عباس يستقبل بيغوفيتش ويطالب واشنطن بالتراجع عن قراراتها

الرئيس البوسني: حرصت على رؤية هذه المناطق والمقدسات قبل انتهاء ولايتي

الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس البوسني بكر عزت بيغوفيتش قبل مؤتمرهما الصحافي في رام الله أمس (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس البوسني بكر عزت بيغوفيتش قبل مؤتمرهما الصحافي في رام الله أمس (رويترز)
TT

عباس يستقبل بيغوفيتش ويطالب واشنطن بالتراجع عن قراراتها

الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس البوسني بكر عزت بيغوفيتش قبل مؤتمرهما الصحافي في رام الله أمس (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس البوسني بكر عزت بيغوفيتش قبل مؤتمرهما الصحافي في رام الله أمس (رويترز)

هاجم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الولايات المتحدة الأميركية، قائلا إنها وسيط منحاز وغير مؤهل لرعاية المفاوضات.
ووصف عباس في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس البوسني بكر عزت بيغوفيتش، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، أمس، القرارات الأميركية حول القدس واللاجئين بالمدمرة للمسيرة السلمية، داعيا الولايات المتحدة للتراجع عن هذه القرارات.
وجدد عباس التأكيد على الخطة التي طرحها في فبراير (شباط) الماضي، أمام مجلس الأمن لعقد مؤتمر دولي للسلام، وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف لرعاية عملية السلام، وصولا لتطبيق حل الدولتين على حدود 1967، وتحقيق الشعب الفلسطيني لحريته واستقلاله في دولته بعاصمتها القدس الشرقية.
وقال عباس إنه أطلع بيغوفيتش على آخر المستجدات على الأرض، «في ظل استمرار ممارسات الاحتلال الإسرائيلي العدوانية ونشاطاته الاستيطانية، التي تشكل عائقا أمام تحقيق السلام وتخالف القوانين الدولية». كما أحاطه «بآخر القوانين غير الشرعية التي أصدرتها إسرائيل»، وخص بالذكر قانون القومية العنصري الذي قال: «رفضناه ورفضه العالم معنا».
وكان بيغوفيتش، وصل إلى رام الله أمس مستعرضا مع عباس حرس الشرف، الذي اصطف لتحيتهما، قبل عزف النشيدين الوطنيين البوسني والفلسطيني.
وقال بيغوفيتش إن بلاده تدعم بقوة الجهود لعقد مؤتمر دولي للسلام، يتم التوصل من خلاله لحل دائم وشامل بناء على مبادئ الشرعية الدولية وحل الدولتين.
وأضاف: «إن التفاوض هو السبيل الوحيد للوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإن لكلا الشعبين حق العيش بسلام وأمن، وكله يتم فقط من خلال رؤية حل الدولتين، والسلام والاستقرار يتحقق إذا كان قائما على العدالة، كما يجب أن يكون متوازنا لجلب السلام للمنطقة، وهذا أمر مهم ليس فقط للفلسطينيين لكن للعالم كله».
وذكر بيغوفيتش كيف أن بلاده دعمت وصوتت لصالح قرار الأمم المتحدة توفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين، كما دعت في بيانات متعددة لإنهاء العنف وبدء الحوار.
وأضاف: «اللقاء تطرق لقضية القدس التي يجب أن تعالج وفقا للقرارات الأممية، وأن القدس الشرقية أرض محتله، والمدينة بأكملها يجب أن تكون عاصمة للدولتين، إسرائيل وفلسطين وليس لدولة واحدة، وأن استمرار النشاط الاستيطاني في الأراضي المحتلة يضع تهديدات ومعيقات على طريق السلام، كما أن هناك قرارات أممية يتم خرقها».
وأضاف أن «هذه آخر زيارة لي لدولة أجنبية، حيث إن ولايتي ستنتهي خلال الشهر المقبل، وأردت أن تكون لفلسطين ومدينة القدس الشريف، لأعبر الأردن وفلسطين وأرى هذه المناطق والمقدسات التي تشكل مهد الحضارات والديانات السماوية».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.