مقتل عشرات الجنود الأفغان في كمين لـ«طالبان»

كابل تتحدث عن مقتل زعيم {داعش} في غارة لطائرة أميركية بلا طيار

طائرة هليكوبتر أفغانية تقصف منزلاً اختبأت فيه عناصر من حركة «طالبان» على مشارف العاصمة كابل (أ.ب)
طائرة هليكوبتر أفغانية تقصف منزلاً اختبأت فيه عناصر من حركة «طالبان» على مشارف العاصمة كابل (أ.ب)
TT

مقتل عشرات الجنود الأفغان في كمين لـ«طالبان»

طائرة هليكوبتر أفغانية تقصف منزلاً اختبأت فيه عناصر من حركة «طالبان» على مشارف العاصمة كابل (أ.ب)
طائرة هليكوبتر أفغانية تقصف منزلاً اختبأت فيه عناصر من حركة «طالبان» على مشارف العاصمة كابل (أ.ب)

لقي زعيم تنظيم داعش في شرق أفغانستان، ياسر خراساني، مصرعه في غارة شنتها طائرات «درون» أميركية على قواعد ومخابئ للتنظيم شرق أفغانستان. ونقلت وكالة «خاما برس» المقربة من رئاسة الأركان الأفغانية، عن بيان للجيش الأفغاني، جاء فيه أن القوات الأميركية شنت غارات جوية بطائرات دون طيار لاستهداف مخابئ وقواعد التنظيم في منطقة تانجي بمديرية خوغياني، وأن هذه الغارات أسفرت عن مقتل ياسر خراساني، وعدد من رفاقه، وتدمير مدفع رشاش ثقيل للتنظيم. وكان الجيش الأفغاني تحدث عن اعتقال مجموعة من المسلحين في ننغرهار، يعتقد بوجود صلات لها مع تنظيم داعش، كما أشارت الاستخبارات الأفغانية إلى مصادرتها عددا من قطع السلاح والذخيرة أثناء العملية.
وكانت الحكومة الأفغانية قد اعترفت بمقتل 25 من جنودها في ولاية فارياب شمال أفغانستان، بعد تعرض قافلتهم لكمين نصبته «طالبان» بين منطقتي قيصر وغورماش. وقال عضو المجلس الإقليمي للولاية عبد الباقي هاشمي، إن عشرين جنديا آخرين أصيبوا في الكمين، كما أسرت حركة طالبان ستة عشر جنديا كرهائن بعد استمرار الاشتباكات عدة ساعات. وقال هاشمي إن الجيش تمكن من استعادة أربع من جثث الجنود القتلى، فيما استعاد الهلال الأحمر الأفغاني ثماني جثث أخرى. وقال عضوا المجلس الإقليمي للولاية عبد الباقي هاشمي ومحمد نادر سعيدي، إن القافلة العسكرية كانت مؤلفة من 80 مركبة غادرت قاعدة عسكرية معزولة في قرية غورماش متوجهة إلى مدينة ميمنة مركز ولاية فارياب حين تعرضت للكمين، مما اضطر القوات الأفغانية إلى التخلي عن نحو عشرين مركبة عسكرية على أرض المعركة مع جثث الجنود؛ لكن تم تدمير المركبات من قبل الطائرات الأميركية، وأضاف سعيدي أنه مع مغادرة القافلة العسكرية منطقة غورماش، أصبحت «طالبان» تسيطر تماما على قرية غورماش؛ حيث فشلت القوات الحكومية في إرسال قوات دعم للقوات المحاصرة، سواء من فارياب ومن ولاية بادغيس المجاورة.
وتأتي هجمات «طالبان» في ولاية فارياب الشمالية متزامنة مع ازدياد هجمات الحركة على القوات الحكومية الأفغانية في عدد من الولايات، والضغط عليها لانتزاع السيطرة منها على عدد من المناطق، وتشتيت القوات الأفغانية وإرهاقها، من خلال إجبارها على الحركة الدائمة والتنقل لمواجهة معارك في ولايات مختلفة، مما يفقد هذه القوات جزءا من قدرتها ورغبتها في القتال.
ومع سيطرة «طالبان» على بلدة غورماش شمال أفغانستان، فقد بسطت الحركة سيطرتها على ما نسبته 13.8 في المائة من مجموع الأراضي الأفغانية، إضافة إلى أنها تنازع في السيطرة على 30 في المائة من المناطق الأخرى، وفق بيان أصدره مكتب المفتش العام المعني بإعادة إعمار أفغانستان.
من جانبها قالت حركة طالبان، إن قواتها تمكنت من قتل اثنين من الجنود الحكوميين، وأسرت ثمانية آخرين بعد تمكن «طالبان» من السيطرة على إحدى نقاط المراقبة والتفتيش في منطقة سماك، في مديرية دولتيار، في ولاية غور غرب أفغانستان. وقال البيان إن اشتباكا ضاريا وقع بين قوات الطرفين للسيطرة على نقطة المراقبة والتفتيش.
وفي بيان آخر لـ«طالبان» على موقعها على الإنترنت، قالت إن اشتباكات عنيفة وقعت بين قوات الحركة والقوات الحكومية في ترينكوت، مركز ولاية أرزغان، ما أسفر عن مقتل أربعة عشر من القوات الحكومية وتدمير دبابتين. واتهمت «طالبان» القوات الأميركية والحكومية الأفغانية بالتسبب في مقتل أربعة عشر مدنيا وخطف اثني عشر آخرين في ولاية قندهار جنوب أفغانستان. وجاء في بيان «طالبان» أن القوات الأميركية استعانت بمرتزقة وعملاء شركات أمنية في مهاجمة منطقة شاوبي في ولاية شاوليكوت بالطائرات.
وكانت قوات «طالبان» قد اغتالت شاهد غلتان، القائد السابق للشرطة في منطقة نادي علي ومرجا وغرم سير في ولاية هلمند جنوب أفغانستان، وذلك بنصب كمين له في مدينة لشكر جاه، مركز الولاية. واتهمت «طالبان» القائد السابق للشرطة بعمليات تعذيب وقتل للأسرى، كما تمكن مسلحو «طالبان» من اعتقال وأسر عبيد الله قائد الشرطة في ولاية زابل الواقعة بين ولايتي غزني وقندهار جنوب أفغانستان، وذلك أثناء سفر الضابط عبيد الله من زابل إلى العاصمة الأفغانية كابل.
وفي تطور مثير، قلل وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس من أهمية فكرة إرسال «مرتزقة» متعاقدين مع شركات أمنية خاصة إلى أفغانستان، للحلول مكان القوات الأميركية. وقال ماتيس للصحافيين في مقر وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون: «عندما يضع الأميركيون مصداقية أمتهم على المحك، فإن خصخصتها ربما ليست فكرة حكيمة».
وكان إريك برينس المدير السابق لشركة «بلاك ووتر» الأميركية، قد تحدث في مناسبات عدة عن خطة بديلة للقوات الأميركية في أفغانستان، بإحلال متعاقدين مع شركات أمنية أميركية بدل القوات الحكومية الأميركية، وهو ما يقلل تورط الجيش الأميركي ويقلل من خسائره؛ لكنه لا يضع ضوابط عسكرية وقوانين للمعاملة المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية، الأمر الذي تخشى منه كل من واشنطن وكابل من أنه قد يتسبب في ازدياد الغضب الشعبي الأفغاني ضد الولايات المتحدة في أفغانستان.
من جهتها نفت الحكومة الصينية كونها تخطط لإقامة قاعدة عسكرية لها في أفغانستان، بعد نشر صحيفة في هونغ كونغ خبرا يقول إن الحكومة الصينية تعكف على إنشاء معسكر لتدريب القوات الأفغانية، وقد ترسل إليه جنودا صينيين. ونقلت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينع» عن مصادر على صلة بالجيش الصيني لم تسمها، قولها إن الصين تبني المعسكر في منطقة ممر واخان، وهو عبارة عن لسان بري ضيق يفصل ما بين باكستان وطاجيكستان؛ لكنه يربط الأراضي الأفغانية بالصين. لكن الناطقة باسم الخارجية الصينية هوا تشون ينغ، نفت صحة التقرير بالقول: «بالرجوع إلى الجهات المختصة فإنه تبين عدم صحة التقرير، لذا لا توجد صحة لإقامة قاعدة عسكرية هناك».
داخليا أفغانيا، أعلن عمدة العاصمة الأفغانية كابل عبد الله حبيب زاي، استقالته من منصبه، وأنه قدم الاستقالة للرئيس أشرف غني، دون أن يذكر الأسباب الداعية للاستقالة. وأعلن العمدة المستقيل أن الرئيس أشرف غني قبل الاستقالة؛ لكن مصادر أخرى ذكرت أن الرئيس أشرف غني هو الذي أقال عمدة العاصمة كابل دون إعطاء تفاصيل.
وتأتي إقالة أو استقالة عمدة كابل بعد أيام من استقالة أو إقالة مستشار الأمن الوطني حنيف أتمار، ومحاولة وزيري الداخلية والدفاع ورئيس الأركان تقديم استقالاتهم مع مستشار الأمن الوطني؛ لكن الرئيس غني رفض استقالاتهم وطالبهم بالبقاء في عملهم.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».