شيعت الخرطوم أمس أحد أبرزها رجالها الناشطين السياسيين والحقوقيين وقادة العمل المعارض في السودان، الدكتور أمين مكي مدني، واحتشدت جماهير غفيرة في مقابر «فاروق» وسط البلاد للمشاركة في توديع جثمانه.
وتوفي الوزير السابق في الحكومة الديمقراطية أمين مكي مدني عن عمر ناهز الثمانين عاماً بعد صراع طويل مع المرض بالخرطوم أمس، ويعد من أبرز قادة العمل المعارض في البلاد، وترأس مبادرة المجتمع المدني، العضو في التحالف المعارض «نداء السودان». ونعت تنظيمات سياسية ومجتمعية الراحل، وقال الزعيم المعارض الصادق المهدي في بيان أمس، إنه ينعى الرجل باعتباره أحد أعمدة وقادة المجتمع المدني السوداني والمعارضة، وتابع: «لم يبخل بوقته وفكره في الدفاع عن القضايا الوطنية والحقوقية، وله إسهامات كثيرة في تطوير العمل المعارض».
ووظف الراحل خبراته القانونية في الدفاع عن حقوق الإنسان، وأدى موقفه هذا لتعرضه للملاحقة والاعتقال خلال فترتي حكم الرئيس الأسبق جعفر النميري وحكم الرئيس عمر البشير، وآخرها اعتقاله في ديسمبر (كانون الأول) 2014، هو وقادة تحالف «نداء السودان» المعارض، ومنع من السفر لتلقي العلاج في 2017.
نال الراحل مكي عددا من الجوائز المتعلقة بحقوق الإنسان، وأهمها جائزة «هيومن رايتس ووتش» لمراقبة حقوق الإنسان، وجائزة نقابة المحامين الأميركية لحقوق الإنسان 1991، وجائزة الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان 2013. ومدني من مواليد مدينة «ود مدني» وسط البلاد 2 فبراير (شباط) 1939، وحائز على شهادة الدكتوراه من جامعة أدنبره في 1970 (القانون الجنائي المقارن)، وماجستير في القانون بدرجة الامتياز من جامعة لندن 1965، ودبلوم القانون المدني من جامعة لوكسمبورغ 1964، وليسانس في الحقوق (مرتبة الشرف) من جامعة الخرطوم 1962.
عمل الراحل في عدد من الوظائف في الأمم المتحدة، وله مدونة باسمه فيها كثير من المقالات المتعلقة بحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، كما نال عضوية اللجنة الدولية للاستقصاء حول الحرب الإسرائيلية اللبنانية 2006، وهو كاتب خلفية تقرير اللجنة الدولية للحقوقيين عن «حالة حقوق الإنسان في السودان».
الموت يغيب الناشط السياسي والحقوقي السوداني أمين مكي مدني
الموت يغيب الناشط السياسي والحقوقي السوداني أمين مكي مدني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة