قوى الأمن: الضابط الموقوف يخضع لتحقيق مسلكي

TT

قوى الأمن: الضابط الموقوف يخضع لتحقيق مسلكي

يخضع ضباط وعناصر من مكتب مكافحة جرائم الآداب العامة للتحقيق أمام شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، حول تورُّطهم بالتغطية على شبكات للدعارة، مقابل تلقي رشى مالية، فيما نفت قوى الأمن الداخلي صحة ما يتم تداوله عن تورط الضابط، وهي معلومات جرى تداولها في وسائل الإعلام اللبنانية.
وأوضح مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، أن «توقيف الضابط أخذ ضجّة إعلامية أكبر من حجم القضية». وإذ اعترف المصدر بـ«توفر أدلة عن تلقي الضابط المذكور رشى مالية من إدارة فندق وأحد المنتجعات السياحية، مقابل غضّ النظر عن بعض التجاوزات». نفى بالمطلق أن يكون الضابط الموقوف «يدير شبكات للدعارة في لبنان، كما يجري تداوله». وأشار إلى أن الضابط المذكور «ينفّذ توقيفاً فورياً بأمر من المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، ويخضع لتحقيق مسلكي، وإذا بيّنت التحقيقات أن ارتكاباته تستدعي ملاحقة عدلية، فستجري إحالته على القضاء ومحاكمته أمام المرجع القضائي المختصّ».
وقال بيان صادر عن شعبة العلاقات العامة: «تتناقل بعض وسائل الإعلام منذ يوم أمس (أول من أمس) خبراً حول توقيف أحد ضباط قوى الأمن الداخلي. يهم المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أن توضح أن ما يتم تداوله بهذا الشأن غير صحيح، وهذا الموضوع محض داخلي، وأن توقيف الضابط جرى بالتنسيق بين شعبة المعلومات ووحدة الشرطة القضائية للتحقيق معه، للاشتباه به بمسألة معينة والوقوف على حقيقتها».
وأكدت المديرية أنه «منذ وقت غير قصير تتميز مؤسسة قوى الأمن الداخلي باتخاذ مثل هذه الإجراءات، وهي تجري وفق معايير أرقى المؤسسات الأمنية في العالم».
وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الكثير من المعلومات المتضاربة عن مدى تورط الضابط بأعمال مخلّة بالآداب وبواجباته الوظيفية، ما أثار استياء المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، الذي أعلن في بيان، أن «ما يتم تداوله حول توقيف أحد ضباط قوى الأمن الداخلي يفتقر إلى أبسط أنواع الدقة ويدخل في خانة التشهير الممجوج». وشدد اللواء عثمان على أن «المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي هي الجهة الوحيدة المخولة الإعلان عن نتائج تحقيقاتها، وهي ترفض كل ما يتم تداوله من أخبار وتلفيقات».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.