحو 5 أطنان، بحسب البحث الذي نشرته دورية «نيتشر إيكولوجي آند إيفولوشن» في 29 يناير من العام الحالي، إلا أن سلام أكد أن «معيشة الاثنين في نفس الفترة تشير إلى أن العلاقة بينهما كانت علاقة بين فريسة ومفترس».
ولفت إلى أن «التمساح من آكلي اللحوم والديناصور من آكلي العشب، ويمكن للحيوانات آكلة اللحوم السيطرة على آكلي العشب، حتى لو كان هناك تباين في الحجم».
وشارك فريق مصري - أميركي في البحث، وضم سارة صابر، باحثة الماجستير بقسم الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة أسيوط، وباتريك أوكونور من قسم العلوم الطبية الحيوية بكلية التراث بجامعة أوهايو الأميركية، وإريك سيفرت بقسم العلوم التشريحية التكاملية بكلية الطب بجامعة جنوب كاليفورنيا.
ويفيد هذا الاكتشاف الجديد في تكوين فكرة عن «النظام الحياتي في فترة نهاية العصر الطباشيري، وهي غير موثقة أفريقيا» كما يؤكد سلام.
وتوجد فجوة زمنية في قارة أفريقيا غير موثقة علمياً، وتعود تلك الفترة إلى قرابة 30 مليون سنة في الفترة ما بين (94 - 66 مليون سنة) بنهاية العصر الطباشيري.
وبُذلت خلال العقدين الماضيين محاولات علمية جادة لسد هذه الفجوة، إلى أن تم اكتشاف أول ديناصور يوثق تلك الفترة «منصوراصورس»، وأعقب ذلك اكتشاف «تمساح الواحة». ويضيف الباحث المشارك بالاكتشاف: «هذا البحث هو جزء من سلسلة أبحاث عملنا عليها لوضع تصور لنظام الحياة في الفترة التي عاش فيها منصوراصورس، حيث ستنشر قريبا أبحاث عن سلحفاة عاشت في نفس الفترة، وكذلك بعض أنواع الأسماك».


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

يوميات الشرق إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق معرض يحكي قصة العطور في مصر القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض أثري يتتبع «مسيرة العطور» في مصر القديمة

يستعيد المتحف المصري بالتحرير (وسط القاهرة) سيرة العطر في الحضارة المصرية القديمة عبر معرض مؤقت يلقي الضوء على صناعة العطور في مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة )

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)
TT

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً. واختيرت الممثلة جوليا دو نونيز لأداء الدور الرئيسي في المسلسل الذي أخرجه الزوجان دانييل وكريستوفر تومسون، نظراً للشبه الكبير بينها وبين باردو في شبابها.
وكشف مقربون من الممثلة أنها تعاني من ضيق في التنفس، لكنها رفضت الاستمرار في المستشفى وأصرت على أن تعود إلى منزلها في بلدة «سان تروبيه»، وهي المنطقة التي تحولت إلى وجهة سياحية عالمية بفضل إقامة باردو فيها. إنها الممثلة الفرنسية الأولى التي بلغت مرتبة النجومية خارج حدود بلادها وكانت رمزاً للإغراء شرقاً وغرباً. وقد قدمت لها عاصمة السينما هوليوود فرص العمل فيها لكنها اكتفت بأفلام قلائل وفضلت العودة إلى فرنسا.

جوليا في دور بريجيت باردو (القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي)

حال الإعلان عن نقلها إلى المستشفى، باشرت إدارات الصحف تحضير ملفات مطولة عن النجمة المعتزلة البالغة من العمر 88 عاماً. ورغم أنها كانت ممثلة برعت في أدوار الإغراء فإن 10 على الأقل من بين أفلامها دخلت قائمة أفضل ما قدمته السينما الفرنسية في تاريخها. وهي قد اختارت أن تقطع تلك المسيرة، بقرار منها، وأن تعلن اعتزالها في عام 1970 لتتفرغ لإدارة جمعية تعنى بالحيوانات وتتصدى لإبادتها لأسباب مادية، مثل الحصول على الفراء والعاج. ومن خلال شهرتها واتصالاتها برؤساء الدول تمكنت من وقف تلك الحملات في بلاد كثيرة.
وفي المسلسل الجديد الذي تعرضه القناة الثانية، وهي الرسمية، حاولت الممثلة الشابة جوليا دو نونيز أن تجسد شخصية تلك الطفلة التي تحولت من مراهقة مشتهاة إلى امرأة طاغية الفتنة. كما أعادت جوليا إلى الأذهان عدداً من المشاهد الشهيرة التي انطبعت في ذاكرة الجمهور لبريجيت باردو التي قدمها المخرج روجيه فاديم في فيلم «وخلق الله المرأة»، ثم تزوجها. وهي المرحلة التي ظهرت فيها «الموجة الجديدة» في السينما وكانت باردو أحد وجوهها.
لم يكن فاديم الرجل الأول والوحيد في حياتها. بل إن نصيرات حقوق المرأة يعتبرن بريجيت باردو واحدة من أبرز الفرنسيات اللواتي تمسكن بمفهوم الحرية وخرجن على التقاليد. لقد لعبت أدوار المرأة المغرية لكنها عكست وجهاً لم يكن معروفاً من وجوه المرأة المعاصرة.