ليبرمان: نريد إسقاط «حماس» ولكن بأقل ثمن ممكن وبواسطة الفلسطينيين

وزير الاستيطان يعتبر اغتيال قادة الحركة سبيلاً وحيداً لإنهاء حكمهم في غزة

TT

ليبرمان: نريد إسقاط «حماس» ولكن بأقل ثمن ممكن وبواسطة الفلسطينيين

اختتم وزيران بارزان في الحكومة الإسرائيلية، أمس الجمعة، شهراً كاملاً من الهجمات المتبادلة بينهما، تنافسا فيه على رفض التهدئة مع حركة «حماس» والسعي إلى إسقاط حكمها. وقد بلغت هذه الحملة أوجها بقيام وزير المعارف ورئيس حزب المستوطنين، نفتالي بنيت، باتهام زميله وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، بأنه يعمل على تقوية حكم «حماس». وقال له إن من يريد إسقاط الحركة بأقل ثمن يتجه نحو تصفية قادتها واحداً واحداً وليس التفاوض معهما على «هدوء كاذب».
وكان ليبرمان قد غيّر رأيه السابق باغتيال قادة «حماس» وإسقاط حكمهم، وراح يتحدث في الأيام الأخيرة عن «القضاء على حكم حماس في غزة بواسطة الجمهور الفلسطيني في القطاع». وعرض ليبرمان رأيه هذا، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» فقال: «بنظري، إن غايتنا المركزية في غزة كانت وما زالت إسقاط حكم حماس. لأن ما يهمنا في نهاية الأمر هو الهدوء الأمني على طول الحدود. وعندما دخلت إلى وزارة الأمن سألت المسؤولين فيها ما هي نهاية اللعبة في القطاع. فتحدثنا عن خيارين: إسقاط حماس بواسطة الجيش الإسرائيلي ودفع ثمن غير بسيط، وبضمن ذلك الحاجة للسيطرة هناك، أو محاولة إنشاء وضع يسقط فيه المواطنون بأنفسهم الحكم. والطريق الثانية تضمن استقراراً أكثر بكثير. وفي كلتا الطريقين نحن ننزل ضربات شديدة على ممارسي الإرهاب، وعلى القيادة، وتحاول دق الأسافين بين القيادة والسكان. هذه هي الاستراتيجية. فإذا انتفض الجمهور في غزة، (كتائب) عز الدين القسام لن تُفيد. وأنا أؤمن أنه توجد علاقة مباشرة بين الهدوء الأمني والمنافع الاقتصادية. وقد بدأنا نتحدث مع السكان فوق رأس قادة حماس بواسطة موقع منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق (المحتلة)».
وقال ليبرمان إن «حماس كانت على شفا فقدان الحكم في الشتاء الماضي، بسبب ضائقة السكان، ولكنها نجحت في تحويل غضب السكان نحو إسرائيل. إلا أن الأمور تتغير ولم يعد الآن أي احتمال لأن تفوز حماس في انتخابات حرة في القطاع. وأنا لا أتكهن وإنما أعرف. هذا تقدير متفق عليه». وأضاف: «لست منشغلاً بالتهدئة ولا أؤمن بالتهدئة. والتهدئة الوحيدة بالنسبة لي هي الواقع الميداني. وفي جميع الأحوال، لن تكون هناك تهدئة من دون موضوع الأسرى والمفقودين». وقال إن صفقة تبادل أسرى سيكون لها «ثمن». وأضاف: «كنت أحد ثلاثة وزراء صوتوا ضد صفقة شاليط، وهذه المرة لن تكون هناك صفقة شاليط (أي الإفراج عن أكثر من 1000 أسير فلسطيني). وقد طلبت من الحكومة تبني تقرير شمغار بخصوص صفقات تبادل الأسرى، ولأسفي أن الحكومة لم تتبنّ التقرير». وتابع ليبرمان بأنه يعارض خروج عمال من القطاع للعمل في إسرائيل، معتبرا ذلك «خطراً أمنياً. وأسبوع أو اثنان من الهدوء ليس كافياً. يجب أن نرى تغييراً راديكالياً لكي ندرس مجدداً كل هذا الموضوع». وادعى أن «حماس لا تستغل فقط العمال من أجل نقل رسائل وأموال للإرهاب، وإنما هي تستغل مرضى السرطان أيضاً الذين يخرجون من غزة للعلاج في إسرائيل. ونحن نغير سياسة دخول المرضى من غزة إلى إسرائيل. ولا ينبغي أن تعالجهم دولة إسرائيل. إنهم يحتلون أماكن في المستشفيات. ويجب معالجتهم في مصر والأردن والسلطة الفلسطينية».
وقد رد وزير التعليم، نفتالي بنيت، على ليبرمان قائلاً إن اغتيال قادة «حماس» هو الحل الأفضل وإن على إسرائيل القيام بذلك في أقرب حين. ورفض بنيت أقوال ليبرمان وشدد، خلال حديث إذاعي، أمس الجمعة، على ضرورة استهداف قادة «حماس»، واستهداف قدرات الحركة العسكرية، خاصة منصات الصواريخ في قطاع غزة. وقال: «من واجب الحكومة الإسرائيلية تجريد قطاع غزة من السلاح، وتدمير أنفاق الحركة، وفك ارتباط الحركة بإيران».
وأضاف بنيت: «أنا أؤيد اغتيال قادة حماس، علينا أن نفعل في غزة ما نفعله في يهودا والسامرة (الضفة الغربية). فلماذا لا يطلقون النار علينا من هناك؟ لأن الجيش الإسرائيلي لا يسمح لهم برفع رؤوسهم، ليس هذا فقط يجب علينا أن ندمر قدرة حماس ونمنعها من النمو. وهكذا فعلنا مع حزب الله. مسؤوليتنا هي تدمير قدرة حماس على إلحاق الأذى بنا، ووضع مفهوم بديل للعقود القادمة تجاه قطاع غزة. إن تصوري هو أنه يتعين علينا نزع أسلحتهم بمفردنا وبناء على قدرتنا وبالقوة حتى لا يتمكنوا من رفع التهديد فيما بعد بإطلاق الصواريخ».
ونفى بنيت أنه يدعو إلى اجتياح قطاع غزة، وقال: «نحن نعرف أماكن منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحماس، علينا تدميرها بالكامل، كما علينا تدمير قدرتهم على إنتاج الصواريخ».



الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية في اليمن أنها ستكتفي، فقط، باستهداف السفن التابعة لإسرائيل خلال مرورها في البحر الأحمر، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها الجماعة، الأحد، إلى شركات الشحن وجهات أخرى.

ونقل ما يسمى بـ«مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، التابع للجماعة الحوثية، أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ستقتصر، فقط، على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وأضاف المركز، الذي كلفته الجماعة بالعمل حلقةَ وصل بينها وشركات الشحن التجاري، أنها توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستئناف الضربات على السفن التابعة لها في حال استمرار هذه الدول في هجماتها الجوية على المواقع التابعة لها والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وسبق للجماعة الحوثية تحذير الدول التي لديها وجود عسكري في البحر الأحمر من أي هجوم عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتوعدت في بيان عسكري، أنها ستواجه أي هجوم على مواقعها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، بعمليات عسكرية نوعية «بلا سقف أو خطوط حمراء».

لقطة أرشيفية لحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان التي أعلن الحوثيون استهدافها 8 مرات (رويترز)

كما أعلنت الجماعة، الأحد، على لسان القيادي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسمها، استهداف حاملة الطائرات أميركية هاري ترومان شمال البحر الأحمر بمسيرات وصواريخ لثامن مرة منذ قدومها إلى البحر الأحمر، بحسب سريع.

وسبق لسريع الإعلان عن تنفيذ هجوم على هدفين حيويين في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، السبت الماضي، باستخدام صاروخين، بعد إعلان سابق باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخين أُطْلِقا من اليمن.

موقف جديد منتظر

وفي وقت مبكر من صباح الأحد كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية عن استقبال 4 غارات أميركية، في أول ساعات سريان «هدنة غزة» بين إسرائيل، و«حركة حماس».

ويتوقع أن تكون الضربات الأميركية إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الجماعة الحوثية في سياق منعزل عن التطورات في غزة واتفاق الهدنة المعلن، بخلاف المساعي الحوثية لربط العمليات والمواجهات العسكرية في البحر الأحمر بما يجري في القطاع المحاصر.

ومن المنتظر أن تصدر الجماعة، الاثنين، بياناً عسكرياً، كما ورد على لسان سريع، وفي وسائل إعلام حوثية، بشأن قرارها اقتصار هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل، والرد على الهجمات الأميركية البريطانية.

كما سيلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً متلفزاً، بمناسبة بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وزعم سريع، السبت الماضي، وجود رغبة لدى الجماعة لوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وإيقاف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مهاجمة أهداف في اليمن.

كما أكّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، أن الهجمات على إسرائيل ستعود في حال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تستهدف الجماعة الحوثية سفناً في البحر الأحمر بزعم تبعيتها لإسرائيل، حيث بدأت باحتجاز السفينة جالكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما في المياه الدولية، والتي لا تزال، وأفراد طاقمها البالغ عددهم 25 فرداً، قيد الاحتجاز لدى الجماعة.

السفينة «غالاكسي ليدر» التي تحتجزها الجماعة الحوثية منذ 14 شهراً (رويترز)

وأتبعت الجماعة ذلك بتوسع عملياتها لتشمل السفن البريطانية والأميركية، بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في المياه القريبة من شواطئ اليمن بزعم دعم ومساند سكان قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية.

وتسببت تلك الهجمات في تعطيل جزء كبير من حركة التجارة الدولية، وأجبرت شركات الشحن والملاحة على تغيير مسار السفن التابعة لها، واتخاذ مسار أطول حول جنوب قارة أفريقيا بدلاً من عبور قناة السويس.

وأدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار التأمين وتكاليف الشحن وزيادة مدد وصولها، وبث مخاوف من موجة تضخم عالمية جديدة.

لجوء إلى التخفي

ويلجأ قادة الجماعة إلى الانتقال من مقرات إقامتهم إلى مساكن جديدة، واستخدام وسائل تواصل بدائية بعد الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، رغم أنهم يحيطون أنفسهم، عادة، باحتياطات أمنية وإجراءات سرية كبيرة، حيث يجهل سكان مناطق سيطرتهم أين تقع منازل كبار القادة الحوثيين، ولا يعلمون شيئاً عن تحركاتهم.

أضرار بالقرب من تل أبيب نتيجة اعتراض صاروخ حوثي (غيتي)

وشهدت الفترة التي أعقبت انهيار نظام الأسد في دمشق زيادة ملحوظة في نقل أسلحة الجماعة إلى مواقع جديدة، وتكثيف عميات التجنيد واستحداث المواقع العسكرية، خصوصاً في محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

كما كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، خلال الأيام الماضية أن الاتصالات بقيادة الصف الأول للجماعة المدعومة من إيران لم تعد ممكنة منذ مطلع الشهر الحالي على الأقل، نتيجة اختفائهم وإغلاق هواتفهم على أثر التهديدات الإسرائيلية.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تحالفاً عسكرياً تحت مسمى تحالف الازدهار، لمواجهة الهجمات الحوثية وحماية الملاحة الدولية، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي بدأ التحالف هجماته على المواقع العسكرية للجماعة والمنشآت المستخدمة لإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، في فبراير (شباط) الماضي، قوة بحرية جديدة تحت مسمى «خطة أسبيدس»، لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وحدد مهامها بالعمل على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، على أن يكون المقر في لاريسا اليونانية.

احتفالات حوثية في العاصمة صنعاء بوقف إطلاق النار في غزة (إعلام حوثي)

وتزامنت هجمات الجماعة الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر مع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن ومواقع إسرائيلية، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي للرد بضربات جوية متقطعة، 5 مرات، استهدف خلالها منشآت حيوية تحت سيطرة الجماعة.

وشملت الضربات الإسرائيلية ميناء الحديدة وخزانات وقود ومحطات كهرباء في العاصمة صنعاء.

ونظمت الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء، الأحد، عدداً من الاحتفالات بمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفعت خلالها شعارات ادعت فيها أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وهجماتها الصاروخية على الدولة العبرية، أسهمت في إجبارها على القبول بالهدنة والانسحاب من القطاع.

وتأتي هذه الاحتفالات مترافقة مع مخاوف قادة الجماعة من استهدافهم بعمليات اغتيال كما جرى مع قادة «حزب الله» اللبناني خلال العام الماضي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافهم، وسط توقعات بإصابة قادة عسكريين كبار خلال الضربات الأميركية الأخيرة في صنعاء.