الموريتانيون ينتخبون اليوم برلماناً ومجالس بلدية ومحافظات

الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز  (أ.ف.ب)
الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز (أ.ف.ب)
TT

الموريتانيون ينتخبون اليوم برلماناً ومجالس بلدية ومحافظات

الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز  (أ.ف.ب)
الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز (أ.ف.ب)

سيتوجَّه أكثر من مليون وأربعمائة ناخب موريتاني إلى صناديق الاقتراع، اليوم (السبت)، لاختيار 157 نائباً للبرلمان الجديد، و219 مجلساً بلدياً لكل واحدة من بلديات البلاد، بالإضافة إلى انتخاب مجالس محلية جديدة بعدد المحافظات الموريتانية الـ13، التي استحدثت العام الماضي، لتحل محل مجلس الشيوخ الذي ألغي باستفتاء شككت المعارضة في سلامته.
وأمس، في «يوم الصمت الانتخابي»، فتحت مراكز الاقتراع استثنائياً لقوات الأمن والقوات المسلحة للتصويت، حتى يتسنى لها القيام بمهامها لضبط العملية الانتخابية والحفاظ على الأمن، حيث سيكون على نحو عشرة آلاف عسكري ورجل أمن تأمين الانتخابات في أكثر من ثلاثة آلاف مكتب تصويت موزعة في 13 محافظة موريتانية.
ويتنافس في الانتخابات أكثر من مائة حزب سياسي قدموا ما يزيد على ستة آلاف مرشح في واحدة من أكثر الانتخابات تعقيداً في تاريخ موريتانيا. وتم تحديد يوم 15 سبتمبر (أيلول) لإجراء جولة الإعادة في حال عدم حسم النتيجة من الجولة الأولى، في وقت تحتج فيه المعارضة على شرعية اللجنة الانتخابية.
وكانت المنافسة حادة وجرى تبادل الاتهامات بين الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وحزب الاتحاد من أجل الجمهورية من جهة والإسلاميين الذين باتوا أكبر حزب معارض يشارك بالعدد الأكبر من القوائم في هذه الانتخابات.
واختتمت الحملات الدعائية، أمس (الجمعة)، وسط مطالبة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الناخبين بعدم التصويت للوائح الإسلاميين، وقال إنهم خطر على استقرار البلد وعلى ديمقراطيته. وحذر ولد عبد العزيز من وصولهم للسلطة، وقال إنهم «مجموعة من المتطرفين فككوا بعض الدول العربية ودمروها، وبالتالي يجب سد الباب أمام هؤلاء المتطرفين»، قبل أن يضيف أن هذه «ليست اتهامات وآراء، إنها وقائع حدثت على الأرض، في الدول العربية التي حدثت فيها ثورات قادت لصعود تلك الأحزاب المتطرفة».
وقال إنهم «يرتدون بدلات عنق» ولكنهم سرعان ما يستبدلونها بالأسلحة عندما لا تتحقق أهدافهم عن طريق السياسة والأدوات الديمقراطية. وكان يقصد ولد عبد العزيز بتحذيراته حزب «التجمع الوطني للإصلاح والتنمية»، المعروف اختصاراً تحت اسم «تواصل»، وهو حزب سياسي تم الترخيص له قبل عشر سنوات، ويتخذ من «جماعة الإخوان المسلمين» مرجعية له. ورد حزب «تواصل» على الرئيس قائلاً إن الحزب الحاكم متخوف من خسارة محققة.
واستفاد الحزب في عام 2013 من مقاطعة المعارضة الديمقراطية للانتخابات حين حصل على 16 مقعداً برلمانياً مكنته من احتلال المرتبة الثانية في البرلمان بعد حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم.
ويسعى حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، مدعوماً من الرئيس الموريتاني، لتحقيق «أغلبية ساحقة» في البرلمان المقبل، وهو برلمان من شأنه أن يرسم ملامح المرحلة السياسية المقبلة في موريتانيا، فالبلد سيشهد بعد أقل من عام انتخابات رئاسية حاسمة، لن يكون ولد عبد العزيز مرشحاً لها بنص الدستور الحالي للبلاد، الذي يحدد عدد الولايات الرئاسية باثنتين.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.